اخر الاخبار

تواصل القوى المتنفذة اصرارها على التمسك في ذات النهج السابق الفاشل في تشكيل الحكومة عن طريق المحاصصة والتوافق، وهذا ما ادى الى غضب شعبي كبير مع التأكيد على ان أي حكومة تتشكل وفق المنهج السابق، سيكون مصيرها الفشل.

واكد مراقبون في احاديث لـ”طريق الشعب”، ان “ التطورات المتسارعة واستمرار القوى المتنفذة على ذات النهج الفاشل المرفوض جماهيرياً، يضيف الى حالة الانسداد السياسي مشاكل جديدة وكبيرة، ما يتوجب ان يتوجه البلد الى اجراء انتخابات مبكرة وبما يضمن نزاهتها”. وشدد المتحدثون على ضرورة ان يجري تعديل قانون الانتخابات بما يضمن عدالتها، وان يمنع القوى التي تمتلك السلاح والمليشيات من الترشح للانتخابات، وان يطبق قانون الاحزاب بكافة فقراته، مؤكدين ان ذلك هو احد مداخل حل الأزمة. واقتحم الالاف من جماهير التيار الصدري يوم أمس، المنطقة الخضراء وصولا الى مبنى مجلس النواب، لرفض مرشح الاطار التنسيقي محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة المقبلة

وأحاط المتظاهرون مبنى البرلمان قبل اقتحامه، فضلاً عن بعض المؤسسات داخل المنطقة الخضراء، من بينها دار الضيافة لمجلس الوزراء.

وقبل توجههم الى مجلس النواب، اجتمع عدد كبير من المتظاهرين في ساحة التحرير ثم توجهوا الى المنطقة الخضراء وجرى اقتحامها لاحقاً بعد اسقاط الكتل الكونكريتية.

انسحاب المحتجين

ودعا السيد مقتدى الصدر انصاره الى الانسحاب من مجلس النواب، وعلى الفور استجاب المحتجون لتلك الدعوة.

وأظهرت صور تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي وقوع إصابات طفيفة بين عدد من المتظاهرين، إثر إطلاق القنابل  الصوتية والغازية من قبل بعض عناصر الأمن، وفق شهود عيان.

ودعا رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، المتظاهرين إلى الانسحاب من المنطقة الخضراء والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، والالتزام بالسلمية.

وأضاف الكاظمي، أنه “سوف تكون القوات الأمنية ملتزمة بحماية مؤسسات الدولة، والبعثات الدولية، ومنع أي إخلال بالأمن والنظام”.

ودعا رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، المتظاهرين إلى الحفاظ على سلمية التظاهر، فيما وجه قوات حماية البرلمان بعدم التعرض للمتظاهرين أو المساس بهم.

وقال مكتب الحلبوسي في بيان له، إن “رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي يدعو المتظاهرين إلى الحفاظ على سلمية التظاهر، ويوجِّه قوات حماية البرلمان بعدم التعرض للمتظاهرين أو المساس بهم، وعدم حمل السلاح داخل البرلمان، فضلا عن توجيه الأمانة العامة لمجلس النواب بالتواجد في المجلس والتواصل مع المتظاهرين”.

موقف الاطار التنسيقي

من جهته، حمّل الإطار التنسيقي، حكومة تصريف الاعمال المسؤولية الكاملة عن أمن وسلامة الدوائر الحكومية ومنتسبيها والبعثات الدبلوماسية، محذرا في الوقت نفسه من “الفتنة”.

وقال الإطار في بيان، “بعد أن أكملت قوى الإطار التنسيقي الخطوات العملية للبدء بتشكيل حكومة خدمة وطنية واتفقت بالإجماع على ترشيح شخصية وطنية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة، رصدت ومنذ يوم أمس تحركات ودعوات مشبوهة تحث على الفوضى وإثارة الفتنة وضرب السلم الأهلي”.

وأشار الاطار الى ان “سماح القوات الأمنية للمتظاهرين باقتحام المنطقة الخضراء أمر يثير الشبهات”.

المالكي: انتهاك سافر

فيما عدّ رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، في بيان “دخول المتظاهرين من أية جهة كانوا الى باحات مجلس النواب في المنطقة الخضراء والتجاوز على الحماية الامنية للمنطقة انتهاكا سافرا لحق التظاهر المشروع، وقد ينجر الواقع الى تقاطعات مع حمايات النواب والمسؤولين”.

ودعا المالكي المتظاهرين الى “الانسحاب الفوري من المنطقة والالتزام بحق التظاهر القانوني وعدم الانجرار الى دعوات المواجهة مع القوات المكلفة بالحماية”.

وفي وقت سابق، تظاهرت حشود من التيار الصدري قرب مكتب لمرشح رئاسة الحكومة محمد شياع السوداني، في العاصمة بغداد، معلنين رفضهم “تشكيل حكومة محاصصة”.

حافة الهاوية

وتعليقا على الموضوع، اكد الناشط المدني مهدي جاسم ان الكتل المتنفذة المتصارعة على السلطة والنفوذ أوصلت العراق الى حافة الهاوية من خلال إصرارها على الاستمرار في نهج المحاصصة في إدارة الدولة، مشيرا الى ان البرلمان الحالي عاجز عن إدارة البلد، وبات من الصعب المضي في الاستحقاقات الدستورية.

وأضاف جاسم في حديث لـ”طريق الشعب”، ان المتابع لتصريحات الكتل المتنفذة يستشف عدم مبالاتها بمصير العراقيين وان جلّ همهم هو البقاء في السلطة والسيطرة عليها، مبينا ان الحل في الوقت الحالي هو الاسراع في تشكيل حكومة محددة بمدة زمنية تعمل على اجراء انتخابات مبكرة وبشروط تضمن نزاهتها.