اخر الاخبار

عادت قضية الناشط المدني المختطف منذ قرابة عامين سجاد العراقي لتطفو على السطح مجددا، بعد ورود تقارير إعلامية عن تسلم رئيس الحكومة تقريرا استخباراتيا يفيد بأن خاطفي العراقي أقدموا على قتله، منذ فترة من الزمن، فيما تنفي الجهات الحكومية في ذي قار، اصدار أي تقرير في هذا الشأن.

تضارب الأنباء

وفي ضوء المعطيات الحالية، تقف الحكومة عاجزة عن كشف مصير الناشطين المغيبين، ومحاسبة قتلة المحتجين، حيث يعزو نشطاء أسباب عجز الحكومة الى الطريقة التي يدار بها البلد، وهي المحاصصة.

وبعد ان تناقلت وسائل الاعلام ورود تقرير استخباراتي تسلمه رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي قبل فترة من الزمن يوضح ان الناشط سجاد العراقي قتله خاطفوه.

وأضافت التقارير ان “المتهمين بقضية الاختطاف صدرت بحق عدد منهم مذكرات القاء قبض قضائية، لكنهم خارج العراق في دولة مجاورة، وان هناك متهمين آخرين بالقضية ايضا خارج العراق”، مشيرة الى ان “الحكومة تخشى الافصاح عن هذا الأمر، تحسباً لردة فعل أهل الناشط ورفاقه”.

نفي..

فيما نفت اللجنة الأمنية العليا في محافظة ذي قار، امس السبت، إصدار تقرير عن مصير العراقي من أي جهة.

وذكر بيان صادر عن رئيس الجنة، “بعد التواصل مع الدوائر الأمنية المختصة بموضوع قضية الناشط سجاد العراقي، نفت صدور أي تقرير عن مصيره من أية جهة كانت”.

وأضاف البيان، “ننفي ما ذكر حول مقتله أو مصيره حالياً، وندعو من الله تعالى عودته سالماً إلى ذويه”، داعياً إلى أخذ “المعلومات من مصادرها الرسمية والابتعاد عن الشائعات والأخبار الكاذبة”.

قوى تفرض سطوتها

ويتعجب الناشط المدني علي البهادلي من عجز الحكومة عن الكشف عن مصير الناشطين المغيبين، في الوقت الذي تكون فيه الأجهزة الأمنية قادرة على كشف الجرائم المنظمة او مواقع قياديي تنظيم داعش الارهابي من خلال الاجهزة الاستخباراتية بسهولة ومرونة.

ويعتقد البهادلي ان هناك مليشيات وجهات مسلحة تحكم سطوتها على القرار الحكومي، وتعرقل الكشف عن مصير المغيبين او قتلة شهداء الانتفاضة، معتقدا ان هناك قوى متنفذة تفرض سطوتها بقوة السلاح.

ويضيف الناشط ان “من غير الممكن على أية حكومة جاءت عن طريق المحاصصة ان تكشف عن أي مغيب او قاتل للشهداء”، منوها بان “اثارة قضية سجاد العراقي في هذا الوقت في التحديد هي للاستغلال في الصراع بين قوى اللادولة، والغرض منها هو تأجيج الشارع الغاضب اصلا”.

ويؤكد البهادلي ان “الشارع منزعج من عدم تشكيل الحكومة ويتجرع المر بسبب المعاناة العامة، ومصير البلد غير معلوم، فيما الكتل المتنفذة تتصارع من اجل بقاء المحاصصة والتوافق، معتقدا ان “هناك محاولة لتأليب الشارع في الوقت الحالي لتنفيذ اجندات سياسية معينة”.

الامل ضعيف

من جانبه، يقول الناشط حسين النزال ان “الامل بسلامة سجاد العراقي الذي غيب بسبب كشفه وانتقاده للإجراءات الحكومية ضعيف جدا، فليس غريبا ان يقتل سجاد وغيره من الناشطين لكونهم كانوا يشكلون نقطة خطر على حياة سراق البلاد، وبذلك أسهل اجراء للتخلص منهم هو قتلهم”.

ويضيف ان النزال ان هناك قصدية في تأخير اعلان الحقائق بشأن مصير المختطفين والمغيبين من اجل تسهيل عملية تهريب الجناة وافلاتهم من العقاب، مشيرا الى ان التلاعب في مشاعر ذي المغيبين في هذه الطريقة بشع جدا، وغير مقبول.

ويعتقد النزال ان التعامل مع الامر بهذه الطريقة كفيل بإشعال ثورة الغضب القادرة على تغيير منظومة الحكم بشكل كامل.

وفي تصريح تلفزيوني اكدت والدة سجاد العراقي، ان إعادة فتح ملف ابنها هي محاولة لتأجيج الشارع، مشيرة الى عدم وجود معلومات عن ابنها، حتى الان.

وطالبت والدة المغيب بعدم زج اسم ابنها في أية مزايدات سياسية.