اخر الاخبار

كلمة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في أربعينية النواب

ضيوفنا الكرام

الرفيقات والصديقات .. الرفاق والأصدقاء

طاب مساؤكم سلاما .. وشكرا لحضوركم البهي

اليوم نلتقي في مناسبة حزينة، وهي، في الوقت ذاته، مناسبة استذكار مفعم بروح الاحتجاج والتحدي والأمل .. روح المثال المضيء للشاعر الملهم والمناضل الجسور .. رفيق دربنا وحادي مسيرتنا مظفر النواب.

واليوم، إذ نحتفي بأبي عادل، الذي جعلته سنواته المديدة في صفوف حزبنا وتجسيده المدهش لفكرنا، رمزا متفردا في الوجدان الوطني، فانما نحتفي بالثورة والعشق. فقد جمع في قصائده الجميلة ومواقفه الجريئة الثوار والعاشقين تحت راية الكفاح العادل التي لا تعرف أن تنتكس.

ولا يتوقف مغزى هذا الاحتفاء عند استذكار مبدع ومناضل رحل عنا، بل يتجلى في أننا نستعيد الدروس الغنية التي انطوت عليها مسيرة هذا الانسان، والأمثلة التي ستظل تنير حياة الثوريين والعشاق بمصابيح الأمل، وهي ترشدهم نحو الحياة التي كان مظفر النواب يحلم أن ينعم بها شعبه وعراقه.

وكانت المعاناة المريرة من علامات حياته. فمن سجن نقرة السلمان الصحراوي سيء الصيت، الى الحلة التي هرب عبر نفق في سجنها ساهم في حفره، لتستقبله الأهوار الثائرة، فيبدأ فصل جديد في المسيرة التي لم توقفها الغربة، إذ لم تستطع سنوات المنفى المديدة الموحشة أن تبعد النواب عن عراقه الذي ظل يوجعه، فيوغل في حبه وغنائه والوجد عليه. وظلت لهجته الجنوبية الحارقة والشفافة تجول مدن العراق المتنوعة اللهجات، وقد جعلها أبو عادل تومض في الحزن والاحتجاج، إذ كانت سببا لائتلاف المختلفين، وراية تخفق في شوارع البلاد التي حرمه الطغاة من سمائها.

وعندما رحل مظفر غريبا في منفاه كان محبّوه في انتظار أن يمسحوا جبهته بتراب الوطن الذي ظل يتوق اليه. وكان التوديع الرسمي والشعبي المهيب، والكتابات التي ماتزال متواصلة رثاء للغائب الحاضر، وبحثا في ابداعه الشعري وفي سيرته الكفاحية، كان هذا بعضا من وفاء للراحل. وما احتفاء حزبنا به هذا المساء الّا صفحة أخرى تضاف الى سجل المحبة العراقي.

جمع النواب، كما هو معروف، مزايا جعلته مميزا في تمسّكه بالقيم السامية للشيوعيين والثوريين، وأهّلته ليتسيّد ناصية الابداع. ولا مبالغة في القول إن النواب أرسى أسس مدرسة الحداثة في الشعر الشعبي العراقي، وعلى هذا النهج سار الشعراء الذين ظلوا ينظرون اليه كمعلّم لهم في السخط وفي الشعر.

والنواب، الذي أضفى على اللهجة الشعبية سمتها الجمالية المذهلة، ظلت قصائده تحمل المشاعل التي توقظ الوعي وتبث الجمال وتحرك الاحتجاج ضد الجور الاجتماعي والظلم الطبقي.

هكذا تحول “صويحب” الى أنشودة ترددها حناجر شبيبة انتفاضة تشرين، مثلما تحولت “الريل وحمد” الى أغنية لعشاق بلاد الرافدين.

ظل النواب رمزا متفردا في الوجدان العراقي .. ومن شرارة أشعاره ظل يندلع لهيب الثورة والعشق، وستظل قصائده رايات خفاقة تمضي بنا الى حيث كان الراحل الغالي يحلم بوطن حر وشعب سعيد.

شكرا لحسن إصغائكم.

***************

عائلة النواب: شاعر الكلمة الفيصل

ثم وداع يبقى

ثم رحيل يتكر في الروح محطة

نعم..

ودعنا شاعر المواقف العظيمة، شاعر الكلمة الفيصل، شاعر العراق والعرب والعالم اجمع.. الكبير مظفر النواب.

ما مات مظفر، فهو باقٍ في قلوب البسطاء والمظلومين والعشاق والثوريين وكل شرفاء هذا العالم..

بكت الجماهير ذاك المظفر، واجتمعت حشود الناس على ارصفة الطرقات تنتظر وصول نعشه المزخرف بقصائده الخالدة، قصائده التي حفظها الناس وغنوها أيام الفرح وأيام الشدة وايام الثورة.

مبارك عليه تاريخه الإنساني وعشقه للثورة الصادقة والانسان الحر.

عاش النواب بكرامة وترجل عن فرسه بكرامة، تاركاً إرثاً ثقافياً كبيراً يحق لنا ان نتباهى ونتغنى به.

غادرنا صاحب الصوت الشجي، والإلقاء الشعري الفريد، تاركاً دنيا أتعبت طينه..

“تعب الطين”

سيرحل هذا الطين قريباً

لقد رحل هذا الطين المعجون بآلام واوجاع الوطن العربي، فهو بجدارة شاعر الجرح العربي والمأساة العربية.

رحل، حاملاً معه هموم الناس وقضاياهم الجوهرية.

“عودتني انتظر

وارسم على الأيام موعد”

لكنني أيها النواب الكبير

“لگيتك سافرت من غير رجعة”

وداعاً بحجم الكون يا أبا عادل.

____________

ألقاها في الحفل علي النواب ابن شقيق الشاعر الكبير مظفر النواب

******************

د. علاء بشير: اغنى حياتي حياً وميتاً

اخواتي واخوتي

طلب مني صديقي الصديق واخي الاكرم عبدالرحمن طهمازي ، ان اكتب عن مظفر النواب في يوم ذكراه . لم استطع الاعتذار عن تلبية طلبه هذا رغم معرفتي الاكيدة بصعوبة الموضوع اذ ان سيرة مظفر النواب هي سرد لتاريخ العراق الذي عاصره هو.

ساكتفي بذكر شذرة من المواقف الشخصية لمظفر النواب ، الذي تعمقت معرفتي به يوم 20/9/1958 حتى غيابه يوم 20/5/2022. اذ امتدت معرفتي عن قرب بمظفر النواب اربعة وستين عاما .

قبل العام 1963 كنا مجموعة من الاصدقاء ومظفر نقضي بعض الامسيات في جزيرة ام الخنازير التي تغير عنوانها الى جزيرة الاعراس لاحقا . وغالبا ما نرجع الى مرسى القوارب في ابي نواس بعد منتصف الليل حينها يكون مستوى سطح دجلة قد انخفض وعلينا الخوض في الطين مسافة مترين لنصل اليابسة . وفي كل مرة يصر مظفر ان يحملني على ظهره لليابسة ، كان مظفر يكبرني بخمس سنوات .

في يوم الثلاثاء المصادف 7/11/1967. كانت الساعة تشير الى التاسعة والنصف مساءا . اتصل بي المرحوم الفنان حافظ الدروبي وطلب مني المجئ الى داره لامر مهم جدا . وصلت الدار وطرقت الباب . وكان مظفر النواب هو الذي فتح لي الباب ، كانت من اهم مفاجأت حياتي . كان مظفر وبعض رفاقه قد تمكنوا من الهرب من سجن الحلة صباح ذلك اليوم . قال مظفر : لا ادري ماذا سيحل بي بعد هذا اليوم ، فاردت ان اتمتع برؤية من احب من الاصدقاء فربما لن نلتقي بعد.

وفي احد ايام شتاء 1960، اصطحبت مظفر من داره في كرادة مريم، وذهبنا الى دار صديقنا الكبير حافظ الدروبي في الكرادة الشرقية كعادتنا كل يوم اثنين وخميس . كان حافظ الدروبي رحمه الله يرأس جماعة الانطباعيين العراقيين والتي اقنعني مظفر بالانتماء اليها في العام 1959 . يومها قررت الا اذهب مع جماعة الانطباعيين العراقيين لرسم الطبيعة او رسم البورتريه او الحياة الجامدة كعادتنا ، وبينت الاسباب التي دعتني لذلك , وفي مقدمتها اننا كنا نهتم بمظاهر الاشياء . حينها نهض مظفر وقبلني مؤيدا موقفي من الفن . ذلك اليوم ما مكثنا طويلا كعادتنا في دار المرحوم حافظ الدروبي . اوصلت مظفر الى داره في كرادة مريم . ونحن في الطريق سألني مظفر مرات بانني ابدو غير مرتاح وان مزاجي ليس كما عهده ، وكان صائبا كعادته . وصلت دارنا قبل منتصف الليل بقليل . سمعت رنين التلفون وكان مظفر على الخط يسألني هل ما زال مزاجي ليس طبيعيا كما وصفه ، اجبته ان غدا سيكون يوما جديدا . انتهت المكالمة بامنياتنا في صباح يحمل الخيرات . مرت نصف ساعة وسمعت صوت جرس باب الدار كانت الساعة قد قاربت الواحدة الا ربعا بعد منتصف الليل. فتحت الباب وكان مظفر النواب قد جاء بسيارة أجرة. دخلنا غرفتي . سألته ما الذي دعاه للمجيء في هذه الساعة من الليل ؟؟ قال: شعرت ان مزاجك ليس كما هو فقررت المجيء لاكون بقربك لاغني لك من اغنيات أم كلثوم التي تحبها، واقرأ لك من اشعاري التي تحبها.

يا مظفر، من يفعل ما فعلت ؟؟؟

وحقا تغير مزاجي ليس بالاغنيات لكن بوجوده الغني الذي ينضح بالصدق والوفاء والكرم والامانة وسمو الاخلاق النقية والعطاء بلا مقابل.

وقتها اخبرتك عن رؤيتي عن الفن في رصد رحلة الانسان، من رحم الام الى رحم الارض. وقلت لك ان رحم الام يشبه في شكله شكل اللحد. والرحلة بينهما وهم. ونحن لا ندرك كيف كنا في رحم الام كذلك لن ندرك ماذا سنكون في رحم الارض. انت قلت. اذن : من يذهب اولا يبعث اشاراته للثاني.

اليوم اقول لك وانت في القبر. يا مظفر انت اغنيت حياتي حيا وميتا، وتركت فراغا بعمق الحياة والموت. رحمك الله وطيب ثراك واحسن اليك. وستبقى معي مادمت حيا.

ـــــــــــــــــــــــــ

القاها بالنيابة عنه الشاعر عبدالرحمن طهمازي

****************** 

عمر السراي: علينا أن نعترف أمام الملأ بتقصير السلطات المتعاقبة إزاء النواب

السيّدات الجليلات..

السادة الأجلاء..

الجمهور الكريم..

طاب يومكم بالخير والمحبة والسلام..

وبعد..

نقف اليوم في رحاب الوطن، وكيف لا..

ونحن حين نقف في رحاب القصيدة الحرّة، يعني أننا نقف في أجفان البلاد كلها.

فالحديث عن مظفر النوّاب حديثٌ لا تختصره الكلمات، ولا تحدّه الأقاصيص، ولا تدانيه تراجم الشعراء.

فأنْ تكون شاعراً فحسب، في بلد كالعراق أمرٌ سهلٌ جداً، ففي العراق كل شيء شاعر؛ أمهاتنا وجدّاتنا وآباؤنا والأنهار والأشجار والشوارع والأرصفة...

لكن، أن تكون شاعراً وموقفاً في العراق، تلك هي المعادلة التي لن يعرف نكهتها الانتهازيون، أرباب السلطة والمتلوّنون، واللابسون أردية الحكّام، كلما بدّلوها بدّلوا بوصلات كتاباتهم على وفق أمزجتها.

ومظفر النواب، كان وظل ومازال الشاعر المناضل الذي صنع التحدي عبر تصدّيه للظالمين والظلاميين بقصائده الخالدة،  ومواقفه المشرّفة.

أيها الأحبة..

إن الفرق لكبير، بين أن تكون حجراً صغيراً في منجنيق البلاط، تضرب رؤوس المناوئين برخاء نعيمك الزائل، وبين أن تكون شامخاً متجبّراً على الطغاة، ومعذَّباً بهموم الشعب، وآكلاً المرار معهم.

إن الفرق كبيرٌ يعطي العبر للمعتبرين، فكم من مدّاحٍ ذليلٍ كنسه التاريخ بسوادٍ لا يغادر وجهه، وإن ظنّه يناهز البياض، وكم من بائعٍ للضمير يبرر وجوده بالأعطيات، وكم من رجال جوفٍ رحلوا ليتحوّلوا إلى ذكرياتٍ مظلمة.

والقليل القليل هم المظفّريّون النوّابيون، من داسوا على بطونهم بالحجر، لينهض كتابُ الحق من رحم جراحهم،  رحلوا، وتركوا التاريخ باكياً عليهم، والشوارعَ ملأى بمشيّعيهم، والدموعَ حَرّى بانسكابها على جثمانهم.

لقد فقد العراق برحيل مظفر النواب نجماً ساطعاً من نجومه الفريدة، كما فقد العربُ مدوزنَ آلامها، والناطقَ باسم همومها، وفقدت الحركة الشعرية باسلاً من بواسلها الكبارِ القديرين، كما فقدت العوائل فرداً كاملاً من أفراد أسرتها، فهو الوحيدُ الذي جمّع في ردائه الحب والثورة.

حسبنا حين أنشد قائلاً (تتجادح عيون الخيل وعيون الزلم بارود)...

وحسبنا أنه الرافض للقتلة حتى بعد رحيله، فأقراط قوله (القدس عروس عروبتكم) ستظل خير قانون لرفض التطبيع والإذعان له، والمطبّعين والملتفّين بردائه.

أيها الأحبّة

أنقل لكم مشاعر المحبة من كل الأدباء، والمواساةَ بهذا الفقدان العميق، كما أنقل لكم قيمَ الثبات التي تحلّى بها كبارُنا، والتي جعلتهم عرضة للتصفية والاعتقال والتشريد، وعلى رأسهم مظفر النواب.

وأنقل لكم تحايا شباب العراق، وهم يستعيدون النواب في ساحات التظاهرات، ويلوّنون تشرين بالدماء الفائرة الثائرة، وأصرخ باسمهم في وجه المتنفّذين، كما صرخ مظفر بالمستترين بكراسيهم، وقال فيهم (تتحرك دكة غسل الموتى، أما أنتم، لا تهتز لكم قصبة).

أنقل لكم الخطاب الكاسر الذي لا يهادن، فشباب العراق ثاروا وصبروا وأوذوا واستشهد منهم الكثيرُ الكثير، وما زالوا في الدرك الأسفل من الأداء غير السليم للحكومات، إذ لا خطة آوت طموحهم، ولا عنايةَ جعلتهم في المقدمة، بل جاءهم الانكسار من الوعود الكاذبة التي لطالما شبعوا منها.

ومظفر النواب الذي نقيم أربعينه اليوم، كان صادحاً باسم الجميع، وصوتاً أصيلاً مطالباً باسم الجماهير، وفعلاً لا يتكرر قط.

ولكي لا يمر رحيله مروراً عادياً، علينا أن نكون مثله ميداناً لمقارعة المزيّفين، ومداراً لنيل الحقوق، وملاذاً لكل الأصلاء النبلاء، وعلينا أن نعترف أمام الملأ بتقصير السلطات المتعاقبة إزاء النواب، في تهجيره وحزنه وألمه ومرضه وعدم العناية به،  والتقصيرِ في تخليد مسيرته وحياته وحِكمِه وأشعاره وسجاياه.

فعلى ما يبدو، أنّ النورس الحزين سيظل حزيناً، وأنّ البلبل الذي صحا متأخراً كان يجهل أن السعالي من السياسيين المتنفّذين ستسبقه للهف التين الأخضر واليابس، وأن صندوق العرس مضت به السنونَ ليصيرَ محض خردة. لكنّ، ما لا يدركه عبيدُ السلطات أنّ حچّام البريّس سيتجلّى على طوله في هور الغموگة، وأنّه لن يمشي (راگ الراگ)، فهو الحرُّ ابنُ الحرّ الذي سيدهن الزَمَرَ بحليب الأمّهات اللائي سيضعن أياديَ أبنائهنَّ على شيبهنَّ، لكي لا يُعطوا البراءةَ العفنةَ مهما طالت أعوادُ المشانق، ومهما كبر الموت وعلا وسما.

فيا أيّها النوّابيّون الكبار، حسبكم أنكم تنتمون الى ثورته الدائمة، وحسبكم أنّكم ستحفرون الحياة بالملاعق كسجن الحلة، وحسبكم أنكم ستظلون المنجل الذي يُداعي حتى بعد موت (صويحب).

لا تفرح بدمنه لا.. يلگطاعي.. مظفر من يموت المنجل يداعي..

- يداعي.. بيد كل تشرينيٍّ نصب الخيم واعتصم بها..

- يداعي.. بيد كل صابر على البطش، ثبتَ سعفةً ثائرةً بوجه النار المرة..

- يداعي.. بيد كل حرّةٍ مسجونةٍ ومغيّبةٍ وبيدِ كل معتقلٍ وجريحٍ ومسلوبٍ ومغدور..

وأخيراً نقولُها بلسان مظفّر وهو يهتفُ في ساحة التحرير مع أبنائه وأحفاده:

- تانيني يا ديرة هلي وزيتي الزمر لا ينشف

ما دام بالريه  نفس ما نوكع نحب الجف

باجر نهوّس بالنصر تشرين ونعلّي الدف

أيام المزبّن گضن تگضن يا أيام اللف.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمة الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق القاها الشاعر عمر السراي الأمين العام للاتحاد

******************

آه.. آه  لقد مات مظفر النواب

جاسم المطير

اشعر بسعادة غامرة حين أشارك في حفل شيوعي  بأربعينية رحيل الشاعر الشعبي الفذ مظفر النواب. انه الصديق والرفيق والزميل والأخ يحلق،الآن،  في اعلى الممالك الابدية وهو شجاع رصين لم يقهر. وأشعر بسعادة اوسع حين اتصور نفسي امامكم في هذه اللحظات ،

كنا صديقان حرّان. نزلَ الى داخلِ عينيّ ونزلتُ الى داخلِ عينيه..عهدته بقلب شاعري رقيق.. كانت دماء الشباب تتألق بوطنيته، دائماً..

كنّا قد قضينا زماناً طويلاً، مشتركاً، في النقرة وفي سجن الحلة المركزي. زرته في بيته ببغداد كما زارني في بيتي الحزبي..عزيز انا بيومياتي وأفعالي  في إنجاز  مقالة وعزيز هو بيوميات كتابة اشعاره .. كنت اقول له عما كتبت وكان يقول لي عما نظم.. 

كان في سلوكياته واشعاره؛  متفائلا بمستقبل الشعب العراقي وله فيه وعنه شجون وعواطف ومتون. لم اجده في يوم من الأيام منكمشاً او متشائماً وحينما يعرق، في كثير من الأحيان، يظهر بعدها بقصيدة تكشف عن روعِ وهلعِ ما شاهد او تخيّل. لكنه ظلّ بانتظار (معجزة) تنقل شعبنا  من حالٍ إلى حال.

ظلت (المعجزة الشعبية)  تكلمه ويكلمها ويكلمنا عنها بقصيدة تلو قصيدة أخرى.  لم  تدعه (المعجزة) يائساً من عدم حصولها، لكن جعلته شاعراً متحفزاً، بقصائد متحفزة  يرى فيها الحدائق تزهر في عينيه،

ها هي الشمس مشرقة دونما غروب.. ها هو ٍالأفق لا يراه بعيداً.

ثم يأتي الغد البعيد.. ها هي جماهير الشعب تمزق الشر والأشرار بالضربة القاضية المتوالية.  

تحدث كل واحد منا الى الآخر قصة حب ليس فيها ظلام. انفتح عقله وحاسته في الحب والغرام ىحين كان  يدرس، طالباً، في احدى كليات بغداد وهي تدرس، طالبةً، في كلية آخرى عشقها مثل عشق قيس إلى ليلى .. تعاهدا على الزواج.غير انه أخبرني ذات يوم اواًئل عام ٦٤ انه سيقضي بقية عمره حزيناً  فقد تزوجت حبيبته البغدادية ..ْ.

مرّ، بعد ذلك، بدوراتٍ مروعةٍ جعلته حزيناً الى الأبد، لكن سعادته الاولى والاخيرة تأتيه في زمان نضاله الثوري تحت راية الحزب الشيوعي العراقي، كما أخبرني عشرات المرات...

صار كل واحد منا نموذجاً  بالنسبة الى الآخر.

يستمع الى نبضات قلب شعبنا وينظف نفسه من حكايا عن الأشباح وعن عفاريت السياسة الحاليين،

يبتسم ثم يضحك لأن من عيوب السياسيين الغربيين وتلامذتهم  العراقيين الغريبين عن الشعب العراقي.  لا يخاطبون الشعب إلا بجلبة  واضطراب. كل واحد يقعقع بسلاحه المنفلت عن الدولة بينما كان مظفر النواب بغيبوبة سرير المرض وأدواته وكل تبعاته، لكن شِعره باق يشير به الناس إلى أن ضلع صويحب لن تناله النار، بل ان الخدود البورجوازية الحاكمة لن تظل حمراء الى الأبد

، ِ أحّّ...............اه

لقد مات مظفر النواب،

لكن......... حسّك حسّك تنطّر  يهل ناعي صويحب من يموت المنجل يداعي..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بصرة لاهاي في 20 حزيران 2022. 

القاها بالنيابة عنه عريف الحفل الأستاذ مضر الآلوسي

***************

يصعب اختصار انسان بحجم ابو عادل ببضعة اسطر

ميسون الدملوجي

أتقدم بداية بوافر الشكر للحزب الشيوعي العراقي على لمسة الوفاء في إقامة هذه الأمسية لمناضل أمضى حياته شغفاً بالكادحين، ورسم بطولاتهم وتضحياتهم لوحات وجدانية، سيتذكرها العراقيون جيلاً بعد جيل.

عرفت مظفر النواب الشاعر (مثل كثيرين) في بداية السبعينيات كاسيتاً مهرباً تحت معطف.. وكان الكاسيت ضيفاً مشاكساً وجميلاً على الجميع.. وما زالت الدموع تذرف منذ ذلك الحين حين يُسمع الشاعر وهو يناجي: يبني ضلعك من رچيته لضلعي جبرته وبنيته..

بعدها بسنوات عرفت ابو عادل الانسان الكبير عبر رسائل متبادلة. كتبت اليه عن امي الثانية (جوري) التي كانت تعشق (البراءة)، نسمعها سوية ونعيدها ونعيدها، فجاءني منه ردّ وكأنه كان جالساً بيننا.. هكذا تكون الشخصيات الكبيرة، ترفع الحواجز وتختصر المسافات.. سألني عن جوري وعن نفسي، وامتدت بيننا معرفة عميقة وجميلة لعدة عقود من الزمن.. بين لندن والشام والامارات وقبرص وهولندا وبرلين وشيكاغو.. وكانت بغداد هي الحاضرة الوحيدة في كل المدن.. رأيته بنفسي يرفض تسلم الظروف المليئة بالدولارات قبل ان يفتحها، ويبحث في الاسواق عن اسطوانات المطربة الويلزية شيرلي باسي، وتسيل دموعه لأم كلثوم، ويختنق مع فلم تايتانك فيغادر صالة السينما قبل نهايته.. وكم كان يتظاهر بعدم سماع ما لا يليق سماعه.. ويترفع عن الصغائر والضغائن، فيكبر بعيني وعين كل من أحبه..

من الصعب اختصار انسان بحجم ابو عادل ببضعة اسطر. تفاصيل كثيرة تحتاج كل واحدة منها الى زمن وتأمل عميق، يستحقه البغدادي الاصيل الذي لم يخرج يوماً عن عگده، مثل الطاگ محني عگادة عالمهجور.. كان ابو عادل يحلم بالعودة الى بغداد ويهابها، وحينما رافقته الى المتنبي في زيارته الوحيدة لبغداد، طلب مني ان نخرج منه بسرعة لضعفه امام محبة الناس حوله وفرحتهم به. لم يكن ابو عادل يوماً ضعيفاً الا في عشق الناس..

ولا بأس ان أذكر جلسة لا تغيب عن ذاكرتي، بحضور نزار قباني، حينما طلب من ابو عادل ان يقرأ قصيدة، واذا به ينشد (طوق الياسمين) للقباني.. اتمنى لو كان الايفون بحوزتي في ذلك الزمان لسجلتها بالصوت والصورة لأعرضها اليوم على هذا الحفل الكريم.. أي انسجام مع النفس يتيح لشاعر ان يقرأ قصيدة غيره؟!

هكذا كان مظفر.. ولا يستغرب من عرفه عن كثب.. كان خجولاً مهذباً أنيقًا سريع النكتة.. شتم الحكام العرب ولم يستثنِ منهم أحداً، مع ذلك تسارعوا لإرضائه والتقرب منه.. فقلبه الذي لم يعرف سوى حب الناس اكبر منهم، وجمهوره الذي يردد كلماته عن ظهر قلب هو الأكثر نبلاً وأصالة.

غاب عنّا مظفر تاركاً إرثاً كبيراً غير مدون، في ثقافة جيل استثنائي من عمر العراق والمنطقة، وأتمنى ان يؤسس هذا الحفل انطلاقة لجمع اعماله الشعرية والفنية والانسانية بشكل جاد، في مشروع كبير يشارك فيه كل من عرفه عن قرب، فمن صفاته انه اهمل جمع اعماله وتركها قصاصات وذكريات خالدة في قلب كل عاشق لهذه الأرض.

والسلام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القاها بالنيابة عنها عريف الحفل الأستاذ مضر الآلوسي

****************************

لمظفر الكبير

د. حازم الشمري

 لن يُتركَ الأوغادُ دونَ حسابِ

من بعد سيلِ هزائمٍ وخرابِ

من بعد ما ذبُلت ورودُ ربيعنا

واشتدَّ عودُ الظلمِ بالأغرابِ

من بعد تشرين التي صاغت لنا

صبحاً بألفِ حقيقةٍ وجوابِ

ما ثورةٌ الا بصدقِ عزيمةٍ

وقصيدةٍ لمظفرِ النّوّابِ

ومروءةٍ لصويحب ال مافرّطت

جفه اب ارض وب مي ولا بترابِ

نستلُّ من ليلِ البنفسجِ عزمَنا

ونكاون الوعدو وعد جذابي

ونكول للفاشل يزي

موكافي كل هذا الخزي

موكافي ضاعلنا وطن

وايام المزبن كضن

واصوابي هو اصوابي

ما انفك ينهشني ويُتعبُ خافقي

فألوذُ من قهري بمحضِ سرابِ

واسهرلي لليلة وية النجم

ونسولف سوالف زلم

بلجن يرد ذاك الحلم

والجرح الاول يلتحم

ونصيح كلنا بياطعم

ياليلة من ليل البنفسج ياحلم

يأتي ويُنهي لوعتي وعذابي

لنطيرَ من وسط الركامِ حمائماً

نجتاحُ وجهَ الشرِّ في أسرابِ

ونغني للريل ابصدك

ونخلي علسجه عثك

من كلب اهلنا المحترك

ومظفر الغايب يرد

بالمامش ومامش يدك

باب العشك

ويطفّي كل عطابي

من بعد خذلانٍ وقلّةِ حيلةٍ

ومصائبٍ تترى وطولِ يبابِ

مرينا بيكم ياحمد

واحنا بقطار الليل امس

واسمعنا طفلة اتيتمت

وتريد من امها جبس

وامها الحزن هد حيلها

والفقر حامسها حمس

واتكلها يمة ادللي

بس والله ماعندي فلس

وتريد من امها لبس

واتكلها يايمة غدت كلش قديمة ثيابي

واسمعنا والد يشتكي

وام تنتظر يوم العرس

لوليدها العاف الدرس

والتحق بالساحة امس

ويصيح رايدلي وطن

مابي خطف مابي علس

نكعد سوة وناكل سوة

وندرس سوة

اني وجميع اصحابي

كيما نفيضَ على الدوام محبةً

تمتدُّ عبرَ مآذنٍ وقبابِ

ونبثَّ ألفَ تحيةٍ وتحيةٍ

لمظفر النَّوّابِ لا النُّوابِ

******************

كان العراقُ شغله الشاغل

كاظم غيلان

شاعر مثل مظفر لن يموت، ولذا يبدأ الفصل الاخر في سيرته منذ لحظة تشييعه. مظفر شيعه شعب، لأنه شاعر الشعب بامتياز. نذر سنوات عمره لعذابات شعبه، ضاربا عرض الحائط كلّ المغريات، ولذا رحل وهو شاعر شعب، فلم يكن مظفر يوما مهوالا للبلاط الملكي، ولا شاعرا للقصر الجمهوري، وهنا تكمن أهميته.

تكمن أهميته النادرة والاستثنائية في معادلة علاقة الحاكم والمثقف. أعطى مظفر هذه المعادلة المعنى الحقيقي بعد أن قلبها بالفعل الشعري والنضال الوطني الثوري فجعل منها ثنائية القطيعة. اشتغلت قصائد مظفر النواب بقدرة حدسه على قراءة ما يجري على الساحة العربية من صفقات ومساومات، خبر جدا سياسة حكومات القمع العربي التي يتشفى ويرتوي غليلُ حاكميها بقمع شعوبها وخدمة المؤامرة الغربية. ولذا كان ينذر شعرا وفعلا: «أنا لا اقول نبوءةً ان الكبار تفاهموا لكن أقول نبوءةً إنا وضعنا اول القتلى بقائمة الصغار». هكذا كان مظفر يقرأ الغيب بمجريات ما يحيط به من أوضاع، سواء كان داخل العراق ام في المنفى.

لم تتمكن السلطات من مظفر مناضلا، مثلما لم تتمكن السجون من حجب موهبته الفذة. في سجن الحلة، استدعى مظفر الهور. هناك كتب قصيدته الكبيرة «حِسن الشموس»، ليشحذ همم رفاقه، الذين كانت سجون العراق تكتظ بهم. وراح ينشدهم «يحزب حسين بس منك علامة نسج عليهم سج»، كانت «حسن الشموس»، واحدة من كبريات مظفر التي شغلت المهتمين بدراسة شعره بعمق.

لم يكن مظفر في المنفى بعيدا عن العراق. كان العراقُ شغله الشاغل، ولربما واحد من أهم اسباب تداعيات وضعه الصحي: «أقسمت باسمك يا عراق اني احارب أينما وجد المحاربون، أو أموت محاربا وحدي على كل الشفارِ». رحل لم يرحل، فهو الشاعر الجدير بالإقامة في وجدان الناس، لأنه لم يكن شاعرا منتميا لمكاتب السلطات كل السلطات. أعلن موقفه ذلك صراحة، وبأعلى درجات الشجاعة: «قدمي في الحكومات في البدء والنصف والخاتمة». فهل من مظفر آخر؟

له الخلود ولحكومات القمع التي ناصبته العداء.. العار ثم العار.

**************

تعزية

في أربعينية شاعر المواقف والكلمة الحرة شاعر الشعب المناهض لسلطات القمع مظفر النواب، لا يسعنا في حركة نازل اخذ حقي الديمقراطية الا ان نتقدم بالتعازي والمواساة الى ذويه ومحبيه ورفاق دربه من المناضلين، ونعاهد الجميع على الاستمرار، رفضاً لسلطة القمع والاستبداد والظلم.

حركة نازل اخذ حقي الديمقراطية

******************

تعزية حزب الأمة العراقية

يعزي حزب الامة العراقية شعبنا العراقي الكريم ووطننا العربي ومحبي شاعر العراق الكبير مظفر النواب (رحمه الله).

*****************

رسالة تعزية من الحزب الشيوعي الكردستاني/ مركز أربيل

نحييكم باسم مركز أربيل للحزب الشيوعي الكردستاني ونجدد عزاءنا برحيل الشاعر الكبير المبدع مظفر النواب.

أيها الرفاق والأصدقاء الأعزاء

جئنا من كردستان الى بغداد لنشارك الرفاق في أربعينية رحيل مظفر النواب، شاعر الشعب والوطن، شاعر الحب والجمال.. شاعر المعارضة بوجه الأنظمة الدكتاتورية والشوفينية والطائفية.

مظفر النواب ذلك الاسم الجميل البارز في تاريخ الادب المعاصر في العراق، ذلك النجم الساطع في سماء العراق الجريح. نحن عشاق الادب في كردستان نحن الشيوعيين في كردستان، كنا محظوظين بمعاصرتنا للجواهري ومظفر النواب وسعدي يوسف وعريان السيد خلف وآخرين من رموز الادب العراقي التقدمي، ولا نزال نحبهم بمستوى حبنا لشعرائنا الكرد المبدعين من أمثال: عبد الله كوران، احمد دلزار، شيركو بيكس، عبد الله بشيو، وآخرين من عمالقة الشعر الكردي المعاصر الملتزمين بقضايا شعبهم ووطنهم، والمعروفين بإمكانياتهم الإبداعية.

يبقى مظفر النواب خالداً في قلوبنا وقلوب كل المثقفين وقلوب كل محبي الشعر والأدب في العراق والبلدان العربية وكردستان.

*******************

تعقيبات نوابية .. النوخذه

ناظم السماوي

صاح الصوت.. وكت اغروب

امظفر مات ..!!

عمر – وتّعده الثمانين.. لا يفلان

وصاح الصوت .. وكت إغروب

مات. النوخذه، وتاهت سُفن غيلان

وصاح الصوت. وكت إغروب

حنو البوب..

ترة حِنة إمظفر/ حِنة اعراريس

حِنة شمس حزبه وعاشگ البيان

ومن گد النجابه. والمحبه

والترافه البيك

ومن گد ما يحب الناس

ابسجنه امظفر. ويبچي عله السجان

واجه..

ريلك، حمد جزه المحطه وفات

ينشد عن حمد وينه

حمد. مامش حمد

ذاك العزيز الچان

الريل بلا حمد ما يسوه

صيحة ريل

إولو.. مرت فراگينه يمر مذلول

مثل ذلة الگهوه البارده

وتفشل الديوان

وصاح الصوت

حزنت كل دواوين الشعر

ومحمله إشكابين

لبو. حچيي البريسم شاعر. وفنان

وحزن!! نخل التبرزل

والسعف مهموم

ويا حزن التبزل. چن حزن معدان

ويمظفر.!! وحته الموت

إجه اواساك

اوصه. الشالك الگبرك

يگله ابهيده هذه..

امظفر المهيوب.

يا دفان

واذا انعيك

بسم الحزب آنة انعيك

وناظم . يا مظفر. بالنعي معروف

صخر، مرمر، نواعي. وفشگ كرخان

ويمظفر يصندوگ العرس

ومتاني الحديثات

ويبو چف الشرف

ما.. صافح الغمان

* * * *

وصاح الصوت. وكت إغروب

وينه الكحل ذاك

العَل الرموش إيبات

اشو حته الكحل فوگ الرِمِش حزنان

وشاورني الكحل..

گال الورد. لو غاب

يسل روحه الورد.. لو

فارگ البستان

* * * *

وصاح الصوت

بعد ما مش شِتل عنبر

ولا.. وريحان

ولا. نخلة البرحي إتضيي عالجيران

* *

غابت شمس خَدك

والگمر مكسوف

الگمر أعله خدك

من يمر خجلان

.. ولا يفلان

تظل شگره مهرتك والحزب خيال

.. ولون

أحمر. رسنه ابساحة الميدان

.. حزبك..

طين حري.. ومن يضوگ الماي..

يفيض اشطوط فضه وّيغسل الگيعان

* * * *

وتانيناك

يطور الغافلي من يون تالي الليل

غِنه امشاحيف هور إتواعد النهران

سبع الهور يمظفر. طبع صياد

يعرف زين

طعم الزوري والگطان

وتانيناك..

مثل حَبة الفخاتي من تمر عالبوب

تتنتظر تجي ونفرشلك الجنحان

يا ناگل حِسن مشحوف

فوگ الماي

يا حِسچة شعر.. وبخاتم إسليمان

يا فانوس حزبك.. سامر العشاگ

ويرد الوحشه عدنه. (ابنگرة السلمان)

ويبو وجه الشرف

ما صافحت عفنين

ولا.. دورت (خُتله)

ورافگت غمان

ويا روحي..

اشكثر عاگول.. صبرچ صار وّمتانين

شوكت عاگول صبرچ

ينگلب (رمان)

وحزام الفشگ للحلوه

والزينات لبسناه

وعله اچتاف الزلم بجبال كردستان

* * * *

ويمظفر – صبر هل الگاع

خَضر بينه سبع أرواح

وصبرنه أويه الوكت

چاكوچ/ والسندان

ويا روحي وبعد وشبيچ يا روحي؟

ما جدينه. أحنه إبيت

لا.. باشا. ولا سلطان

يا روحي

وعراقچ.. هذه يا روحي التحبينه

يجي يوم ويصير اگلاده للحلوين

وبخد الحبيبه إعران

يا روحي..

التحبهم ضلوا ابثوبي

علگ مبخوت

شلته بثوبي غافي وعاش بالوجدان

* * * *

يا حسچة شعر عيب الشعر يرثيك

ونته

أجمل قوافي، للشعر وأوزان

يمظفر.. وكلنه إنموت

ومن صدر الگصب – نطلع

زلم يسعود – اذا يحتاج

ونلتم للحرب عودان

يمظفر.. ونطلع للوطن جوگات

وگبل الزلم تفزع

جوگة النسوان

جثة موت صار الوطن

يابو سعود

ومن كل كتر تنهش

جثته الغربان

* * * *

يمظفر..

اكو ناس وحياتك

(بيزه) ما يسوون

جارة گطف ما يسوون

ولا جرة نفس دخان

صم..

إتراب من جدمك

فلا يسوون

ولا (خاشوگه) من إدنان

وحگ

إشواربك وتراب

گبرك ذاك

يظل

حزبك سفينه

.. والشعب

رُبان

******************

خبزة شعر

 مُهداة الى سيد الشعر الشاعر مظفر النوّاب

حازم جابر

وإنته هناك .... آنه أتنفس شعر منـّك

واعيش انسان

يا أول سفينه تشوفها عيوني

وشراعي وياك

وإنته هناك

اشوفنك علم عالي

يرفرف فوگ روحي

او فوگ تاريخ الشعر الگاك

حزنك بچه ليلي هواي

صوتك ملحمة عمري

ونزيـــــــفي الجاي

وانته هناك يبچيك الگصب

كل يوم

يبچيك الجرف

والماي

وآنه ابچيلك شعر شعبي

ورسمتك طيف

مثل لون الشته والصيف

ويمر من يمي صوت الهور

اسمعه يصيح لا يا حيف

يا نخلة وطن ميت غريب شلون

لا يا حيف

يل بيك الشعر عايش بعد ميموت

يا خبزة شعر ناكلها بالبسكوت

يلدافن بصدرك ميت ألف تابوت

بعدها عيونك بعين الشمس

تجدح تعلّي الصوت

وبعدها اچفوفك بماي الگمر

تغسل ظلام اللــــــــــــيل

وبعدنه نشدك الجرح الضمير

احزام شدّة حيـــــــــل

وبعدنه نشوفك مرايه

وبعدنه نرسمك اولايه

وبعدنه نرَتِلَك ايه

يا وجه الوطن وعيونه ودموعه

يا ثار الحسين الشلّت موضوعه

يا حزن الرصيف وغربته وجوعه

وجرحنه يصيح : يمته تعود

ونطش الدمع نجمات

 بيض وسود

يمته تعود

 ونمشط شعر دجله بحنين الماي

ونكحل جروفه بزود

يمته تعود

ونغني محمداوي بصوت

 عله راس الجبل لكن وطنه

وحق دجله ونبض موجه وطينه

تجرح تنجرح تبقه وطنه

واليبيعك يبيع امه وابيه

ويظل بيك النبض مشدود

يمته تعود

 وتشيل الشمس بچفوف

أديك أمراد

ويطشر ضواك بنص

 حضن بغداد

******************

مظفر من يموت البلبل يداعي

حازم جابر

وإنته هناك .... آنه أتنفس شعر منـّك

واعيش انسان

يا أول سفينه تشوفها عيوني

وشراعي وياك

وإنته هناك

اشوفنك علم عالي

يرفرف فوگ روحي

او فوگ تاريخ الشعر الگاك

حزنك بچه ليلي هواي

صوتك ملحمة عمري

ونزيـــــــفي الجاي

وانته هناك يبچيك الگصب

كل يوم

يبچيك الجرف

والماي

وآنه ابچيلك شعر شعبي

ورسمتك طيف

مثل لون الشته والصيف

ويمر من يمي صوت الهور

اسمعه يصيح لا يا حيف

يا نخلة وطن ميت غريب شلون

لا يا حيف

يل بيك الشعر عايش بعد ميموت

يا خبزة شعر ناكلها بالبسكوت

يلدافن بصدرك ميت ألف تابوت

بعدها عيونك بعين الشمس

تجدح تعلّي الصوت

وبعدها اچفوفك بماي الگمر

تغسل ظلام اللــــــــــــيل

وبعدنه نشدك الجرح الضمير

احزام شدّة حيـــــــــل

وبعدنه نشوفك مرايه

وبعدنه نرسمك اولايه

وبعدنه نرَتِلَك ايه

يا وجه الوطن وعيونه ودموعه

يا ثار الحسين الشلّت موضوعه

يا حزن الرصيف وغربته وجوعه

وجرحنه يصيح : يمته تعود

ونطش الدمع نجمات

 بيض وسود

يمته تعود

 ونمشط شعر دجله بحنين الماي

ونكحل جروفه بزود

يمته تعود

ونغني محمداوي بصوت

 عله راس الجبل لكن وطنه

وحق دجله ونبض موجه وطينه

تجرح تنجرح تبقه وطنه

واليبيعك يبيع امه وابيه

ويظل بيك النبض مشدود

يمته تعود

 وتشيل الشمس بچفوف

أديك أمراد

ويطشر ضواك بنص

 حضن بغداد

******************

مظفر من يموت البلبل يداعي

يوسف المحمداوي

عذرا سيدي النواب منك ومن صاحبك صويحب

لاني ساودعك كما تشتهي الروح ...

ــــــــــــــــ

مظفر من يموت البلبل يداعي...

شجايبلي خبر خايب يهالساعي

مظفر من يموت البلبل يداعي

ميلن لاتنگطن كحل فوگ الراح

مظفر رازقي ومعطر بتفاح

حگ دمع النخل فوگ الجذع من ساح

راح المرعب السلطة والاقطاعي

مظفر مايموت البلبل يداعي

شكبر حبك بروح الناس يالنواب

يثائر بالشعر من شاب لمن شاب

لاتابت محبة الهور اله ولاتاب

تلگاه الگصب يلطم ويالناعي

مظفر من يموت البلبل يداعي

بيرغ ماحنه ساريته لحد يوم

بنفسج عافية لو حسن وطن مكلوم

شط ثوار فنك يالتريد تعوم

نواب الشعر مركبي وشراعي

مظفر مايموت البلبل يداعي

راجع للوطن هزته احلام الشوگ

زرازيرك يعاشگ علگن ليفوگ

وميزانك يعرف الباگ والمبيوگ

احس مرات ذيب ومره احس راعي

مظفر من يموت البلبل يداعي

ون الهور كله ون جبل حمرين

راح العاشر الانصار واهل الطين

گطان بجنوبي وبشمالي التين

ثمانينك علوم ادرس الواعي

مظفر مايموت البلبل يداعي

******************

الريس النوّاب

حمزة الحلفي

كلفات دكات الزمن بس جرحك انته الا كلف

يا مظفر الحايط وگع والستر كله تكشف

شگد عدنه بالديرة شرف بس تبقى انته الاشرف

ذلونه اشباه الزلم

وتحالفوا صف وصف

أيام المزبن گضن.. دگضن  يا أيام اللف

*********

حچام يا مظفر طلع من گبره  ذب عگاله

وغيلان ازيرج منهضم يتعارك وي خياله

والهور شب كله جمر مسودن وبيده الفاله

ويمكن زعل حتى الدمع ما وفه ظل باله

چي وشل  وعاجر صفه وغصبن عليه ما خلف

أيام لمزبن گضن.. دگضن  يا أيام اللف

********

لا جاملت لا هادنت لا خذت دور المداح 

الشاعر سلاحه القلم مايصير بحزامه اسلاح

وشعرك منگع بالورد يا مظفر شكد فواح

عمي الشعر هدوة نفس مو مال خبصة وصياح

وعمي الشعر مبني بعسل يمطر عسل لو وصفّ

أيام لمزبن گضن.. دگضن  يا أيام اللف

**********

بلايه وطن عمرك خلص ما بين ديرة وديرة

شطاك تبچي على الوطن وشحصلت من خيرة

الباگونا غيرتهم صفر

وبس انته عندك غيره

بعينك شفت صفنة حزن

ولهفتة غريب وحيرة

ورغم الحزن هادي الطبع

ومن البريسم اترف

أيام لمزبن گضن.. دگضن  يا أيام اللف

***********

چم كرسي هزيت وعرش

وچم نذل عريته

ما خفت ما چاسك رعب فوگ الحبل شريته

شعرك مثل طلقة شهم بالگصة عدلة انطيته

وسويته اكبر مهزلة بحلگ الشعب خليته

 لا عاب حلكك يابطل

ماسكت لحظة ولا خف

 أيام لمزبن گضن.. دتگضن  يا أيام اللف

**********

ياريل هسه ابچي  بقهر وللنجف روح امشيله

وسولفله وشسوة  الدهر  بينه وعلينه أحچيله

غنالك بحرگة  حمد شمتاني ما تغنيله

 ما ينحمل وحشة الگبر چدّم ابابه الليله

اسحگ فراگينك حزن والطم بروحك والچف

أيام لمزبن گضن.. دگضن  يا أيام اللف

********

يا ريس وتاه الشعر من بعدك وبح صوته

مو موته عادية متت موتتك اكبر موته

ما شفت ميت بالنعش يبچي عليه تابوته

يا مبچي  حكام العرب عيلة نذل ماتفوتة

اثارك بگد  السمة مايحتويهن متحف

أيام المزبن گضن.. دگضن يا أيام اللف

******************

رسائل تشرين الى مظفر النوّاب

عدنان الفضلي

وأنا أستعيد ذاكرة البرق متأخراً

لمحتك منحنياَ عند الخليج ..

«تخلع من وسخ الأيام حذاءك»

يا طير البرق:

هلّا أبلغت مظفر

أن النبوءات إختمرت

ويشربها الآن نخب رحيله ..

الفتية الذين يريدون وطناً بلحن عراقيّ

وطن غضّ مثل فراشاتك

لا مثل الأحجار المتكدسة في الخضراء

يا طير البرق:

الفتية ..

ماعادوا يبكون عند شبابيك غرفهم

هم قادمون بقطارهم الأحمر

يلوحون للوطن والناس

فهم يعرفون الآن:

أن بعض الدين

قاتل محترف.