اخر الاخبار

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليوميين الماضيين، بخبر استقالة العقيد في شرطة محافظة الأنبار عادل التبان على خلفية اعتداء على سيطرة امنية في مدينة الفلوجة

وأظهر مقطع فيديو مصور، تعرض ضابط برتبة مقدم في فوج طوارئ شرطة محافظة الأنبار السادس للضرب من قبل حماية شخص قيل انه شقيق رئيس البرلمان في مدينة الفلوجة.

تفاصيل الحادث

وذكرت مصادر امنية أن “سيطرة أمنية تابعة لفوج طوارئ شرطة الأنبار السادس أحد تشكيلات قيادة شرطة الأنبار أوقفت موكب شقيق الحلبوسي، إثر سير موكبه عكس السير ما دعا السيطرة الأمنية إلى إيقافه”.

وعلى خلفية الإيقاف دارت مشاجرة بين السيطرة الأمنية وأفراد الموكب وتطور الأمر إلى الاعتداء على مقدم بالفوج، ما دفع آمر الفوج العقيد عادل التبان إلى إصدار أمر باعتقال المعتدين.

وأكدت المصادر أن “التبان تفاجأ بصدور أوامر عليا بإخلاء سبيل المعتدين من الحماية وعدم تسجيل شكوى ضدهم ليقدم العقيد استقالته على الفور”.

وكتب التبان في استقالته أن “القانون يطبق على المواطن الفقير وأنا لا أستطيع أن أكون ظالما أو منافقا”.

لجنة جديدة

وسرعان ما تفاعل وزير الداخلية عثمان الغانمي مع الحادثة، من خلال توجيهه بتشكيل لجنة عالية المستوى، للتحقيق في ملابسات الحادث.

وذكر مكتب الغانمي الاعلامي في بيان طالعته “طريق الشعب”، قال إن “الغانمي أمر بأن تتوجه هذه اللجنة السبت الى محافظة الأنبار، لبدء سير التحقيق”.

ويأتي هذا الاعتداء ليدق ناقوس الخطر لدى المواطنين قبل القوات الأمنية، فكيف يأمن المواطن على سلامته في الوقت الذي يمارس فيه بعض المنفلتين اعتداءاتهم على القوات الأمنية بحماية من بعض المسؤولين.

مصادر مطلعة في المحافظة، اشارت الى ان مثنى وافراد حمايته قاموا بالاعتداء على عناصر السيطرة، كما قام برمي الرصاص الحي في الهواء، بعد اعتراض السيطرة على مروره عكس خط السير، ما دفعهم لاعتقاله وإيداعه التوقيف.

وبعد اعتقال المعتدين، تفاجأ آمر الفوج بـ”صدور أمر من قائد شرطة الأنبار الفريق هادي رزيج بتوقيفه وعناصر السيطرة في السجن، ما دفعه إلى تقديم استقالته”، بحسب المصادر.

واستنكر العراقيون بشكل واسع الاعتداء، معتبرين الحادث تعديا على القانون واستخفافا بالدولة وعناصرها الأمنية، داعين الى محاسبة من قام بالاعتداء.

حوادث متكررة

ناشط مدني من محافظة الانبار، اكد ان حادثة الاعتداء ليست بالغريبة على المحافظة التي تفرض جهات معينة منذ فترة طويلة سطوتها عليها، مشيرا الى انه قبل شهرين من الان جرى اعتقال العميد خلدون الخربيط، بسبب انتقاده الواقع الخدمي في الأنبار، ثم نُقل إلى الشريط الحدودي، قبل ان يتم ارجاعه الى مكانه عبر وساطات سياسية من خارج المحافظة.

واضاف الناشط الذي رفض كشف هويته، ان نص استقالة العميد التبان تؤشر بشكل لا يدع مجالا للشك حجم الضغوط التي مورست تجاه العقيد واجبرته على تقديم استقالته، منوها الى ان هذه الممارسات تعيد للأذهان تصرفات الأنظمة الدكتاتورية والاستبدادية.

ودعا الناشط الى وضع حد لهذا الاستهتار ومحاسبة من يعبث بأمن المواطنين ويعكر صفو الحياة في المحافظة، مشددا على ضرورة توفير الغطاء القانوني اللازم للقوات الأمنية من اجل تمكينها من القيام بدورها.