اخر الاخبار

يزداد المشهد السياسي قتامة، ومعه تتفاقم معاناة الناس واحتياجاتهم، فمع استمرار مماطلة القوى المتنفذة الحاكمة في انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة وتواصل حالة الانسداد السياسي، لا يبدو ان الاحتجاج سيكف، ما لم تتحقق كامل مطالب المتظاهرين والمعتصمين.

ويخمّن محللون سياسيين: ان المشهد الاحتجاجي المطلبي قيد التطور، وقد ينتج في وقت ما احتجاجاً سياسياً واسعاً يفوق ما كانت عليه انتفاضة تشرين 2019. وتواصلت الاحتجاجات المطلبية في عدة مدن من محافظات البلاد، للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات، في حين نظمت ناشطات مدنيات في مجال حقوق المرأة، وقفة احتجاجية امام محكمة السليمانية، احتجاجاً على الاعتداء على احدى النساء من قبل القوات الأمنية في المحكمة.

البصرة

ونظم عدد من أهالي منطقة الاستخبارات الحرية الأولى والثانية في الكزيزة في محافظة البصرة، وقفة احتجاجية طالبوا خلالها بعدم إزالة منازلهم أو إيجاد البديل بعد أن شملوا بالإزالة ضمن حملة رفع التجاوزات.

واشار الاهالي الى ان جهة حكومية برفقة القوات الأمنية ابلغتهم بالإزالة، وقامت بالكتابة على منازلهم (إزالة خلال 10 أيام)، مبينين أن أمر الإزالة جاءهم بشكل مفاجئ.

ووضحوا أن تلك الجهة أبلغتهم بأن المنطقة أحيلت للاستثمار، فيما قالوا إن هذه الأرض تابعة لوزارة الدفاع.

وطالب الأهالي بتعويضهم أو إيجاد البديل لهم، بخاصة ان اغلبهم من عوائل ذات دخل محدود وغير قادرين على توفير السكن المناسب لعوائلهم وهم.

اعتصام لإقالة قائممقام سيد دخيل

وفي محافظة ذي قار، واصل العشرات من المحتجين في قضاء سيد دخيل، اغلاق مبنى الحكومة المحلية، مطالبين بإقالة قائممقام القضاء على خلفية تردي الواقع الخدمي.

وقال مراسل “طريق الشعب”، العشرات من اهالي قضاء سيد دخيل في محافظة ذي قار، يواصلون إغلاق مبنى القائممقامية ونصب خيام الاعتصام امام بوابتها الرئيسية ومنع دخول الموظفين اليها”، مطالبين “محافظ ذي قار بإقالة قائممقام قضاء سيد دخيل وايجاد بديل عنه في اسرع وقت ممكن للنهوض بواقع المدينة التي تعاني من انقطاع المياه والكهرباء لساعات طويلة في اليوم”.

وأضاف ان “المتظاهرين اكدوا استمرار اعتصامهم المفتوح لحين الاستجابة لمطلبهم الرئيسي باقالة قائممقام القضاء، وتحسين الواقع الخدمي من خلال شمول المدينة بخطة صندوق اعمار محافظة ذي قار.

احتجاجات البيطريين في المثنى وميسان

ونظم منتسبو المستشفى البيطري في محافظة ميسان بالتعاون مع نقابة الأطباء البيطريين في المحافظة، وقفة أمام المستشفى البيطري في مدينة العمارة، احتجاجا على عدم إطلاق درجات وظيفية للمستشفى الذي يشهد نقصاً حاداً في الكوادر.

وقال عدد من المشاركين في هذه الوقفة إن هناك أكثر من 30 طبيبا بيطريا معطلين عن العمل في المحافظة، بسبب عدم وجود درجات وظيفية رغم أن المستشفى بحاجة إلى تلك الطاقات الشبابية، بسبب النقص الحاد من جراء حركة الملاك وتنسيب بعض الموظفين البيطريين على دوائر أخرى بعيدة عن تخصصهم، ما شكل ضغطا على المتبقي من الكوادر البيطرية العاملة في المستشفى والشعب والمستوصفات التابعة له في عموم المحافظة.

واكد مدير المستشفى البيطري في ميسان باسم العريبي، أن مستشفاه تعاني من نقص في الكوادر البيطرية بنسبة 75 في المائة برغم أن الكوادر العاملة فيه تعد خط الصد الأول لمواجهة الأمراض الانتقالية حيوانية المنشأ.

وفي محافظة المثنى، دشن العشرات من الأطباء البيطريين، وقفة احتجاجية، مطالبين بتطبيق قانون التدرج الطبي البيطري المعدل، واستثنائه من الموازنة الاتحادية لعام 2022.

وقال المتظاهر سعدون محمد: ان عدم تضمين حقوق الاطباء البيطريين في قانون الأمن الطارئ يعني عدم اهتمام الجهات الحكومية بهذه الشريحة المهمة، لاسيما اننا نتعرض للخطورة في عملنا في ظل انتشار بعض الأمراض الانتقالية ومنها الحمى النزفية وداء الكلب.

نساء السليمانية يرفضن الاعتداءات

في المقابل، نظمت ناشطات مدنيات في مجال حقوق المرأة، وقفة احتجاجية امام محكمة السليمانية، احتجاجاً على الاعتداء على احدى النساء من قبل القوات الأمنية في المحكمة.

وقالت الناشطة المدنية هاوجين محمد في مؤتمر صحفي عقدته بحضور عدد من الناشطات، إن “مجموعة من منظمات المجتمع المدني والناشطات في حقوق المرأة نظموا وقفة احتجاجية امام مبنى محكمة السليمانية، احتجاجا على ما جرى من اعتداء على احدى النساء في حرم المحكمة”.

وأضافت محمد أن “المحتجات يطالبن بمحاسبة المقصرين وتقديمهم للعدالة، كما يطالبن الحكومة بإيلاء اهتمام أكبر لحقوق المرأة في شتى المجالات”، مؤكدة ان هذا الاعتداء يمثل “اعتداءً” على نساء كردستان والعراق بأكمله.

اربيل.. اصحاب الشهادات يطالبون بالتعيين

الى ذلك، نفذ العشرات من حملة الشهادات العليا، اعتصاما امام مدخل مجلس الوزراء بحكومة إقليم كردستان، مطالبين بتعيينهم على ملاك وزارة التعليم العالي في الإقليم. وقال سرور أبوبكر أحمد، المتحدث باسم المعتصمين “منذ عام قدمنا طلبا الى مجلس الوزراء غير أن قضيتنا لم تدرج ضمن جدول أعمال مجلس الوزراء لتحديد مصيرنا، ولهذا قررنا اليوم الاعتصام أمام مجلس الوزراء ونطالب بلقاء رئيس الحكومة ونائبه لاتخاذ قرار في ملفنا”.

وأشار إلى ان “هؤلاء من حاملي شهادات الماجستير والدكتوراه وقد اكملوا دراساتهم العليا في خارج البلاد وعلى نفقتهم الخاصة، وتمت معادلة شهاداتهم ولكن لم يتم تعيينهم على ملاك الوزارة، لعدم وجود أماكن شاغرة، بحسب ما تدعيه الوزارة”.