نظم العشرات من موظفات وموظفي الأجور في وزارة الموارد المائية، التي قررت منحهم اجازة اجبارية قبل سبع سنوات، اول أمس الاحد، تظاهرة احتجاجية سلمية امام مبنى الوزارة، للمرة الثانية، مطالبين بإعادتهم الى وظيفتهم.

وكانت وزارة الموارد المائية وبحسب متظاهرين، التقت بهم “طريق الشعب”، قد أحالت موظفيها من اصحاب الأجور الى الاجازة الاجبارية، متحججة بالتقشف الحكومي، وعدم توفر السيولة والقدرة على دفع رواتبهم.

قرار جائر

وقال المتظاهر قاسم محمد حسين لـ”طريق الشعب”، انه “واحد من موظفي أجور الموارد المائية، الذين تم تعيينهم في العام 2012، وتمت إحالتنا على الإجازة الإجبارية في العام 2015، وذلك بحجة التقشف وعدم توفر الأموال والحرب على داعش آنذاك، وانقطعت الأموال وصرف لنا راتب شهرين فقط، والى الان نحن نعاني من هذا القرار الجائر الذي اتخذ بحقنا”.

وتابع قائلا ان “رئاسة الوزراء وافقت على عودتنا بالفعل، ووزارة المالية طالبت بأسمائنا، بينما وزارة الموارد المائية هي من تعارض رجوعنا وتعرقل هذه العملية، علماً اننا التقينا بهم أكثر من مرة، وشكلنا لجنة للتفاوض مع الوزير”. وأضاف محمد “خرجنا للاحتجاج اليوم مطالبين بإنصافنا اسوة بأقراننا المحاضرين وعقود 315، واغلبنا أصحاب شهادات وعوائل”.

لن نتراجع

كذلك الحال بالنسبة للموظف قصي حازم، فهو الاخر لا يختلف حاله عن زميله فقد شكا لـ”طريق الشعب”، سوء حاله قائلا: من الصعب ان تتخيل كيف يمكن لرب عائلة مكونة من 12 فردا، تتم احالته للإجازة الاجبارية، وبدون راتب او معونات معيشية حتى لو كانت قليلة، لكن ربما تسد جزءا بسيطا من الاحتياجات.

قصي وهو الان عاطل عن العمل قال انه “لا يجب تحميل الموظفين البسطاء فشل الطبقة السياسية، ولكن هذا ما يحدث دائماً؛ فالموطن والموظف البسيط هو فقط الذي يتحمل أعباء القرارات الحكومية”، متسائلا: “لماذا تقتصر سياسة التقشف علينا نحن الذين نعمل باجر يومي بسيط جدا، لا يكاد يكفينا، بينما المسؤولون ونواب البرلمان والوزراء في ذات الوقت هم ينعمون برواتب ضخمة وعالية، واغلب نفقاتهم فيها هدر للمال العام؟”.

خارج حساباتهم

ولم يقتصر الحضور في التظاهرة على أصحاب أجور موظفي الوزارة ضمن نطاق بغداد العاصمة فقط، بل انها شهدت حضور العشرات من موظفي المحافظات الأخرى الذين شملهم هذا القرار.

وقال المتظاهر رعد محمد، الذي تحمل عناء السفر وجاء من قضاء هيت في محافظة الانبار، في حديث خص به “طريق الشعب”: “ حضرنا اليوم امام مبنى الوزارة بعد ان جزعنا من المناشدات والترجي في سبيل معالجة وضعنا”. وأوضح محمد “هذه هي المرة الثانية التي نتظاهر فيها، وصار لازما على وزارة الموارد المائية حل قضيتنا، فهذه المرة لن نتراجع كالسابق ونصدق الوعود الكاذبة”. واستطرد بالقول أن “القوى المتنفذة افسدت وعبثت بأحوال الناس، ودمرت سياساتها الخاطئة كل وصلت اليه يدها”.