اخر الاخبار

أصدر المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات عمال العراق في مناسبة الأول من أيار، بيانا بتاريخ 25 /2022/4، مما جاء فيه:

في مثل هذا اليوم المجيد من كل عام، يحتفل العمال وسائر شغيلة اليد والفكر في انحاء العالم المختلفة، بالأول من ايار، باعتباره عيدا للتضامن الكفاحي، والنضال العنيد، من أجل الحريات النقابية والسياسية، وفي سبيل الديمقراطية والسلام والعدالة الاجتماعية، في سبيل عالم خال من استغلال الانسان لأخيه الانسان، ومن التمييز والاضطهاد بسبب الانتماء القومي، او الديني، او الطائفي. وكان للطبقة العاملة العراقية شرف المساهمة المبكرة منذ تبلور وعيها الطبقي والسياسي، في العمل على تحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية، عبر الخلاص من الاستعمار، ومن هيمنة الفئات المتحالفة معه، واستطاعت ان تربطها بشكل جدلي مع الدفاع عن مصالحها الطبقية والحقوق النقابية للعمال العراقيين، كما كان لها اسهاماتها البارزة والمعروفة في ثورة 14 تموز عام 1958، وفي حمايتها، والسعي لتجذير مسيرتها، خاصة بعد اعتراف الحكومة العراقية بشرعية العمل النقابي، وأجازت الاتحاد العام لنقابات العمال، واعتبار الأول من آيار عيدا رسميا.

إن الاتحاد العام لنقابات عمال العراق، يؤكد على أن الأزمة الاقتصادية والمالية التي تمر بها بلادنا لم تكن مفاجئة، بل وكانت متوقعة نظرا لسوء الإدارة الاقتصادية والمالية في البلاد وخضوعها لوصفات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وبسبب تغييب الرؤية الواقعية إلى التنمية الاقتصادية والمجتمعية بشكل عام. إن الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا في هذه الأيام والتي فاقمها ارتفاع أسعار المواد الغذائية والعديد غيرها وتفشي وباء كورونا، تلح على تشكيل حكومة وطنية كفوءة ببرنامج وطني واضحة معالمه وأهدافه، بعيدا عن المحاصصة والفاشلين والمجربين، وان تقدم على إجراءات آنية وعاجلة لمواجهة هذه الظروف وتوفير مستلزمات ذلك، وتقديم الدعم والإسناد الى العوائل المحتاجة من الفقراء والكادحين وذوي

الدخل المحدود، والتوجه الجاد نحو إنعاش اقتصادنا الوطني وتنويع مصادره وإعادة الحياة الى القطاعات الإنتاجية، وبشكل خاص إعادة الحياة لشركات وزارة الصناعة والمعادن وغيرها، وضمان حقوق ومصالح العاملين فيها في مواجهتهم لحالات تفشي الفساد فيها والاستثمار السيئ لإمكانياتها الفنية والمالية والبشرية.

إن الحكومة العراقية، والمؤسسات الرسمية مطالبة بتقديم كل اشكال الدعم والمساعدة والرعاية الى الطبقة العاملة، وهي التي قدمت للوطن والشعب الشيء الكثير، من انتاج للخيرات المادية، ومن تضحيات غالية وشهداء أبرار، وان تستمع الى آراء ومقترحات حركتها النقابية، وممثليها الحقيقيين، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتعمل على اشراكهم في صنع القرارات التي تمس بشكل مباشر حقوقهم ومصالحهم، ودورهم في بناء حاضر العراق ومستقبله.

وفي هذه المناسبة السعيدة، مناسبة عيد العمال العالمي في الأول من ايار، يسعدنا ان نحيي العمال والكادحين وشعوب العالم المختلفة في نضالهم النبيل لبناء عالم جديد، تسوده قيم الديمقراطية والسلام والمحبة والعدالة بعيدا عن الحروب والهيمنة والتسلط والعولمة الرأسمالية المتوحشة ومصادرة حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها، وبشكل خاص شعبنا العربي الفلسطيني في مواجهته للاحتلال

الصهيوني الغاشم واختيار النظام السياسي-الاجتماعي الذي تريد، عالم خال من كل انواع التمييز والاستغلال والقهر.

إن طبقتنا العاملة العراقية، وسائر كادحي شعبنا، اذ يستلهمون هذه الذكرى المجيدة، فانهم يجدون فيها حافزا هاما لتوحيد قواهم ورص صفوفهم وتفعيل دورهم في العملية السياسية الجارية الآن في العراق.