اخر الاخبار

أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي الکوردستاني بيانا لمناسبة الاول من أيار يوم النضال الأممي لعمال العالم. ومما جاء فيه:

مرة اخری تؤكد الاحداث والتطورات في وطننا والعالم مشروعية نضال الطبقة العاملة وشغيلة اليد والفکر، وتبرهنها کحقیقة موضوعیة تاریخیة. الازمات المستمرة للرأسمالية العالمیة ولاسیما أزمة ٢٠٠٨ وبعدها انهیار النظام الصحي في مراکز الرأسمالية بسبب جائحة کورونا والحديث عن وفاة ١٨ ملیون انسان بسبب الجانحة، والحرب الراهنة للرأسمالية في اوکرانیا التي تشكل تهدیدا ممیتا للانسانیة ولها تاثیر سلبي علی الطبقة العاملة وشغیلة العالم، كل هذه الازمات تدل بوضوح علی ان تناقضات الصراع في ظل الرأسمالية یجب ان تنتهي عن طریق التغیرات الثوریة او انهیار او تحطیم الطرفین من اقطاب الصراع، كما ان الشبح الذي کان یجول في اوروبا عندما تطرق الیە مارکس في البیان الشیوعي، يجول الیوم في عموم العالم، ویعلن بشکل واضح بان الرأسمالية ونموذج النیولیبرالیة لیسا نهایة التاریخ، وان بناء عالم اخر بدیل مهمة عادلة، ویمکن النضال من اجلە.

ان الأوضاع التي تعيشها الطبقة العاملة وشغيلة اليد والفكر في کوردستان العراق لا یمکن فصلها عن وضع الطبقة العاملة وکافة شغیلة العالم، ولاسیما في بلدان الراسمالیة التابعة، فسياسات اللیبرالیة الجدیدة وفق شروط صندوق النقد الدولي وتوسیع قطاعات الاقتصاد الریعي في الانشطة العالمیة ولاسیما علی مستوی بلادنا، تصب جميعها في خدمة مصلحة البرجوازیة البیروقراطیة والطفیلیة وتنعکس ایضا علی مجمل سیاسات حکومة اقلیم کردستان، ولها تاثیر سلبي علی شعب کردستان بحیث تؤدي الى زوال الطبقة المتوسطة یوما بعد اخر، وانضمام أوساط واسعة منها الى صفوف الجماهیر الکادحة.

ان السياسة الاقتصادیة الرأسمالية واقتصاد السوق تؤدي في نهاية المطاف الى سحق الشغيلة تحت عجلة الازمات المحلیة والعالمیة. وتتجلى مظاهر هذه الازمات في بلادنا في ازدیاد الاسعار في السوق وازدیاد سعر المحروقات والبنزين وغياب الضمان الصحي وزيادة المستشفيات الاهلية وخصخصة القطاع العام في مجال الخدمات وتحویل الواردات الریعیة الی القطاع الخاص، إضافة الى تحول الأحزاب الحاكمة الى كيانات اقتصادية عملاقة في السوق تحتكر الانشطة الاقتصادیة في الداخل والخارج.

لقد انتجت هذە الاوضاع ظاهرة البطالة والفقر والتهمیش والتبعیة الاقتصادیة والسیاسیة والتي تؤثر بشكل سلبي علی المسالة الوطنیة الکردستانیة، ناهیک عن سیاسات ادارة الحکم في کردستان، والتعامل مع العملیة السیاسیة في العراق علی اساس مصالح حزبیة ضیقة، واستمرار ظاهرة التشتت الداخلي للادارتین. وفي نهاية المطاف فان استمرار هذه السياسات يشکل تهدیدا لمستقبل کردستان.

ان مستلزمات النضال الطبقي تتطلب رصد ودراسة الاصطفافات الطبقية الجدیدة في المجتمع الکردستاني والتي ادت الی توسیع صفوف المضطهدین والفقراء وشغیلة اليد والفکر والاوساط الاجتماعية المهمشة، من اجل وضع برنامج جدید لنضال القوی والشخصیات الیساریة وحاملي فکر الطبقة العاملة، لبناء حرکة جماهیریة لشعبنا الکادح وتنظیم الاوساط المهمشة لغرض النضال الیومي وممارسة الضغوطات علی السلطة لتغيير السیاسة الاقتصادیة الراهنة، وتامین فرص العمل وایقاف خطوات الخصخصة واقرار قانون العمل والتقاعد ووضع قانون الضمان الاجتماعي وتحقیق حق الحریة والتعددیة في العمل النقابي في اطار الاتفاقیات الدولیة.

ان الدعوة الى اجراء التغییرات في السیاسة الاقتصادیة في کردستان لا بد ان تقترن بوجود رؤیة واضحة تعمل باتجاە التنمیة المستدامة وايقاف الخصخصة وازالة الفساد وعدم اهدار الثروات العامة وابقاء المصادر الطبیعیة والقطاعات المهمة للانتاج ضمن الملکیة العامة.