اخر الاخبار

يستعد اتحاد الطلبة في جمهورية العراق لعقد مؤتمره العام، يوم الجمعة القادم في العاصمة بغداد، لمناقشة جملة قضايا تخص القضايا التعليمية والتربوية وواقع الطلبة في مؤسسات التربية والتعليم، والاتحاد ودوره.

وأجرت «طريق الشعب»، يوم أمس، حواراً مع سكرتير اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، علي شغاتي، بشأن استعدادات الاتحاد لعقد مؤتمره العام، خلال الأيام القليلة القادمة.

اين وصلت الاستعدادات لعقد مؤتمركم العام؟

شغاتي: منذ فترة والاستعدادات جارية لعقد المؤتمر بالصورة التي نطمح لها، خصوصا وأن موعد انعقاده تأجل لأكثر من مرة. إننا أمام استحقاق كبير يتزامن مع تغيرات كثيرة تشهدها الساحة الطلابية بعد انتفاضة تشرين عام 2019.

وقد قام مكتب سكرتارية الاتحاد بتشكيل لجان منذ وقت مبكر لإعداد الوثائق المطلوب مناقشتها في المؤتمر، مثل وثيقة الواقع الطلابي والنظام الداخلي وتضمين كافة الآراء الواردة من زميلات وزملاء الاتحاد، فضلا عن التقرير الانجازي. كذلك مناقشة مشاركات الاتحاد الخارجية ونشاطه خلال فترة ما بين المؤتمرين.

هل ستجري مناقشة خاصة لتجربة انتفاضة تشرين؟

شغاتي: نعم بالتأكيد، فاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق خاض تجربة مهمة جدا خلال فترة الانتفاضة. كان مساهما أساسيا في انتفاضة اصحاب القمصان البيض، وحشد وقاد ودعا الى الكثير من التظاهرات الطلابية الضخمة، وتعرض أعضاؤه وزملاؤه الى الكثير من المضايقات وعمليات الترهيب. لا بد من مناقشة هذا المحور كون للاتحاد مواقف واضحة بخصوص انتفاضة تشرين. لقد اصدرنا العديد من البيانات والمواقف المهمة، وكسبنا خلال هذه التجربة خبرات جديدة أفادت بها قيادة الاتحاد وكل اعضائه.

وبشكل أكثر دقة، سوف نقوم بمناقشة كل تفاصيل هذا الحدث المدوي، ونخرج بخلاصة ومقترحات وتوصيات لن تخلو من ضرورة التأكيد على التنسيق مع الاتحادات او التجمعات التي تعمل في مساحات قريبة من توجهاتنا. نعتقد أن دورنا ليس في العمل واقامة النشاطات وابداء الموقف، كذلك لا بد من فتح خطوط التواصل مع كل الجهات والمنظمات الديمقراطية التي تشاركنا الرؤى، وتهدف الى تغيير واقع الحال.

ما طبيعة الدعوات لحضور المؤتمر؟

شغاتي: خلال مناقشاتنا واستعداداتنا لإقامة المؤتمر العام، كنا حريصين على الالتفات الى الزملاء الرواد الذين عملوا سابقا في الاتحاد. إن هذه الخبرات والكفاءات لا بد أن تكون حاضرة في مؤتمر الاتحاد لتعزز من عملنا وتضيف المزيد من الفعالية اليه. كما أننا نرى هذا الأمر جزءا من مهامنا للتكريم او الاعتزاز او الحفاظ على الصلات مع الزميلات والزملاء الذين قدموا خدمات كبيرة في الماضي الى اتحادنا.

بالإضافة الى ذلك، سيوجه المؤتمر دعوات أخرى إلى اتحادات ومنظمات صديقة، وشخصيات ديمقراطية ومعنية بالشأن الطلابي نرى أن وجودها أمر ضروري لإنجاح المؤتمر.

ماذا عن الظروف التي يقام فيها مؤتمر الاتحاد؟

شغاتي: كما هو معلوم، أن البلاد أمام تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية وامنية كبيرة جدا. ما زال الصراع السياسي مستمرا، ولا يوجد مخرج حتى اللحظة لانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة. أننا نرى هذه الأزمات هي السبب الرئيسي لتردي واقع العملية التعليمية والتربوية في العراق، خصوصا وأن قطاع التربية والتعليم بات فريسة للمحاصصة والفساد والاتفاقات بين الكتل المتنفذة.

نحن نقيم مؤتمرنا في ظل هذه الظروف، ولا بد من مناقشة كل ما يجري للخروج بوجهة مكملة لرؤيتنا السابقة بشأن ما يجري، وانعكاسه على الواقع الطلابي. ما زلنا نرصد خللا كبيرا في قطاع التربية من خلال نقص الأبنية المدرسية ورداءة النظام التعليمي، وتفاقم كل ذلك بعد دخول جائحة كورونا. وكذلك الحال بالنسبة إلى التعليم العالي ومشاكل الجامعات الأهلية والمناهج وعدم وجود رؤية واضحة لدى الجهات المعنية لإنجاح هذا القطاع وجعله مصدر قوة الى البلاد، لا مصدرا للبطالة والتضخم في عدد حَمَلة الشهادات.

ما أهم ورقة ستناقش في المؤتمر؟

شغاتي: كل الأوراق التي سيناقشها المؤتمر مهمة. كونها تتعلق بالحياة الداخلية للاتحاد وكيفية ترجمة رؤية المؤتمر بشكل نشاطات وعمل مثمر. أعتقد أن واحدة من أهم الأوراق التي سوف نناقشها هي ورقة “الواقع الطلابي”.

اعتاد الاتحاد في كل مؤتمر أن يقدم ورقة تخص الواقع الطلابي، تتناول المشاكل التي تواجه طلبة العراق والتحديات التي تقف أمام النظام التعليمي بأكمله. منذ وقت مبكر قمنا بتكليف زملاء لاعداد هذه الورقة، وسوف نناقشها في المؤتمر باستفاضة لأنها تمثل رأينا الواضح بخصوص هذا الجانب. ركزنا خلال محاور الورقة على مشاكل التربية والتعليم الحكومي، وآثار المحاصصة التي انعكست عليها وضعف التمويل الحكومي لهذا القطاع وتحويله إلى مركز للنفوذ والصفقات المشبوهة في الكثير من المناسبات. وكذلك الحال بالنسبة الى التربية والتعليم في القطاع الأهلي، وتحولها تدريجيا الى مشاريع استثمارية خالية من مقومات وشروط الرصانة العلمية مع غياب واضح للرقابة.

سنتناول ايضا هموم الطلبة والاساتذة والتدريسيين، لنقدم حلولا واقعية على شكل مقترحات يمكن الاخذ بها من قبل اصحاب القرار.