اخر الاخبار

اقام الحزب الشيوعي الكردستاني، اول امس الثلاثاء، حفلا تكريميا للرفيقين حميد مجيد موسى وكمال شاكر السكرتيرين السابقين للحزبين الشيوعيين العراقي والكردستاني، على قاعة الشهداء في منظمة كلدواشور في عينكاوا بإقليم كردستان وبحضور سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي ونائبه الرفيق بسام محي.

وغصّت القاعة بحضور حاشد ومتنوع، بينهم ممثلو الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وحزب الكادحين، والتيار الديمقراطي في نينوى وشخصيات وطنية واجتماعية عديدة.

وبعد عزف نشيد الاممية، القى الرفيقان رائد فهمي، وكاوه محمود سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني كلمتين باسم الحزبين، اشادتا بنضال الرفيقين وبدوريهما في تعزيز عمل الحزبين الشيوعيين العراقي والكردستاني، من اجل الوطن الحر والشعب السعيد، ولاحقا عرضت سيرة الرفيقين النضالية المفعمة بالتضحيات وبنكران الذات والتحدي والصلابة والثبات على المبدأ وفي الدفاع عن قضايا الشعب والوطن وحقوق شعب كردستان.

وبعدها قام الرفيقان فهمي ومحمود بتقليد الرفيقين بميدالية تكريما وتقديرا لهما ولنضالهما.

واختتم الحفل بكلمات شكر مؤثرة، القاها الرفيقان حميد موسى وكمال شاكر.

*******************************

كاوه محمود: قامتان شامختان من قامات الحزب وقادته

سيداتي وسادتي الحضور.. السادة ممثلو الاحزاب السياسية الصديقة

أيتها الرفيقات.. أيها الرفاق!

يجمعنا اليوم في هذه القاعة رفيقان مناضلان كرسا ما يزيد على ستة عقود من عمرهما في نضال متفانٍ، خاضا فيها مختلف صنوف الكفاح الثوري المرتبط بهموم الناس الكادحين وهموم الوطن، مؤمنين ومسترشدين بالماركسية فكر الطبقة العاملة وشغيلة اليد والفكر، ومدركين بشكل واقعي لطبيعة التناقضات والصراعات القائمة، مشاركين في العمل من أجل تحقيق حلم عادل مع كوكبة من مناضلين ثوريين تخرجوا من مدرسة فهد وحازم وصارم وسلام عادل وجمال الحيدري والعبلي، فحملا راية الحزب مع عزيز محمد وكريم احمد وعمر علي الشيخ وعبد الرزاق الصافي وعشرات آخرين من قامات مناضلة كبيرة قدموا آيات من نكران الذات والتواضع، في درب تخلله العمل السري والنضال اليومي المتنوع في الشارع وخوض الكفاح المسلح، اضافة الى الصمود البطولي في سجون الديكتاتوريات الحاكمة والمكوث صامدين في زنزانات التعذيب ومواجهة عقوبة الاعدام، وستظل هذه النضالات ارثا وجزءا لا يتجزأ من الذاكرة الجمعية المشتركة للمناضلين في الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني بما تعنيه وترمز له من تاريخٍ حافل بالتضحيات في ديمومة نضالهم المشترك في الوقت الحاضر، من أجل السلم والديمقراطية والتمدن وبناء دولة العدالة الاجتماعية وحق تقرير المصير لشعبنا الكردستاني. 

 وقد كان الزاد اليومي لهذين المناضلين في ديمومة نضالهما الايمان بعدالة قضيتهما قضية العدالة الاجتماعية والمساواتية ورفض كافة انواع الاستغلال في المجتمع والعمل من أجل العيش الكريم للناس والنضال من أجل الاشتراكية والتقدم الاجتماعي.

اننا نقف اليوم أمام قامتين شامختين من قامات الحزب وقادته، وهما كل من الرفيق حميد مجيد موسى والرفيق كمال شاكر، لنقول لهما شكرا ايها الرفيقان، لقد نبت الارث الذي كلفتما بصيانته والمحافظة على وحدته والمتمثل بحزب الطبقة العاملة حزبكم الشيوعي. لقد نبت هذا الارث في اذهان وقلوب مناضلين يؤمنون بصواب الرؤية لتحقيق المهام الوطنية والطبقية والايمان العميق بالنضال الأممي من أجل بناء عالم جديد عالم بديل للرأسمالية المتوحشة وأزماتها التي تخنق البشرية جمعاء.

لقد تعلم رفاقكما وتلامذتكما منكما الكثير في مدرسة النضال، مدرسة التطلب الثوري الدائم، مدرسة أنسنة العمل الحزبي من خلال مزجكما الموضوعي بين الفكر والواقع، والوحدة الجدلية بين النظرية والممارسة الثورية بشكلٍ خلاق، واعطاء السياسة بعدها الأخلاقي المتسم بالصدق، بعيدا عن منطق المناورات، في زمن تهاوت فيه الكثير من الأفكار والقيم النبيلة.

ففي الاوقات العصيبة التي مرت بالحركة الشيوعية العالمية حيث تخلى الكثير من الاحزاب والشخصيات عن مواجهة الهجمة النيوليبرالية الجديدة وجرى تخلي العديد من الاحزاب عن هويتهم الاشتراكية والشيوعية بعد انهاء الاتحاد السوفيتي ودول المنظمة الاشتراكية واعلان نهاية التاريخ من قبل الرأسمالية، كنتما طودا شامخا في التمسك بالماركسية ومنهجها الجدلي وكان مؤتمر الديمقراطية والتجديد المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي العراقي واعلان الحزب الشيوعي الكردستاني الذي ساهم الرفيق ابو داود بشكل اساسي وفعال في انبثاقه علامات مضيئة في عدم التخلي عن ساحات النضال والمضي في العمل من اجل قيم الاشتراكية والتقدم.

لقد تعلم رفاق الحزب منكما الصلابة والعزيمة التي لا تخبو ولا تلين، والرؤيةٍ والمنطلقاتٍ والممارسةٍ الكفاحية، التي جُبلت بالصدق والوضوحٍ في بنية فكرية وأخلاقية تتسم بالإحكام والتماسك.

ان رفاقكما اليوم بحاجة ماسة الى فكركما ورؤيتكما لتعزيز الثقة بقدرة الجماهير الشعبية الكادحة على تحقيق الانتصار من موقع ارتباطها بقضية تحررها وانعتاقها ورفض الخضوع، ومن خلال التلازم الجدلي بين النضال الوطني والطبقي.

إننا نستلهم منكما التمسك بالمبادئ والتمتع بالوضوح السياسي والتسلح بالمناعة الثورية، والوقوف على أرضيةٍ راسخةٍ في معسكر حاملي مشروع التغيير الاجتماعي، محافظين على البوصلة التي تشير الى الشعب ومصالحه ومستقبله.

الرفيق العزيز حميد مجيد موسى

الرفيق العزيز كمال شاكر

لقد اثبتما بشكل جلي أن الموقع القيادي بالنسبة لكما ليس سوى مكان للتضحية والتفاني والعطاء والوفاء والترفع والزهد وان هذا الموقع كان استمرارا لحمل أمانة كلفنا بها شهداء الحزب وقضيتنا العادلة، فآثرتما التخلي عن الموقع الاول طوعا لتعطيا مثلا ونموذجا لا يملك المناضل الحقيقي سبيلا سوى انتهاجه.

ايها الرفيقان العزيزان

ان الشيوعيين وأصدقاءهم والمناضلين الحقيقيين للحركة الوطنية العراقية والحركة التحررية الوطنية لشعبنا الكوردستاني يفتخرون بكما.. لكما العمر المديد والمزيد من العطاءات.

طوبى لمن يسير على خطاكما.. نحو الحرية والعدالة والديمقراطية.

**********

رائد فهمي: للرفيقين مسيرة حافلة

عندما نُكرّم الرفيقين حميد مجيد موسى وكامل شاكر، فإننا نكرّم من خلالهما مسيرةَ الحزب، خلال السنوات الطويلة، التي تعشقت بحياتيهما. وفيها نتوقف عند هذه المسيرة النضالية للرفيقين المتميزين، لنستخلص منها دروسا وعبرا، ونستلهم منها العزم على مواصلة المسيرة، التي امضيا جل حياتهما في سبيل تحقيق اهدافها وتعزيزها.

فخلال مسيرتيهما الحياتية النضالية الحافلة قد اصرا على المواصلة على الرغم مما فيها من مصاعب وقمع. وعلى الرغم من كل ذلك كان الإصرار والثبات على المبدأ والوقوف امام الطغاة، اذ لم تثنِهما السجون والملاحقات وغيرها من العمليات القمعية، التي كانت تمارسها الأنظمة القمعية. وهذا درس مهم لشد أزر المناضلين.

إن مسيرة الحزب الشيوعي العراقي مرت بانعطافات متعددة، كان مصير الحزب فيها، مهددا من خلال ملاحقات وتصفيات جسدية وسياسية، وبأساليب متنوعة.

وعلى الرغم من الانعطافات هذه، فان الرفيقين تمسكا بالبوصلة السليمة. ونرى ان هذه القضية في غاية الاهمية، خاصة في ظل اوضاع العراق الشديدة التقلبات والمتغيرات، اضافة الى الوضع الدولي وتأثيراته على الحركة الشيوعية، وما اثير من تساؤلات، وما حصل فيها من مراجعات.

ان مساهمة الرفيقين كانت مساهمة متميزة في الحزبين الشيوعيين العراقي والكردستاني.

واليوم وبفضل مسيرتيهما، وجهد وتضحيات عموم الرفيقات والرفاق، يشكل الحزب الشيوعي العراقي عنصرا مهما في الموقف السياسي في بلادنا.

وفي الجانب التنظيمي للحزب، فان الاحزاب في العالم لا يمكن ان تستمر ما لم تجدد نفسها. وهنا مهما كيفية  الامساك بالمعادلة ما  بين التجديد والحفاظ على الهوية، في حقيقة الامر هذه ليست بصمة  جاهزة.

الحزب في هذه العملية كان له دور كبير، والرفيق أبو داود كان على رأس الحزب بعد المؤتمر الوطني الخامس، حيث وضعت سياسة الحزب في التجديد والديمقراطية، موضع التطبيق العملي، ولا تزال اليوم مستمرة.

نعتقد ان الحزب استطاع ان يستمر وان يتعايش مع هذه التطورات، وان يضع اقدامه بثقة في العملية السياسية، وان يواصل مسيرته.

وما يخص الرفيق كمال شاكر، فانه قدم اكثر من مساهمة؛ فعلى الصعيد الشخصي وما تعرض له من ملاحقة واعتقال وصل الى حكم الإعدام وصموده، كان له اكثر من معنى ودلالة، وايضا كان للرفيق دور في كل هذه المسيرة النضالية ولا سيما في تجربة الحزب الشيوعي الكردستاني والعلاقة بين الحزبين، وما يخص نضال الشعب الكردي والقضية الكردية. كذلك في عمل ونشاط الحزب الشيوعي العراقي، والحزب الشيوعي الكردستاني الذي كان لفترة سكرتيره العام. للرفيق دور مهم جدا في هذه المسيرة. لذلك نقول: نتمنى له العطاء المستمر، وسنبقى نستلهم من خبرات الرفيقين وتاريخهما المشرف وارثهما النضالي.

إن المناضليْن مهما تقدم بهما العمر، فهما خبرة ينبغي ان تكون محل اهتمام من قبل جميع الشيوعيين.

**********

حميد مجيد موسى: معكم من اجل سعادة شعبنا وحرية وطننا

ألقى الرفيق حميد مجيد موسى كلمة أعقبت تكريمه، قال فيها: “اعزائي احبائي الحضور. كبرنا ولم نعد نتحمل العواطف الكبيرة، شكرا لكم، شكرا للكلمات الطيبة، شكرا لحضوركم..

 ضيوفنا الاعزاء

رفيقاتي ورفاقي الأعزاء

تمنياتي لكم بالمزيد من النجاحات والصحة الجيدة. سنبقى معكم حتى اخر نفس من اجل سعادة شعبنا وحرية وطننا، سنبقى بعزيمة لا تلين ولا تنال منها الصعاب، جربنا الصعاب، وعلينا ان نحولها دروسا لكي نعضد الحزب في مسيرته النضالية لتحقيق امال الشعب العراقي. 

ومن هذه المنصة وهذا الحضور الكريم اتمنى لكل اصدقائنا وحلفائنا، ان يتماسكوا ويتوحدوا من اجل انقاذ البلد من هذه الازمة العصيبة التي تحل به هذه الايام، وفي ظل هذه الظروف العالمية المعقدة.

الصحة لكم ولعوائلكم، والمجد لكم وللحزبين الشيوعي العراقي والشيوعي الكردستاني”.

********

كمال شاكر: انحني بإجلال لهذه الالتفاتة

وفي حفل التكريم، قال الرفيق كمال شاكر: “لا أضيف الى ما تفضل به الرفيق العزيز ابو داود. انا بكل مشاعري انحني بإجلال لهذه الالتفاتة من الرفاق، من الرفيق كاوة محمود سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني وقيادة الحزب. وانا فقط اريد التأكيد على شيء واحد، اعتبر هذا التكريم بالنسبة لي تكريمين: التكريم الثاني وهو الاعز بالنسبة لي ان يكون الى جانب معلمي واستاذي ابو داود”.