اخر الاخبار

لا يمكن للعراقيين نسيان جرائم النظام الدكتاتوري السابق بحق ابناء الشعب، إذ تمر اليوم ذكرى عملية الانفال الثالثة، حيث وصلت وحشية نظام البعث الى ذروتها في 14 نيسان 1988، حين تعرض المواطنون في منطقة كرميان الى ابشع جريمة، راح ضحيتها اكثر من 20 الف ضحية، وفقاً للجنة حماية حقوق ضحايا الأنفال.

الضحايا يتكلمون

ويتحدث احمد مجيد وهو عضو لجنة مركزية في الحزب الشيوعي الكردستاني (احد الناجين من المجزرة) لـ”طريق الشعب”، انه “خسر 10 افراد من عائلته بسبب المجزرة”، مشيرا الى ان “عمليات الانفال بدأت ضد الاكراد الفيلية في عام 1975، ثم تبعتها عملية اخرى ضد البرزانيين في عام 1983، وتبعتها عمليات انتقامية بعد تولي علي حسن المجيد مسؤولية المنطقة الشمالية بين عامي 1987- 1988”.

وتابع مجيد ان “العملية تمت على ثلاث مراحل حيث راح ضحيتها 182 الف مواطن وتدمرت قرابة 4500 قرية”، مشيرا الى ان “رفاة الضحايا لم يتم العثور عليها حيث عاد منها 2100 جثة فقط”.

ويضيف ان “ضحايا هذه العملية لم يتحصلوا على حقوقهم فراتب الـ 400 الف دينار التي يحصلون عليها لا تكفي لسد رمق الحياة”، منوها الى ان “عوائل الضحايا والناجين من القصف الكيمياوي لا يحصلون على الرعاية الصحية الكافية، رغم مناشداتهم العديدة الى المسؤولين في حكومتي الاقليم والمركزية”.

شهادة اخرى

حسين علي، وهو شاهد على الأنفال من قرية وارنديا في منطقة داويا التابعة لإدارة كرميان، ولد عام 1977 في نفس القرية التي تم تدميرها وحرقها كما القرى الأخرى خلال الأنفال، والذي تبدأ قصة خلاصه من هذه المجزرة هنا: “قبل الأنفال بـ15 يوماً ذهبت ضيفاً إلى قرية جامير آغا إلى بيت خالي”.

يسرد علي عن قصته قائلا: “قبل 15 يوماً من الأنفال ذهبت ضيفاً إلى جامير آغا إلى بيت خالي، وكان هذا لقائي الأخير بعائلتي، حيث تعرضت كامل عائلتي مع أمي وأبي وثلاث أخوات وثلاث أخوة أيضاً للأنفال ولم أرهم مجدداً، عندما كنت في منزل خالي تجاوزنا قريتين وأخذونا إلى طرف سورا، هناك كانوا قد جمعوا جميع أهالي القرى، وبعد ثلاثة أيام أعادونا إلى توبزافا، وهنا فصلوا الشباب والكبار في العمر والنساء والأطفال عن بعضهم، وأخذونا إلى سجن دوبز وبقيت معتقلاً فيها لخمسة أشهر”.

ويكمل حسين قصة السجن: “عندما وقعت عائلتي بيد نظام البعث، كانت أمي حامل، لا أعرف إن ولدت طفلها على الطريق أم في السجن، لأنهم جميعاً تعرضوا للأنفال ولم يعودوا”.

ويذكر حسين وضعه بعد الحادثة قائلاً: “عندما عدت بعد اعتقالي وخروجي من السجن، أصبحت بلا أهل ولا مأوى، كنت أبقى في بيوت الأقرباء والمعارف، بعدها عام 1993 أصبحت بيشمركة إلى الآن، كان يعيش في قريتنا قبل الأنفال 155 شخصاً تعرض منهم 105 للأنفال”.

متى تتحقق العدالة

وفي نصب ضحايا عمليات الأنفال في قضاء جمجمال، جرت الاحد الماضي، المطالبة بتسليم 423 متهما بالمشاركة في عمليات تلك الحملة بينهم من فروا إلى أوروبا، وتم منحهم حق اللجوء، خلافا للقانون الدولي.

وجاءت تلك المطالبة من قبل منظمات مدنية وناشطين وكتاب وبرلمانيين في مجلس النواب العراقي، وبرلمان كردستان والباحثين في جرائم الإبادة الجماعية “الجينوسايد” خلال مؤتمر صحفي عقد في قاعة نصب الأنفال التذكاري في جمجمال، مطالبين بتسليم المجرمين المتورطين في الإبادة الجماعية بحق المواطنين في إقليم كردستان إلى القانون من أجل إرساء القانون، وسيادة الإنسانية.

وقالوا إن ما مجموعه 423 متهما في قضية الأنفال، والقصف الكيمياوي على حلبجة، وأنفلة البارزانيين مطلوبون جميعا للمحكمة الجنائية العراقية العليا، مشيرين إلى أن جزءا من هؤلاء المتهمين يعيشون في دول أوروبية مثل بريطانيا والنمسا وهولندا وسويسرا وبلجيكا وألمانيا والدنمارك، ويحملون جنسيات تلك الدول، وإنه بموجب القانون الدولي لا ينبغي منح اللجوء لهؤلاء المجرمين.