اخر الاخبار

منطقة الأمين شرقي بغداد، كانت واحدة من المدن التي شملها مراسلو “طريق الشعب” في استطلاعات الدورية في مناطق العاصمة وأطرافها، وكذلك المحافظات: بناها التحتية، الخدمات فيها، احتياجات الناس وغيرها.

يقول المواطنون الذين التقتهم الجريدة، انهم وجهوا الكثير من الشكاوى والمناشدات للجهات الحكومية المعنية، لكنهم لم يلقوا اية استجابة. 

وتمحورت تلك المطالب والمناشدات حول تفشي السلاح في المنطقة والنقص الحاد في الخدمات، فهم يعانون من ذلك منذ عقود، بينما يزداد الأمر سوءا.

لا ماء ولا كهرباء 

والتقت “طريق الشعب” بالشاب علي احمد والذي يسكن في الزراعي الخاص بمنطقة سكينة ورقية، التابعة لمنطقة الأمين، إذ لخّص مطالب منطقته بمطلبين رئيسيين وهما الماء والكهرباء. 

وقال ان “الماء في فصل الصيف ينقطع بشكل تام، حيث نضطر في اللهيب الحارق، الى حمل خزانات المياه بسياراتنا قاصدين المناطق الأخرى القريبة للحصول على الماء، وبعض المنازل يشترون الماء من أصحاب (التناكر) الجوالة في المنطقة”، لافتا الى انهم قضوا أيام الصيف الماضي بلا مياه.

وأضاف احمد أنه “في فصل الشتاء يصلنا الماء الى البيوت محملا برائحة كريهة جدا، وتساورنا شكوك بانها مياه تصريف صحي، وهي غير صالحة للشرب او الاستخدام لأنها ملوثة، يضاف إلى ذلك انتشار برك المياه التي تسببها الامطار، وتصبح اسنة جدا، وتبقى أياما طويلة بانتظار سحبها من قبل موظفي البلدية”.

ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للكهرباء، حيث قال ابو علي مواطن آخر، في حديث لـ”طريق الشعب”: ان أزمة الكهرباء بدأت تكون ملحوظة مع ارتفاع درجات الحرارة، وبالتالي فان ذلك يشكل فرصة مناسبة لأصحاب المولدات الاهلية.

وأضاف ابو علي، انه في فصل الشتاء يزيد اشتراكه في امبيرية المولد الاهلي الى 5 أمبيرات، لكنه يقللها الى ثلاثة صيفا بسبب ارتفاع الأسعار.

وزعم المتحدث أن هناك اتفاقا بين أصحاب المولدات والمسؤولين على التوزيع في دوائر الكهرباء، الامر الذي يجعلهم يسيطرون على موضوع التشغيل والاطفاء الحكومي، وبالتالي فان الناس لا يملك خيار الاعتراض والرفض لأسعار الاشتراك.

انتشار السلاح المنفلت 

وعن بقية المشاكل التي ترهق الاهالي في منطقة الأمين، يؤكد المواطن زيد مضر ـ وهو صاحب محل في منطقة المعلمين ـ لـ”طريق الشعب”، ان ظاهرة السلاح المنفلت، اخذت تتفشى بشكل فظيع. فالنزاعات العشائرية تعجز المنطقة عن التخلص منها”، وفي مقابل ذلك هناك دور ضعيف تقوم به القوات الأمنية بهذا الصدد.

ويقول ان “الكثير من البيوت السكنية، تحولت الى ثكنات عسكرية، وهناك جهات مسلحة تسيطر على الوضع في المنطقة”.

ويشكو المتحدث انتشارا كبيرا لعجلات التكاتك والدراجات النارية، الامر الذي يتسبب على الدوام بحوادث، يكون بعض ضحاياها الطلبة والتلاميذ.

وفي مقابل عجز الحكومة عن معالجة فوضى هذه المركبات، اضطرت الناس الى وضع مطبات اصطناعية في قبالة منازلها، كي يضطر سائقو تلك المركبات الى تخفيف السرعة.

ويشير مضر الى ان “الخدمات على اختلافها تكاد تكون معدومة في المنقطة، فلا مياه تصل الى البيوت. كما تبدو الشوارع متهالكة ولا تصلح للسير، بخاصة في فصل الشتاء.

دور البلدية مغيّب 

ويرى المواطن سيف محمد ان منطقة (رية وسكينة) هي اكثر المناطق تضررا في الامين، بخاصة منطقة الخمسين دار في الأمين الثانية؛ حيث تعاني من نقص كبير في كل شيء، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

ويقول ايضا ان تلك المنطقة تشهد ترديا أمنيا ملحوظا: “تنتشر هناك ظاهرة التسليب والسرقة وغيرها من الظواهر التي تخل بالأمن. وتضاف إليها منطقة السدة حيث ان وضعها مزر جدا، وتنتشر فيها اكوام النفايات، وهناك عوائل لا تمتلك قوت يومها”.

ويلفت مضر الى ان “الأمين تعاني منذ العام 2003 حتى الان. ولم تشهد تقدما على مستوى البنى التحتية او أي تطوير عمرني”. بينما هناك انتشارا مقلقا لظاهرة “الحواسم او البيوت التجاوز، التي أخذت تضايق بعض الشوارع، وأصبحت تؤوي المطلوبين من غير محافظات او الملاحقين عشائرياً”، بحسب قوله.

واختتم مضر حديثه بأن الاهالي في أغلب المناطق صاروا يعتمدون على أنفسهم في توفير الخدمات من خلال جمع تبرعات من الساكنين لتبليط او صب شارع معين، او انشاء شبكة تصريف للمياه وغير ذلك، مؤكدا أنه لا يوجد أي دور لدائرة البلدية في منطقتهم، انما يعتمدون على الكابسات الاهلية في رفع النفايات وغيرها.