اخر الاخبار

بدأ احتفال عيد الحزب مبكراً هذه السنة؛ إذ نظمت مجموعة من الأنشطة في بغداد وباقي محافظات ومدن الوطن مع بداية شهر آذار. وفي بغداد نظم الحزب فعالية الرسم الحر بالتزامن مع احتفالات شعبنا في عيد نوروز، واقام فعالية الشعر الشعبي في يوم 25 اذار الماضي، ليفتتح بعدها المعرض التشكيلي الشامل والذي يستمر الى اليوم الاحد.

وفي يوم الاحتفال، تجمهرت الشبيبة والرياضيون ومجموعة من متسابقي الدراجات الهوائية، لتنطلق المنافسة الودية بينهم من تحت جسر الجمهورية في شارع أبو نؤاس، ووصل جميع المتسابقين الى منصة الاحتفال قرب نصب شهريار وشهرزاد. وهناك سلمت اللجنة المنظمة بمصحابة نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق بسام محي والنائب محمد عنوز إضافة الى ضباط القوات الأمنية، الجوائز الى الفائزين الأوائل. فيما نظم فريق التايكواندو لفئة الاشبال استعراضاً جميلاً ابهج الحاضرين.

بدء التحضيرات

ودّع الجمهور هذه المناسبة لغرض التهيؤ لفعالية المساء، لكن الشبيبة استمرت في التحضير للحدث الأهم، فهذا ينقل الكراسي وذاك ينصب المسرح والصوتيات، في حين صعد الآخرون الى أعالي الأشجار لتعليق الشعارات واللافتات.

وعلى الرغم من عدم انتهاء التحضيرات، كان احتشاد الجماهير، مبكراً، ظهر الجمعة الماضية، وهم ينتظرون، اعلان عريفي الحفل، بدء فعاليات الذكرى الثامنة والثمانين لتأسيس حزبنا الشيوعي العراقي.

وتوزعت العوائل والتقى الشباب على شكل مجموعات، وتصفح عدد منهم الكتب الموجودة في وسط الحديقة، والشبيبة مستمرون في تحضيرات العيد.

وفي أجواء الفرح والجو الربيعي اللطيف وقف الجمهور الواسع، في الساعة الخامسة بالتمام، للاستماع الى النشيد الوطني العراقي.

بدء الفعالية

ولأنَّ الفرحَ آذاري .. فسعى الى ان تكونَ السنةْ كلَّها آذارْ، هكذا بدأ الشاعر عبد السادة ثم اردف قائلا: نحتفلُ اليومْ بذكرى ولادةِ حزبِ الناس والنضال والفكر، ونشاطُنا يتواصلُ لتحقيق هدفهِ المنشود: التغيير الشامل وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، دولة العدالة الاجتماعية.

وقبل 88 عاماً أعلن قادةُ حزبنا الأوائل، أن حزبَ العمالِ والفلاحين وشغيلةِ اليدِ والفكر قد أبصرَ النور، رافعاً شعار الوطنِ الحر والشعبِ السعيد، وفي مسيرة هذه السنوات، قدّمَ الألوف من منضاليه الشهداء، وهم يُنشدونَ الأملِ والحرية والهدفِ الأسمى: تحقيقِ الاشتراكية.

ومن أجلِ استذكارِ أولئك المؤسسين وغيرِهم من قادةِ الحزبِ وكوادرهِ.. شهداءَ وراحلين، ندعوكم للوقوفِ دقيقة صمتٍ واجلال.

فهمي: حزب للعملِ والعلمِ والتنويرِ والثقافةْ

بعدها تقدم سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي، الذي القى كلمة الحزب في المناسبة وجاء فيها:

بلادُنا تعيشُ أوضاعاً بالغةَ الصعوبةِ والتعقيد، وتستمرُ معاناةُ الشعبْ وهو يصارعُ لتأمينِ المستلزماتِ الاساسية للمعيشة، فيما تغيبُ الحلولُ الضروريةُ لمعالجةِ قضيةِ تشكيلِ الحكومة الجديدة. ولا شك ان الاصرارَ على إفشال تأمينِ النصابْ في جلساتِ البرلمانْ، يُغلقُ الطريقْ امام توفيرِ فرصة حلٍ في اطار العمليةِ البرلمانيةِ والديمقراطية، ويفتحُه امام تداعياتٍ معاكسةْ قد تنقلُ الصراعَ الى ساحاتٍ اخرى بعيدا عن البرلمان.

وتابع الرفيق رائد فهمي: تتحملُ القوى التي تقاطعُ جلساتِ البرلمانْ مسؤوليةَ استمرارِ الانسدادِ السياسي وبقاءِ الصراعْ محتدماً، كما تقعُ عليها مسؤوليةُ عدمِ احترامِ التوقيتاتِ الدستوريةْ وعدمِ تشكيلْ الحكومةْ وقبلَهُ عدمُ انتخابِ رئيسِ الجمهورية، وكلِ ما يترتبْ على ذلكَ من مصاعبَ معيشيةٍ وحياتية تُثقلُ كاهلَ المواطنين.

وأردف، لكن من الواضحِ ايضا ان محاولاتِ اعادةِ الامورْ في تشكيلِ الحكوماتْ الى ما كانت عليه سابقا، محكومٌ عليها بالفشلْ وهي مرفوضةٌ شعبيا. فلا عودةَ الى نهجِ المحاصصةْ، وان كلَ مسعى لفرضِ صيغةٍ معينةْ من التوافق، سيعني عملياً رفضَ ما افرزتهُ الانتخاباتْ والالتفافْ على نتائجِها.

وذكر سكرتير الحزب، عندما نتحدثُ عن تشكيلِ الحكومة بطريقةٍ مختلفة، نرى ضرورياً ان يستندَ ذلك الى تحالفٍ ذي اغلبيةٍ سياسيةْ وليس مكوناتيةْ، وان يطلقَ هذا التحالفُ مشروعاً سياسياً اجتماعياً موضحاً بشكلٍ تفصيلي ومشفوعا بسقوف زمنية للتنفيذ، لأجل أن يأخذَ الصراعُ شكلَهُ السليمْ كصراعِ مشاريعْ مختلفةْ، وليس صراعا بين قوى سياسيةٍ على النفوذِ والسلطة والمغانم، وان يدورَ حول مطالبِ الشعبْ، التي يتوجبُ على القوى الحاملةِ لفكرةِ الاغلبيةْ ان تتبنّاها، ليدورَ الخلافُ على اسسٍ سياسية اجتماعية. فلا بد لهذا المشروعْ ان يُشدّدَ على رفض المحاصصةْ ومنهجِها، ويطلق عملية بناء قطاعات منتجة تخلص الاقتصاد الوطني من طابعه الريعي وحصر السلاح باجهزة الدولة الشرعية ومحاربةِ الفسادْ والمفسدين، والعملْ على كشفِ ومعاقبةْ قتلةِ المتظاهرينْ والنشطاء، وتأمينْ فرصِ العملْ ومتطلباتِ المعيشةْ والخدمات وغيرِها من المطالبِ الاساسيةِ للمواطنين.

بعدها القى عريف الحفل، برقية رئيس الجمهورية برهم صالح في المناسبة “منشورة في مكان آخر من الصفحة”، واعتلى المنصة سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني الرفيق كاوه محمود، كلمته في المناسبة، وقدمته عريفة الحفل الرفيقة منال جبار بالقول:

دافع حزبُنا دائماً عن مصالح الشعبِ والوطن، مجسداً طموحاتِ وتطلعاتِ العمال والفلاحينَ والكادحين وشغيلةِ اليدِ والفكر، وكافح لتحقيقِ الاستقلالِ الناجز والسيادةِ الكاملة وبناء دولةِ المواطنة والديمقراطيةِ الحقة والعدالةِ الاجتماعية، وفِي مسيرته النضاليةِ الحافلةِ بالتضحيات على مدى ٨٨ عاما، وقف الحزب وما زال ضدَ الاستبدادِ والتسلط والقمع والتمييزِ القومي والديني والطائفي، وضد التعصبِ القومي والنزعاتِ الشوفينية.

كاوة محمود: نتقاسم العيد

وقال الرفيق كاوة محمود في كلمته: في الحادي والثلاثين من آذار كل عام يحتفل الشيوعيون الكردستانيون والعراقيون بميلاد حزبهم المجيد. حزب انبثق في خضم الصراع الوطني والطبقي ليقتحم سوح النضال، معبّراً عن مصالح الطبقة العاملة والفلاحين وسائر شغيلة اليد والفكر.

واضاف، ان حزبنا الشيوعي الكردستاني اذ يحتفل بذكرى ميلاده، يؤكد مرة أخرى على استمراره في نهجه السياسي المبني على المعارضة الديمقراطية اليسارية لسياسات حكومة اقليم كوردستان، ويرى أن السياسات المتبعة من قبل الائتلاف الحاكم في اقليم كوردستان لن تكون بمقدورها تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وتابع الرفيق كاوة في كلمته، يرى حزبنا بأن الفرز السياسي المتعلق بالقوى السياسية المتواجدة في مجلس النواب العراقي بعد الانتخابات الاخيرة والحكومة المنبثقة عنها مهما كانت مسمياتها، وتقسيم الاطراف الكردستانیة علی الاستقطابات الحالیة في التیار السياسي الشیعي، لن يكون بمقدورها وقف التردي الحاصل في أوضاع أغلب الجماهير العراقية الكادحة التي تعاني من الفقر والتهميش وفقدان أبسط الخدمات في مجالات الصحة والتعليم والسكن والطرق وغيرها، اضافة الى ما يتعلق ببناء المؤسسات ومواجهة الفساد وضمان الحريات العامة وتطبيق الدستور ومنع التدخلات الخارجية في شؤون الدولة، ومعالجة الاشكاليات الموجودة بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان، لذا كان قرارنا بالاتفاق مع عضو مجلس النواب المدعوم من قبل حزبنا هو عدم التصويت لاي مرشح في رئاسة الجمهورية وعدم التصويت لاية حكومة مهما كانت تسميتها.

وختم الرفيق كلمته بالقول: اننا في الحزب الشيوعي الكردستاني لا نتقاسم تاريخ ميلاد الحزب ويوم الشهيد الشيوعي ونضالاتنا المنوعة في العمل السري والعلني والعمل في الحركة الانصارية البيشمركة فحسب بل نتشارك أيضا في رفع الراية الحمراء لحزبنا خفاقة في النضال المشترك من اجل الديمقراطية والاشتراكية.

الفرح ينبع من بيوت الفقراء

ثم قدّم عريف الحفل، الشاعر الكبير يحيى السماوي، بالقول: انا وانتم أيها الحضورُ الجميل، على موعدٍ مع مدينةِ الفقراء ولأن الجمالَ والحبَ والفرح ينبعُ من بيوتِ الفقراء، سنفرحُ معكُم ومعهُم بسماعِ قصيدةِ الشاعر الكبير، يحيى السماوي على هذه المنصّة، ونطلبُ منه ان يَرتقيها متفضلاً، وللعلم ان الشاعر لبى دعوة الحزب، لإحياء المناسبة، وجوده في محافظة السماوة، وصعوبة الوصول الى العاصمة، وهنا ابدع شاعرنا بالكلام والجمال “نص القصيدة ينشر في عدد لاحق”.

لم يتوقف الحفل الى هذا الحد، اذ قدم الشاعر السماوي الاخر، ناظم السماوي، قصيدة رائعة بالمناسبة، وكالعادة، حفز الحضور الواسع، في اهازيجه الجميلة “ننشرها في ملف العدد”.

باقات زهور للمناسبة

هنا طلب عريفا الحفل من القاصة والناشطة النسوية سافرة جميل حافظ تقديم باقة ورد عطرة، الى الحزب في المناسبة، حينها الرفيقة ارتجلت كلمة معبرة ومؤثرة، ليقدم الشاعر عمر السراي الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام للادباء والكتاب باقة ورد جميلة ايضاً في المناسبة.

وبعدها قدمت عريفة الحفل الشاعر الجميل، رائد الاسدي، الذي كتب قصيدة حماسية في المناسبة “ ننشرها في ملف العدد”.

وجاء دور الطرب والموسيقى، لتقدم فرقة اثر لمجموعة نينورتا للفنون باقة من الاغاني الوطنية والتراثية باسلوب غنائي حديث، تلتها فرقة آزادي القادمة من كركوك، والتي قدمت اغاني سريانية وتركمانية وكردية اطربت الحضور، اذ شاركت الشبيبة معهم في الرقص والدبكات، وهو الحال في جميع انحاء الحديقة، اذ رقص الكثير على ايقاع الاغاني.

ختام الحفل كان مع الطرب الجميل، والى وقت متأخر عن موعد انتهائه، طلب الجمهور استمرار الاغاني الرائعة لفرقة الخشابة البصرية.

وعند الختام جرى توجيه الشكر والتقدير للقوات الامنية على دورها في توفير الحماية لفعاليات احياء الذكرى.

كان حقاً يوماً جميلاً للفرح والانشراح، والتصميم على السير الى الامام وصولاً الى الوطن الحر والشعب السعيد.