اخر الاخبار

نظمت لجنة اليسار المشترك الكردستانية يوم الاثنين الماضي في اربيل، حفل تكريم للرفيق حيدر الشيخ علي والشخصية اليسارية مام خدر. وحضرت الحفل قيادات عدد من الاحزاب المنضوية في اطار اللجنة ، بينهم الرفيق سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني كاوه محمود، وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق ياسر السالم، وسكرتير حزب كادحي كردستان، اضافة الى شخصيات سياسية يسارية وأخرى كردستانية.

والقى الرفيقان كاوه محمود وياسر السالم كلمتين في المناسبة استذكرا فيهما نضال الشخصيتين المكرمتين.

وفي نهاية الحفل قدمت باقات ورد للرفيقين حيدر الشيخ علي ومام خدر.

كلمة المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، القاها الرفيق ياسر السالم عضو المكتب.

السيدات والسادة الحضور الكرام

الرفيقات والرفاق الاعزاء

طاب نهاركم

أحمل لكم معي، تحيات نضالية من رفاقكم في قيادة الحزب الشيوعي العراقي.

وأنه لشرف ان نشارك في تكريم رفاق مناضلين أفنوا اعمارهم في الدفاع عن مبادئهم الحقة، وقضايا شعبهم العادلة.

إن كل من الرفيقين حيدر الشيخ علي ومام خدر إنموذج للمناضل الذين يتماهى اسمه مع السمو الانساني والصلابة والثبات على المبدأ، وقد اعطيا لصورة المناضل انعكاسها الذي تستحق، بعدما سطرا صفحات مضيئة في تاريخ نضال اليسار العراقي، وتاريخ نضال الوطنيين العراقيين المشرف.

أيها الاحبة..

اسمحوا ليّ ان اتحدث عن القائد الشيوعي حيدر الشيخ علي (أبو بلند)، فهذا الرفيق يحتل موقعا متقدما بين المناضلين التاريخيين للحزب الشيوعي العراقي، الذين مثلوا حالة نوعية في النضال والصلابة والصدق والثبات على الموقف، والتمسك بأهداف وحقوق الشعب.

وإن من يتفحص تاريخ حزبنا الشيوعي، لن يجد صعوبة في التعرف على الرفيق حيدر الشيخ علي، الذي قاد مع رفاقه الميامين اضرابا عماليا في شركة الزيوت النباتية في تشرين الثاني من عام 1968، وتحمل مع آخرين تبعاته، في ظل سلطة البعث الفاشية.

عُرف عن حيدر الشيخ علي أنه مناضل جسور، مد حياته جسراً أميناً لعبور الرفاق إلى جبال كردستان العراق، حتى وقع اسيراً في ايدي السلطات الايرانية التي سجنته في معتقل أيفين لسنوات سبع.

لم يثنيه التعذيب ومرارة السجن الانفرادي، عن التمسك بمبادئه المتجذرة في كيانه، بل انه التحق بحركة الانصار الشيوعيين حال اطلاق سراحه.

وكان انتخاب الرفيق ابو بلند عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، نتيجة منطقية لدوره النضالي في الحزب وتضحياته ومواقفه الشجاعة ودفاعه عن مصالح الشعب.

ولم ينته سفر نضاله المديد عند ذاك، بل واصل الرفيق كفاحه في مواقع عديدة ومتنوعة، وتولى مسؤليات سياسية هامة في الحزب الشيوعي الكردستاني وفي حكومة اقليم كردستان، عكس من خلالها صدق الشيوعيين وشرفهم ونزاهتهم وإيمانهم العميق بمبادئهم.

ان هذا جزء بسيط من تاريخ ناصع لمناضل جسور!

أيها الرفاق..

إن تكريم المناضلين ليس مجرد احتفاء، بل هو مناسبة لتقديم النموذج والامثولة، واننا اذ نفخر برصيد حزبنا التاريخي وارثه النضالي المديد، لنفخر ايضاً بمناضلينا الذي صنعوا التاريخ والارث.

فالتهنئة الحارة للرفيقين حيدر الشيخ علي ومام خدر.

واسمحوا لنا ان نحييكم بحرارة.. ونرفع ايديكم عاليا مع ايديكم كي تستمر راية النضال خفاقة.

 ************************************************

كلمة الرفيق حيدر الشيخ علي في حفل التكريم: شكرا لمن حفزوني على مواصلة الكفاح في صفوف حزب العمل والأمل

الرفيقات والرفاق الاعزاء الاصدقاء والحضور الكريم .

شكري لكم رفاقي الأحبة، واسمحوا لي ان اعبر عن أصدق المشاعر وبكلمات الطيب النابعة من قلبي المفعم بالمحبة، وروحي المتشبثة بالأمل.

اسمحوا لي ان أقدم بأسمكم هذا التكريم لشهداء حزبنا الميامين، الذين جادوا بالنفس واسترخصوا حياتهم من اجل قيم العدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة الإنسانية، وحق تقرير مصير الشعوب صغيرها وكبيرها .. هؤلاء الذين اعطونا دروسا في التضحية ونكران الذات والكفاح من اجل العمال والفلاحين وسائر الكادحين، رافعين عاليا الأهداف النبيلة والسامية.

ان هذا التكريم ومنحي هذا الوسام الحزبي، قبل ان أعده تشريفا عزيزا وتقييما راقيا، هو شهادة واعتراف بالتاريخ المجيد لمن عملت معهم، منذ انتمائي لهذا الحزب العريق. هو وسام للرفيق الذي كسبني للحزب، وجعلني عضوا في صفوف الميامين المبشرين بغدٍ أفضل للإنسانية.

وهو تكريم لـ طيف واسع من الرفاق الذين تتلمذت على اياديهم، وعملت تحت مسؤولياتهم.. وللرفاق الذين تشرفت بقيادتهم، ولجميع اللجان التي نشطت فيها، القاعدية منها والمحلية وكذلك القيادية .

 اود ان أنقل اليكم المشاعر الجياشة التي غمرتني، حين أخبرني الرفيق العزيز كاوة محمود سكرتير اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي الكوردستاني، بفكرة التكريم وموعد الاحتفاء، فقد داهمتني مشاعر سعادة وحبور وفرح، ومنحتني طاقة إيجابية بددت شيئا من اوجاع المرض التي لا تهدأ 

ولن ابالغ إن قلت أن الساعات التي مرت هي من بين اجمل الأوقات التي تناوب فيها شعور الفرح والسرور مع فترات تأمل مسيرتي في الحزب، بجمالها وقسوتها ومخاطرها، حيث اخذتني الذاكرة الى أيام الكفاح وصحبة الرفاق المعطائين، الى الأعوام الحلوة منها والمرة، التي قضيتها في صفوف حزب الكفاح من اجل التغيير، الهادف الى حماية حقوق الانسان وتأمين معيشته الكريمة. هذه الأعوام التي لا اعرف فيها ذكرى غير وجودي مع رفاقي في نضالهم المرير، ووقفاتهم البطولية، سواء منهم من استمر ومن اعاقته الظروف ومنعته من المواصلة، فوجدتها مسيرة طويلة، شاقة وجميلة في آن، هانئة وخطرة في نفس الوقت، وما هي الا صفحة قصيرة جدا، شديدة الايجاز من تاريخ كفاح الحزب ومسيرته الظافرة.

شكرا لكم وقد حملتموني هذه الأيام على التذكّر وإعادة التفكير بمحطات عمري وانا في صفوف الحزب، وقد نُسجت بالحب والوفاء وصدق القلوب وعلاقات هي الاجمل، والاقرب للروح، التي بتذكرها تتراقص ترانيم الفرح والبهجة والمسرة.

 وها أنا أقول لكم، انني وقد كنت شيوعيا بالأمس، اجدد اليوم الانتماء لهذا الحزب المكافح والمعطاء.  

الشكر والامتنان لمن كان سببا في استمرار كفاحي واستكمال مسيرتي في حزب العمل والامل السعيد، لمن وقفوا معي بأشدّ الظروف ومن حفزوني على المثابرة والاستمرار وعدم اليأس، أقدم لهم أجمل عبارات الشكر والامتنان من قلب فاض بالاحترام والتقدير والعرفان.

اسمحوا لي في هذه اللحظات ان أقدم الشكر الواجب لعائلتي وابنائي وجميع أصدقائي، الذين لم يبخلوا عليَّ في دعمهم واسنادهم حين كنت اؤدي واجبي.

أخيرا اقول ان هذا التكريم منحني درسا مفاده انه ليس شرطا أن ننتصر كي نكون الأسعد، فالسير على النهج دون هوادة من اجل قضايا الناس والاهتمام بالشأن العام هو السعادة عينها.

شكرا لكم اذ فاضت محبتكم وملأتموني بهجة  يا أعز الرفاق والأصدقاء.