وقعت الحكومة العراقية اتفاقاً مع شركة بريتش بتروليوم البريطانية (BP) لتأهيل وتطوير حقول كركوك الأربعة، وذلك برعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني. وجاء هذا التوقيع بعد مفاوضات مطولة بين الجانبين، حيث تم الاتفاق على القضايا الفنية والشروط التعاقدية، بما في ذلك النموذج الاقتصادي للمشروع، استناداً إلى مذكرات التفاهم التي تم توقيعها خلال زيارة رئيس الوزراء الأخيرة إلى لندن.
الاستثمار الأمثل للطاقة
وأوضح مكتب رئيس الوزراء في بيان أن "هذا الاتفاق يهدف إلى تحقيق الاستثمار الأمثل للطاقة وتوفير النفط الخام لمصافي الشمال، مما يقلل من اعتمادها على نفط الجنوب". وأضاف البيان أن "الاتفاق يشمل تطوير حقول كركوك الأربعة الرئيسية (باي حسن، وكركوك بقبتيه "بابا وأفانا، وجمبور، وخباز)، مع ضمان استثمار الغاز المصاحب وتأهيل وتوسعة منشآت الغاز في شركة غاز الشمال، وإنشاء محطة كهرباء بطاقة 400 ميجاواط لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المتكاملة للمشروع".
وأشار البيان إلى أن "هذا المشروع سيوفر فرص عمل للأيدي العاملة بمختلف الاختصاصات، وسيتم تشغيل الشركات المحلية، وتنفيذ مشاريع المنافع الاجتماعية، بالإضافة إلى تطوير مهارات الموارد الهندسية والفنية لدعم ملاكات شركة نفط الشمال وشركة غاز الشمال". وأكد البيان أن "هذه الخطوة تأتي في إطار رؤية الحكومة لبرامج التدريب ورفع مستوى الكفاءات، بالتعاون مع شركة بريتش بتروليوم ووزارة النفط".
عقد استشاري
من جانبه، أكد الخبير النفطي حمزة الجواهري أن "العقد الموقع مع شركة بريتش بتروليوم هو عقد استشاري خدمي يهدف إلى إعداد دراسات متخصصة للحقول النفطية، تشمل دراسات مكمنية وبتروفيزيائية وجيوفيزيائية". وأوضح الجواهري أن "اختيار شركة بريتش بتروليوم جاء بسبب خبرتها الطويلة في العمل بحقل كركوك، حيث كانت أول من اكتشفه وعمل فيه حتى تأميمه، كما أنها تمتلك الوثائق الكاملة المتعلقة بالحقول وتعرف المنطقة جيولوجيًا بشكل دقيق".
وأضاف الجواهري أن "هذا العقد كان من المفترض توقيعه في عام 2014، إلا أن الأحداث الأمنية، خاصة مع ظهور تنظيم داعش الإرهابي، أدت إلى تأجيله". وأشار إلى أن "زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى بريطانيا أعادت الملف إلى الواجهة، وتم الاتفاق مجددًا على المضي به".
وأكد الجواهري أن "إعادة تطوير الحقول بعد سنوات من التوقف تكون أكثر تعقيدًا بسبب التغيرات التي تطرأ على طبيعة المكامن والصخور والجغرافيا المحيطة"، مشيراً إلى أن "حقل كركوك، المكتشف منذ ثلاثينيات القرن الماضي، يمثل تحديًا إضافيًا لأي شركة ترغب في تطويره".
ولفت الجواهري إلى أن "شركة نفط الشمال تمتلك الوثائق اللازمة والمتخصصين، لكنها لا تملك التقنيات والمعدات المتقدمة التي تتمتع بها بريتش بتروليوم، وهو ما يجعلها الخيار الأكثر كفاءة لإجراء هذه الدراسات". كما نوه إلى "صعوبة تحديد سقف زمني دقيق لإنهاء الدراسات، نظرًا لاحتمالية حدوث تغيرات جيولوجية أو بيئية تؤثر على سير العمل".
واختتم الجواهري حديثه بالتأكيد على "أهمية هذا التعاقد مع بريتش بتروليوم، مشددًا على ضرورة التعويل على هذه الخطوة لضمان تحقيق زيادة في الإنتاج النفطي مستقبلاً".