بغداد – لندن
صفقات جديدة ومتنوعة
نشر موقع (التمويل في الشرق الاوسط) تقريراً حول زيارة رئيس الحكومة العراقية للمملكة المتحدة، أشار فيه إلى أن البلدين قد أعلنا على هامش الزيارة عن حزمة اتفاقيات تجارية ودفاعية بقيمة 12.3 مليار جنيه إسترليني (14.98 مليار دولار)، تتضمن مبادرة بقيمة 1.2 مليار جنيه إسترليني لاستخدام أنظمة نقل الطاقة المصنوعة في بريطانيا في ربط الشبكة الكهربائية بين العراق والسعودية، وتحديث قاعدة القيارة الجوية بقيمة نصف مليار جنيه إسترليني، وإنجاز مشروع البنية التحتية للمياه بقيمة 5.3 مليار جنيه إسترليني، إضافة إلى اتفاق للدفاع يهدف إلى إرساء حقبة جديدة من التعاون الأمني بين البلدين.
تعدد ميادين التعاون
ولصحيفة (The national) الناطقة بالإنكليزية، كتب سنان محمود مقالاً حول الزيارة أشار فيه إلى أنها أسفرت عن اتفاقية شراكة وتعاون "تاريخية" رفعت حجم إجمالي التجارة الثنائية لعشرة أضعاف عما كانت عليه في عام 2024، مع تأكيد البلدين على التزامهما برؤية العراق المزدهر والسيادي وبناء شراكة جديدة تركز على التجارة والاستثمار وتعميق العلاقات التعليمية والثقافية، فضلاً عن معالجة تحديات الأمن والهجرة وتغير المناخ، والاستفادة من خبرة القطاع الخاص في المملكة المتحدة في مجالات المياه والطاقة والاتصالات والبنية التحتية الدفاعية، وتأمين مشاريع استثمارية مستقبلية في قطاعات الطاقة النظيفة والأدوية والخدمات اللوجستية والخدمات المالية.
ورغم أهمية الاتفاقيات التجارية والثقافية، تكتسب العلاقة الاستراتيجية في مجال الدفاع، والتي ستؤسس لعصر مختلف من التعاون الأمني وتمهد الطريق لاتفاقية جديدة بين البلدين، وفق البيان المشترك بينهما، الموقع الأبرز في نتائج الزيارة، حيث من المتوقع أن تشمل التعليم العسكري والدعم الاستشاري البريطاني لتحقيق الإصلاح المؤسسي، وتطوير الشراكات الصناعية الدفاعية.
شراكة أمنية
ونشرت مجلة الدفاع البريطانية تقريراً لكاتبها جورج أليسون حول التعاون العسكري على هامش الزيارة، ذكر فيه بأن طائرات تايفون البريطانية مستمرة في دورياتها فوق العراق وسوريا، وذلك ضمن عملية شادر التي انطلقت في عام 2014 لدعم القوات البرية المتحالفة وإجراء ضربات جوية ضد أهداف إرهابية محددة. وأضاف الكاتب بأن هذه الطائرات قد قامت بأدوار قتالية وقدمت معلومات استخباراتية واستطلاعية بالغة الأهمية، فيما مجموعه 16255 ساعة طيران خلال العام الماضي. وأشار التقرير إلى أن تغير طبيعة التحالف العالمي، دفعت لتأطير هذا النشاط في شراكة أمنية ثنائية مع بغداد يتم إنجازها على مدى الأشهر الإثني عشر المقبلة، لاسيما بعد إعلان وزارة الدفاع عن أن لندن ستواصل دعم أمن العراق وستعمل بشكل وثيق معه لتطوير علاقة ثنائية كجزء من الانتقال إلى شراكة أمنية ودفاعية جديدة ودائمة بين البلدين.
"عصر جديد"
كما نشرت صحيفة (The Cardle) مقالاً حول الزيارة أشارت فيه إلى أن العراق والمملكة المتحدة يشيدان ما أسمته "عصر جديد" في التعاون المشترك بينهما. ونقلت عن رئيس الحكومة العراقية قوله بأن توقيت الزيارة مهم سواء بالنسبة لمسار العلاقة بين البلدين أو نتيجة للتطورات التي تتطلب المزيد من التشاور، مشيداً بالاتفاقية الأمنية المزمع إبرامها والتي اعتبرها واحدة من أهم المعالم في علاقة العراق بالمملكة المتحدة.
وذكرت الصحيفة بأن من المفترض أن تنتهي مهمة التحالف الدولي الذي تشارك فيه بريطانيا والذي تقوده الولايات المتحدة على مرحلتين وقبل نهاية 2026، وهو ما دفع ببغداد للإعلان عن نيتها إبرام اتفاقيات أمنية ثنائية مع عدد من الدول التي تشارك حالياً في هذا التحالف. وربطت الصحيفة بين توقيت الزيارة وبين المباحثات التي أجراها رئيس الحكومة العراقية مع القادة الإيرانيين الذين استضافوه قبل ذلك بيومين، وأبلغوه بأنهم لا يريدون بقاء القوات الأمريكية في العراق، لتعارضه مع " مصالح الشعب والحكومة العراقية" ولا يتفقون مع حل قوات الحشد الشعبي لأنها "ركيزة أساسية لقوة العراق"، وهما قضيتان اعتبرتهما الصحيفة جوهر حملة الضغوط الأمريكية والغربية على بغداد.
الهجرة غير الشرعية
وفيما يتعلق بالهجرة والجهود المبذولة لمكافحة مهربي البشر، ذكرت صحيفة (Ealing Time) وموقع (اDaily Express) بأن الجانبين أعلنا عن التزامهما بتعزيز التعاون الحيوي بينهما واتفقا على إعادة أولئك الذين ليس لديهم الحق في التواجد في المملكة المتحدة بسرعة، مما دفع بالعديد من المتظاهرين العراقيين المعارضين لاتفاقية العودة مع المملكة المتحدة، للتجمهر خارج داونينج ستريت، والهتاف ضد المجتمعين، رغم قيام الشرطة بمطاردتهم في شارع لندن المركزي، واقتيادهم بعيداً للسماح لسيارات الموكب بالمرور.