نظمت لجنة العلاقات في الحزب الشيوعي العراقي، ندوة حوارية حملت عنوان "مسار التنمية الصينية الجديدة.. الآفاق والتحديات"، أمس السبت 18 كانون الثاني، على قاعة قرطبة في فندق المنصور ببغداد، ضيّفت فيها سفير جمهورية الصين الشعبية لدى العراق السيد تسوي وي، وأدارها عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق ياسر السالم.
الندوة الحوارية التي استغرقت قرابة ساعتين، تحدث فيها السفير الصيني عن مراحل التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الصين في ظل قيادة الحزب الشيوعي الصيني، فضلا عن التحديات التي واجهت هذه التجربة، والعراقيل والمعوقات التي ساهمت بها الدول الغربية وامريكا على وجه الخصوص، لإفشال التجربة وخلق اضطرابات دائمة.
وأشار السفير الصيني، تسوي وي، الى غزارة التجربة الصينية وديناميكية الأفكار التي استندت اليها والمنطلقات الثابتة، لاسيما تلك المتعلقة بالتعامل مع ميزان القوى مع الدول النامية، إذ اكد ان الصين بلد نامٍ، وسيستمر بدعم البلدان النامية، وهو يعبر عن صوتها في المحافل الدولية ومجلس الأمن، ويرفض الرؤية القائمة على ان البلدان القوية بسلاحها وثرواتها تدخل في أجواء الاحترام والتعاون في اطار المجتمع الدولي، كما يروّج الغرب.
وعن العلاقات العراقية الصينية، قال تسوي وي: ان "الصين تسعى الى تطوير علاقاتها مع العراق على أساس النية الصادقة والاحترام المتبادل والكسب المشترك، وهذا العام يصادف الذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية بين الصين والعراق وكذلك يصادف الذكرى العاشرة لتوقيع بيان التعاون للحزام والطريق، وما رأيناه من تطور العلاقات يتماشى مع سياسات الصين الخارجية، وان العلاقة تتماشى مع الاسترشاد الصيني بقيام مجتمع مشترك لمستقبل البشرية".
ونوّه إلى أن "العقد الماضي تطورت فيه الشراكة الصينية العراقية بشكل مستمر، وحقّق التعاون العملي بين البلدين إنجازات مثمرة، وتكثف التواصل الإنساني والثقافي يوما بعد الآخر، وبلغ التبادل التجاري بين البلدين في العام الماضي ما يقرب من 50 مليار دولار أمريكي".
وأكمل، أن "الصين أصبحت اكبر شريك تجاري للعراق واكبر مستورد للنفط العراقي، والعراق هو ثالث اكبر شريك تجاري للصين في المنطقة وتشارك الشركات الصينية في عملية البناء في كافة المجالات، بما فيها قطاعات الكهرباء والنقل والمواصلات والاتصالات، ونشارك في بناء هذه المشاريع التي لا تخدم فقط النمو الاقتصادي للعراق، بل تأتي بالمخارج الملموسة للشعب العراقي".
وشهدت الجلسة الحوارية، حضور قيادة الحزب الشيوعي العراقي في مقدمتها الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية، وشخصيات سياسية وثقافية واقتصادية بارزة، فضلا عن مداخلات نوعية ساهم فيها الحضور.