لقد صوت شعبنا في اقليم كردستان لصالح الانتخابات البرلمانية، في ظل وضع مستقر وسلمي، وبنسبة مشاركة زادت على 70 في المائة. وهذا مؤشر واضح على أن الشعب الكردي يؤكد على أهمية ملء فراغ السلطة التشريعية، ووجود البرلمان لكيان اقليم كردستان. كما إنه يمثل درسا مهما لجميع الأطراف السياسية، من أجل عدم التفكير في المستقبل من منظور المصالح الحزبية الضيقة، وبالتالي تأجيل الانتخابات النيابية.
لقد كانت الانتخابات البرلمانية الأخيرة خطوة مهمة، وتعامل معها الشعب بمسؤولية، لكن هناك خطوات أكثر أهمية تنتظر القوى السياسية الكردستانية، أولها تشكيل حكومة إقليم كردستان، وهو ما يتطلب تطبيع الخطاب السياسي والابتعاد عن التوترات الناتجة عن خطابات الحملة الانتخابية.
إن نجاح الانتخابات لا يعني أن العملية السياسية والأزمة الحالية وكل القضايا المتعلقة بالوضع العام للشعب والمجتمع قد انتهت بانتخاب مؤسسة مثل البرلمان؛ فمن المهم أن تتذكر القوى السياسية في كردستان أن الأزمات قائمة حتى الان، وأن بناء الديمقراطية بمعناها الأوسع لا يقتصر على الانتخابات فقط.
إن إقليم كردستان ليس لديه دستور الى الآن، ولا تزال الهويات الفرعية والمحلية تهيمن علی الهوية الوطنية الكردستانية، وتستمر هيمنة الأقطاب الإقليمية مع عدم وجود خطاب كردستاني موحد للتعامل مع الحكومة الاتحادية ودول الجوار.
وتتزامن كلّ هذه القضايا مع تلك المتعلقة بإقامة الحكم الرشيد، وتحسين تقديم الخدمات، وفي توفير الحياة الكريمة والصحة والبيئة للجماهير.
وعلى الرغم من الإشكاليات التي جرت يوم الانتخابات، بما في ذلك استمرار الحملات الانتخابية بالقرب من مراكز الاقتراع، وحقيقة أن بعض البطاقات وبصمات الأصابع لم تقرأها الأجهزة، فقد أجرت كردستان انتخابات ناجحة.
ونحن إذ نهنئ جماهير شعب كردستان وكافة القوى السياسية بذلك، فإننا نعتقد، في البدء، أن الخطوة الناجحة في تشكيل الحكومة الجديدة، لا تكمن فقط في المفاوضات واتفاق الأحزاب التي تشكل الحكومة على تقاسم المناصب، بل من المهم ايضا العمل من أجل التغلب على الأزمات وتأسيس سياسة مقبولة من جانب عامة المجتمع. ومن الضروري تنظيم حوار وطني تشارك فيه كافة القوى السياسية، وإجراء تقييم نقدي لتجربة الحكم السابقة، والمشاركة في تطوير البرامج الإستراتيجية للمستقبل.
ــــــــــــــــــــــ
* افتتاحية جريدة الحزب الشيوعي الكردستاني حول الانتخابات إقليم كردستان