بدأ المحاضرون في كركوك اعتصامًا مفتوحًا مساء يوم الأحد الموافق 6 تشرين الثاني، مطالبين بحقوقهم المتأخرة منذ سنوات. وجاء هذا الاعتصام نتيجة لعدم صرف رواتبهم وتأخر التعاقد معهم على غرار زملائهم في محافظات العراق الأخرى.
محمد جواد، أحد المحاضرين المشاركين في الاعتصام، ذكر أن "المحاضرين دخلوا في إضراب عام عن الدوام إلى حين تلبية مطالبهم". وعن أبرز هذه المطالب، أكد جواد انها تتلخص بـ "صرف الرواتب المتأخرة والتعاقد معهم أسوة ببقية المحاضرين في بغداد ومحافظات الجنوب والوسط".
الإسراع في حسم الملف
وطالب جواد مديرية تربية كركوك، خلال حديثه لـ "طريق الشعب"، بالإسراع في حسم هذا الملف من خلال رفع أسمائهم إلى مجلس محافظة كركوك، ليتم إرسالها بكتاب رسمي إلى وزارة التربية للتعاقد معهم ضمن ملحق المحاضرين.
وأضاف أنه "لن يكون هناك تراجع من جانبهم، حيث يعتزم المحاضرون الاستمرار في الاعتصام وتسجيل أسماء جميع المحاضرين المجانيين لضمان الحصول على حقوقهم بشكل كامل".
وأوضح جواد، أن "مجلس محافظة كركوك وجه كتابا بتاريخ 9 تشرين الاول إلى إدارة تربية كركوك، ولم يتم اتخاذ أي إجراء بشأنه حتى الآن. الكتاب يتضمن طلبًا لتزويد المجلس بأوليات المحاضرين المجانيين"، لافتًا إلى أنه "بالرغم من مرور أربع سنوات، إلا أنه لا توجد قاعدة بيانات رسمية لدى مديرية التربية للمحاضرين المجانيين"، فيما تساءل عن دور المسؤولين في المديرية!
وأضاف جواد، أن "المحاضرين مستمرون في اعتصامهم، احتجاجًا على هذا التأخير وعلى عدم اتخاذ أية خطوات حاسمة لتحسين أوضاعهم أو تنظيم عملهم بشكل رسمي ضمن المديرية".
نقص الكوادر
ويقول أحد الصحفيين في كركوك الذين أجروا تغطية شاملة لقضية المحاضرين، محمد شهيد زادة، إن "المدارس في المدينة تعاني من نقص الكوادر، خاصة في الأقضية والنواحي، وهي بحاجة ماسة لكوادر تعليمية". ويبين شهيد زاده لـ "طريق الشعب"، أن "المحاضرين في محافظة كركوك خرجوا في عدة تظاهرات ووقفات احتجاجية للمطالبة بحقوقهم"، مشيرًا إلى أن هذه الاحتجاجات استمرت لأكثر من أربع إلى خمس سنوات، ورغم ذلك، لم تتحقق مطالبهم حتى الآن.
وأوضح أن مدير التربية في كركوك رفض الإدلاء بأي تصريحات حول توفير درجات وظيفية، مؤكدًا عدم توفر أية درجات في الوقت الحالي. وأضاف شهيد زاده أن "هناك مشاكل تعيق مناقشة الدرجات الوظيفية المتاحة في المحافظة"، موضحا أن هناك ما يقارب 8100 درجة وظيفية متاحة في كركوك، ولكن عدم تشكيل المجلس حال دون استغلال هذه الدرجات.
وأكد، أن الاحتجاجات مستمرة حتى هذه اللحظة، وأن الاعتصام لا يزال مفتوحًا أمام مديرية تربية محافظة كركوك، مشيرا الى ان "نقيب المعلمين في كركوك قد التقى بمجموعة من المعلمين، وأعرب عن جهوده لنقل مطالبهم إلى إدارة كركوك ومديرية التربية، إلا أنه لم يتمكن من تقديم وعود بشأن الدرجات الوظيفية لأن هذه الدرجات لم تُطلق حتى الآن".
من جانبه، أوضح حسان الجبوري، نقيب المعلمين العراقيين في محافظة كركوك، أن هناك توجيهات تتعلق بالمحاضرين المجانيين في المدارس، مشيرًا إلى وجود حاجة لبعض المدارس لهذه الفئة.
وأضاف الجبوري في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "كتابًا صدر من المحافظ يطلب تزويد المحافظة بأسماء المحاضرين المجانيين المتواجدين فعليًا في المدارس".
عدم وضوح الآلية
ومع ذلك، أشار حسان إلى عدم وضوح الآلية التي سيتم اتباعها لتزويد المحافظة بتلك الأسماء، مقترحا أنه من الأفضل أن تكون هذه العملية منظمة، حيث يتم إدراج أسماء المحاضرين ضمن جدول الحصص الدراسية، ويتم اعتمادها من قبل إشراف تربوي، سواء من المدير أو المعاون في تربية كركوك.
كما أشار إلى أن المحاضرين الذين عملوا في المدارس لسنة أو سنتين يجب أن يتم الاعتراف بهم، وذلك عبر حضورهم إلى المدرسة تحت إشراف المشرفين التربويين.
ويأتي هذا الاعتصام في سياق التحركات الاحتجاجية المتزايدة في العراق للمطالبة بتحسين أوضاع المحاضرين، الذين يُعتبرون جزءًا أساسيًا من العملية التعليمية في البلاد، إلا أنهم لا يزالون يواجهون صعوبات مالية وإدارية بسبب تأخر تسوية أوضاعهم.