اخر الاخبار

يحتفل شباب العالم اليوم 12 من آب بيومهم الدولي، وتأتي المناسبة في هذا العام وسط مجموعة من التحديات والأزمات العالمية، وتزداد الأمور تعقيداً بسبب الصراع الدائر الذي يقوده تجار الحروب والامبريالية ولادة الأزمات. فلا تزال الحرب مستعرة بين روسيا وأوكرانيا، والصراع يتصاعد في الشرق الأوسط، وتستمر حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، وتتفاقم معاناة السودانيين نتيجة الحرب، فيما يشهد العديد من البلدان تصاعد التوترات وتصل إلى استخدام السلاح لفض النزاعات، ويبقى المتضرر الأكبر منها الشعوب والشباب على وجه الخصوص.

وفي هذا المناسبة نحيي الشعب الفلسطيني الصامد الذي يتعرض إلى الإبادة الجماعية من قبل الاحتلال الصهيوني وبدعم كبير من الولايات المتحدة والدول الغربية، وتواطؤ عربي رسمي.

وفي بلدنا أدت الأزمة المستعصية نتيجة حكم منظومة المحاصصة والفساد، إلى الفقر والبطالة والحرمان، وقلة الخدمات، وسوء التعليم، وانتشار المخدرات والجهل والامية، وارتفاع حدة الجريمة وانتشار السلاح خارج نطاق الدولة، وتزايد دور المليشيات، وتوسع ظاهرة التصحر وتلوث الهواء والبيئة، وتراجع الثقافة، وقلة المنجزات الرياضية، وغياب الإبداع والفن، وتراجع البلد في كافة المستويات.

فيما تعيش نساء البلد من الشابات أوضاعا صعبة جداً ومعقدة للغاية بسبب الظروف المحيطة بهن، وآخرها محاولة تشريع تعديل قانون الأحوال الشخصية النافذ وعدم مساواتها بالرجل وفق الدستور والقانون.

وتواجه الشبيبة هذه الأوضاع المأساوية بالاحتجاج السلمي والنضال المستمر من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة، فيما تمارس قوى الحكم أساليب قمع وحشية لثنيهم عن تحقيق مطالبهم العادلة، اذ يجري رفع الدعاوى الكيدية ضد الناشطين والصحفيين، ويتم التقييد على نشاط منظمات المجتمع المدني، وجرى منع نشاط اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق من العمل في الجامعات والمدارس، وتستمر محاولة تشريع قوانين تحد من حرية التعبير، ويتعرض المحتجون باستمرار إلى القمع الوحشي.

ووسط هذه الأوضاع المأساوية، جرى تشكيل مجلس أعلى للشباب، العام الماضي، من قبل الحكومة العراقية، لكن نتائج هذا المجلس أظهرت وبشكل واضح هيمنة المنظومة السياسية على نشاطاته في محاولة لشراء الذمم والكسب الانتخابي، فلم نشهد منذ عام أي قرار يصب في مصلحة الشبيبة العراقية، رغم ما خصص من أموال كبيرة لهذا المشروع.

ووسط هذه الظرف، لا تزال الرياضة العراقية وهي المتنفس الأهم للشبيبة العراقية في أدنى مستوياتها، فما يحصل هو الاهتمام في كرة القدم فقط، والذي يسوده الكثير من الملاحظات نتيجة الفساد وتدخل القوى السياسية المتنفذة في إدارة هذا المجال. فيما يغيب دور وزارة الشباب والرياضة على المستويات الأخرى الثقافية والابداعية والعلمية، والمثال الصارخ هو تحويل المراكز الشبابية إلى الاستثمار للتجار ورجال الأعمال.

إن زملاءنا في اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، يناضلون وسط هذه الأوضاع المأساوية، ويعملون مع بنات وأبناء البلد، وقوى التغيير، إلى تحقيق التغيير المطلوب، والخلاص من منظومة المحاصصة والفساد، ويؤكدون على:

  • حصر كافة التعيينات والعقود بمجلس الخدمة الاتحادي، وعليه النهوض بهذه المهمة بدون تمييز ومنح الوظيفة للأكفاء، بعيداً عن سيطرة الأحزاب والجهات المتنفذة ووزرائهم.
  • الغاء جميع قرارات الاستثمار التي صدرت من الوزارة والمحافظين للمراكز الشبابية، وإعادة العمل بها بالشراكة مع المنظمات والاتحادات الشبابية وتطويرها لتكون أماكن ريادية لنشاط الشباب وإبداعهم.
  • ان يعمل المجلس الأعلى للشباب بشفافية كبيرة وإشراك المنظمات المهنية الممثلة للشباب، في المبادرات والقرارات، والحرص على منع تسييس هذا الملف واتخاذه لصالح الأحزاب والشخصيات المتنفذة.
  • إلغاء قرار منع المنظمات الديمقراطية في ممارسة دورها في الجامعات والمدارس والعمل على تشريع قانونها الذي يتيح لها تمثيل الطلبة بصورة أفضل.
  • الكف عن استخدام الرياضة العراقية، كوسيلة للفساد وفسح المجال أمام الرياضيين والمواهب والمختصين في إدارة شؤون الرياضة.

في هذا اليوم نتوجه بالتحية إلى شبيبة وشعوب العالم، وهم يواصلون نضالهم من أجل السلم الوطيد والديمقراطية والعدالة.

يا شبيبة بلدنا المتطلعين إلى الغد المشرق، لتتوحد كلمتنا من أجل عراق خال من الطائفية والفساد ويسود فيه العدل والمساواة واحترام حقوق الانسان.

المجد لشهيدات وشهداء الشبيبة العراقية

بغداد 12 / 8 / 2024