اخر الاخبار

بين صمت بغداد وتمادي أنقرة

لموقع «المونيتور» كتبت امبرين زمان مقالاً عن توغلات قوات الجيش التركي، براً وجواً، داخل الأراضي العراقية، أشارت فيه إلى أن مسّيرة تركية قصفت قبل يومين سيارة في قرية تل قصب في قضاء سنجار، بحجة أن لبعض ركابها علاقة بحزب العمال الكردستاني المحظور، مما أدى إلى مقتل صحفيين وسائقهما وأحد المارة، وهو نشاط يومي الحدوث ولأكثر من مرة وفي أكثر من مكان في كردستان العراق، دون رد جدي من الحكومة في بغداد. ونسبت الكاتبة لفرق صنع السلام المجتمعية (CPT)، قولها، إن 238 قصفًا تركيًا، ضمن سلسلة اعتداءات على السيادة والمواطنين الآمنين، قد أدى إلى نزوح جماعي من 602 قرية في جميع أنحاء دهوك وحرق 20 ألف دونم من الأراضي الزراعية.

الحال في سنجار

وذّكرت الصحيفة بتعرض سنجار، كموطن مهم للمكون الإيزيدي في العراق، لحملة جماعية على يد داعش الإرهابي في عام 2014، تلك الحملة التي راح ضحيتها آلاف المواطنين، وسببت تدخلاً من حزب العمال الكردستاني لمساعدة إخوتهم الكرد وإنقاذ العديد منهم من المذبحة. وحين تم تحرير المناطق من الإرهابيين، هيمنت عليها قوى مختلفة، من فصائل مسلحة عراقية وجماعات إيزيدية مسلحة موالية لحزب العمال وقوات من إقليم كردستان. ويبدو، حسب المقال، بأن ذلك أغاظ الأتراك بشكل كبير حيث أعلن وزير خارجيتهم هاكان فيدان عن وجود حاجة إلى تطهير سنجار من حزب العمال الكردستاني، الذي يساهم في دعم قوات سوريا الديمقراطية، على الجانب الآخر من الحدود، التي تحاذيها أراضي سنجار.

توسع العمليات

وبين المقال بأن النشاطات العسكرية التركية التي بدت دورية فيما مضى، شهدت اتساعاً كبيراً في الأونة الاخيرة، خاصة بعد قيام أنقرة بنقل قوات برية كبيرة من كوكوركا في مقاطعة هكاري التركية إلى داخل الاراضي العراقية، لتعزيز وتوسيع القواعد والمواقع الاستيطانية التركية في محيط الزاب وجبال متين وكارا، وهي سلسلة من الجبال تقع جنوب الحدود التركية في محافظة دهوك. كما تزامن توغله المتواصل منذ نيسان الماضي، مع العديد من الغارات بالطائرات الحربية والطائرات بدون طيار والمروحيات. ونسب المقال إلى ناطقين باسم حزب العمال الكردستاني اعترافهم بتحقيق تركيا لتقدم ملحوظ، رغم صمود مقاتلي الحزب، واستخدامهم الأنفاق للتخفي والطائرات المسيرة لإيذاء العسكر التركي.

الاحتواء أم الإنهاء

وفيما أكد مسؤول عراقي للكاتبة، فضل عدم ذكر اسمه، على عدم قدرة تركيا القضاء على حزب العمال الكردستاني نهائياً، أو تحييد مسؤوله العسكري، المقيم في جبل كاره، والمدعو كارايلان، أشار المقال بأن هناك من يرى بأن مشروع تركيا يقتصر على التحكم بحدودها مع العراق وسوريا، أو ربما تحسين قدراتها التفاوضية مع حزب العمال الكردستاني في إطار تسوية سلمية، قد يحتاجها أردوغان لتغيير الدستور والحصول على ولاية رئاسية ثالثة، لاسيما وأن لحزب المساواة والديمقراطية للشعوب، القريب من حزب العمال قدرات، قد تكون مفيدة للرئسي التركي في جهوده هذه.

موقف بغداد

وأوضح المقال بأن الحكومة العراقية، وإن لم تنعت حتى الآن حزب العمال الكردستاني بالإرهاب، إلاّ أنها استجابت لطلب أردوغان أثناء زيارته الاخيرة لبغداد، فتعهدت بالعمل ضد هذا الحزب وحظرت نشاطه في البلاد. واعربت الكاتبة عن اعتقادها بأن حاجة العراق لتعاون وثيق في مشروع «طريق التنمية»، قد يكون من الدوافع المهمة لتلك الإستجابة، فللمشروع هدف سياسي لرئيس الحكومة الطامح لولاية ثانية كما يكتسب أهمية في السعي لتعزيز استقلالية الحكومة عن ضغوط الجارة الشرقية من جهة وخطط التفاهم مع أربيل من جهة أخرى، ولهذا فإن استتباب الأمن على الحدود ركن مهم من أركان نجاح المشروع.