من البصرة الى أربيل، تتواصل التظاهرات الاحتجاجية على تردي الخدمات وتراجع ساعات التجهيز الكهربائي في غالبية مناطق البلاد، فيما عاد الحراك الاحتجاجي الخاص بسلم الرواتب الى الواجهة مرة أخرى، حيث هددت ممثليات وتنسيقيات المحافظات بتظاهرة مركزية مفتوحة ومستمرة أمام المنطقة الخضراء ببغداد، للضغط على الحكومة والاستجابة لمطالبهم.

تهديد بتظاهرة مفتوحة

وحددت اللجنة التنسيقية المركزية لموظفي العراق في كل الوزارات، يوم 20 تموز الجاري، موعداً لانطلاق تظاهرة مفتوحة من منطقة العلاوي إلى بوابة التشريع في المنطقة الخضراء، للمطالبة بإقرار سلّم الرواتب الجديد.

وذكرت اللجنة في بيان اطلعت عليه “طريق الشعب”، أنه “بعد اجتماع كل ممثليات وتنسيقات العراق الخاصة بقانون الخدمة المدني وتعديل سلم الرواتب وتحت شعار (برعاية سلم الرواتب حصرا) قررنا الإعلان عن تظاهرة مفتوحة ومستمرة، ويكون التجمع في منطقة العلاوي وتنطلق سيراً على الأقدام باتجاه بوابة التشريع في المنطقة الخضراء وكما تم تخويل ممثلين بالتفاوض واللقاءات مع أصحاب القرار بالحقوق التالية”.

وأشار البيان إلى أن الحقوق تتضمن “الضغط على الحكومة لأجل التسريع بإجراءات التصويت على مشروع قانون الخدمة وإرساله إلى مجلس النواب لتشريعه، على أن لا يتعدى سنه 2024 حصرا، وإبقاء الضغط والتظاهرات والاعتصامات مفتوحة سواء كانت المركزية منها أم في المحافظات، لحين تحقيق المطالب، فضلا عن إشراك المنظمات النسوية في عموم العراق بالمظاهرات الخاصة بقانون الخدمة وسلم الرواتب”.

تظاهرات البصرة تتجدد

من جانب آخر، جدد محاضرو واداريو 2020 في البصرة، تظاهراتهم امام مبنى مديرية التربية، مطالبين بحسم ملف تعيينهم.

وقال عدد منهم، إنهم مستمرون بالتظاهر والاعتصام لحين تحقيق مطالبهم التي تمثلت بإكمال قاعدة البيانات ومحضر الاحتياجات الفعلية للأقسام الخارجية الـ 19801 والاعتراضات والتظلمات ورفعها للوزارة. كما طالبوا بحسم ملف التشابه والـ 641 اسم المحذوفين ومعالجتهم، فضلا عن حسم ملف الـ 52 ألف ومعالجته ضمن الدرجات الشاغرة.

وأكد المحتجون أنهم سيلجأون إلى التصعيد، في حال لم ترد اجابات على طلباتهم من قبل الجهات المعنية.

وقال ممثل خريجي ملاك تربية البصرة محمد الموسوي، أنهم يطمحون للوصول الى ايجاد الحلول وحسم هذا الملف بشكل نهائي من قبل الوزارة، نظرا لما أكدته مديرية التربية أن قاعدة البيانات جاهزة ومتكاملة، وهي بانتظار ايعاز من وزارتي التربية والمالية ليتسنى رصد الأموال لهم.

وأضاف الموسوي قائلا: “خرجنا للمطالبة بإعداد قاعدة بيانات لملف 19 ألف درجة، وتوفير التخصيص المالي لهم ومعالجة الأسماء التي سقطت سهواً وهي 700 اسم ومعالجة التشابه الذي صدر خطأ من تربية البصرة بحذف الأسماء المتكررة وهو حق الموجودين، فحالياً يتنافس على الاسم الواحد من 4 إلى 10 أسماء، اضافة إلى معالجة ملف الـ 52 الذين ظهرت أسماؤهم في وجبات نشر التربية”.

السماوة وديالى تطالبان بالخدمات

إلى ذلك، تظاهر عدد من أهالي منطقة آل معالي في السماوة، مطالبين بتوفير الخدمات فيما قاموا بحرق الإطارات في تقاطع قريب من تلك المنطقة.

وذكر عدد منهم إن مطالبهم تتمحور حول تحسين الخدمات بشكل عام ومنها الطرق والماء وردم المستنقعات وشمول منطقتهم بالمشاريع سواء كانت من المحافظة أو الجهد الخدمي.

وفي ديالى، أفاد مصدر محلي بانطلاق تظاهرة مطالبة بتحسين الخدمات والكهرباء في قضاء المقدادية شمال شرقي المحافظة.

ونقلت وكالات الأنباء عن المصدر قوله: أن “العشرات من المواطنين بينهم موظفون في تربية قضاء المقدادية نظموا تظاهرة وسط القضاء مطالبين بتحسين الخدمات وتوفير التيار الكهربائي لاسيما بعدما ازدادت انقطاعاته في المنازل والمؤسسات الحكومية”، لافتا إلى أن “الأجهزة الأمنية انتشرت في مكان التظاهرة لتأمين المتظاهرين، فيما تم رفع مطالبهم للجهات الحكومية”.

تظاهرة على طريق بغداد - كركوك

من جهة أخرى، نظم العشرات من العاملين في قسم تحشية سد الموصل إضرابهم عن العمل، قبل ان يقرروا العودة الى عملهم بعد تلقيهم وعودا بصرف مستحقاتهم المالية والمتعلقة بالخطورة والإطعام منذ ستة أشهر.

وعلى صعيد منفصل، اغلق العشرات من المزارعين في ناحية طوز خورماتو، الواقعة جنوبي كركوك، الطريق الدولي الذي يربط بين بغداد ومدن إقليم كردستان، احتجاجًا على تأخر وزارة التجارة في استلام محاصيلهم الزراعية، لا سيما محصول الحنطة.

وقال أحد المتظاهرين ويدعى (علي قدوري)، إن “المئات من الفلاحين تجمعوا وقطعوا الطريق الرئيس بين بغداد وكركوك عند سايلو ناحية تازة، احتجاجًا على عدم استلام محاصيل الحنطة التي قمنا بتوريدها إليهم منذ عدة أيام”، مضيفا “نحن نواجه مشكلات كبيرة حيث يقف الفلاحون في طوابير أمام السايلو، بينما الموظفون لا يقومون بعملهم في استلام المحصول”.

وأضاف: “مطالبنا بسيطة ومباشرة، وهي أن يتم استلام المحصول من قبل السايلو. وإذا لم تتم الاستجابة لمطالبنا، فسنلجأ إلى تصعيد الموقف”.

وقال المزارع عباس البياتي “قمنا بقطع الطريق بسبب تعنت موظفي سايلو تازة وعرقلة استلام المحاصيل، إضافة إلى وجود مظاهر محاباة ووساطات في عملية التسليم وصرف الأجور”، مؤكدا أن “الاقتراب من إنهاء موعد استلام المحصول وفقًا للجدول الزمني المقرر من قبل وزارة التجارة، وهناك آلاف الأطنان من الحبوب تنتظر استلامها من قبل الحكومة”.

غضب شعبي في الديوانية

هذا وأغلق متظاهرون في الديوانية، طريقا غربي المدينة على خلفية موضوع نقل محولة كهرباء.

وقال مواطنون في المحافظة، إن المئات تظاهروا في قضاء الشنافية غربي الديوانية، واغلقوا طريق مصفى الشنافية وايضا في مركز المدينة.

وفي وقت سابق، أعلن عضو مجلس محافظة الديوانية جعفر الموسوي عن اصدار المحافظ أمرا برفع محولة كهرباء في الشنافية وتحويلها الى مكان آخر، وبعد أن اعترض المواطنون على هذه الخطوة وأوقفوا العمل تعرض نحو 20 شابا إلى الاعتقال.

تظاهرات جديدة في بغداد

وشهدت منطقة الزعفرانية جنوب شرقي بغداد، تظاهرة احتجاجية ضد واقع التيار الكهربائي.

وقال مصدر محلي، إن “أهالي الزعفرانية احتجوا على سوء التيار الكهربائي في المنطقة وأن المحتجين قطعوا أحد طرق المنطقة كخطوة تصعيدية نتيجة عدم الاستجابة لمطالبهم”، مشيراً الى أنهم طالبوا بمحاسبة المقصرين”.

ولوّح الأهالي بتحويل تظاهراتهم التي باتت شبه يومية إلى اعتصام مفتوح في قلب المدينة، احتجاجاً على عدم إيجاد الحلول لمشاكل الكهرباء المستمرة في الأحياء، مبيّنين أن المشكلة الرئيسة تتعلق بالصيانة وأن مسؤولي الصيانة في الزعفرانية غير متفاعلين مع مطالب سكّان المدينة حيث طالبوا بإقالة مدير صيانة كهرباء الزعفرانية وأخيه مدير القابلوات في القاطع.

وفي بغداد أيضا، نظم العشرات من حملة الشهادات العليا والدبلوم العالي تظاهرة احتجاجية امام مبنى مجلس الخدمة الاتحادي، مطالبين بتوزيع الدرجات الوظيفية لمستحقيها، بعيدا عن المماطلة والتسويف

كما شهدت أربيل خلال الأيام الماضية تظاهرة نسوية احتجاجا على استمرار انقطاع مياه الشرب.