اخر الاخبار

شهدت مناطق متفرقة في محافظات واسط، السماوة، ديالى، الديوانية وبغداد خلال اليومين الماضيين تظاهرات غاضبة نددت بسوء تجهيز الطاقة، والانقطاعات المستمرة للكهرباء في أجواء الصيف اللاهبة والمعاناة اليومية للمواطنين، مقابل عدم إيجاد اي حلول ملموسة لهذه الأزمة.

تظاهرة كبيرة في واسط

وتظاهر المئات من المواطنين أمام بوابة محطة واسط الحرارية في قضاء الزبيدية، احتجاجا على الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.

وقال مراسل «طريق الشعب» شاكر القريشي: أن المئات من أهالي واسط تجمعوا أمام بوابة المحطة وعبّروا عن غضبهم ازاء واقع الكهرباء والانقطاعات الطويلة والتجاهل المستمر لمطالباتهم بحل هذه المشكلة، داعين إلى عدم التجاوز على حصص مناطقهم المقررة من قبل وزارة الكهرباء.

وطالب المتظاهر والناشط المدني عليوي الهندي، الحكومة عبر «طريق الشعب» بـ»التدخل الفوري لحل مشكلة الكهرباء ومحاسبة المقصرين من المسؤولين في حكومة واسط، وارجاع حصصنا المقررة، لأن معاناتنا كبيرة بسبب التلوث البيئي والانبعاثات السامة المتولدة من المحطة الحرارية التي تسببت باصابة المئات من المواطنين بالأمراض السرطانية والجلدية»، مشيرا الى شكاوى المواطنين من «مجاري الأحواض الجرثومية في نهر دجلة، لما لها من تبعات خطرة على حياتهم».

من جانبه، أكد المتظاهر الشيخ جليل ابراهيم البطيخ لـ»طريق الشعب»، أن «أهالي واسط يرفضون هذا الواقع ويعتبرونه جزءا من نتائج الفساد والفشل»، مطالبا رئيس الوزراء بالتدخل الفوري «لحل مشكلتنا وتوفير الكهرباء ورفع المعاناة اليومية عن كاهل المواطن، خلال اجواء الصيف التي وصلت إلى درجة نصف الغليان»، مؤكدا تمسك الأهالي بمطلب إبعاد الفاسدين عن صناعة القرار ورفض التفاوض مع اعضاء مجلس المحافظة او نواب واسط، لانهم عاجزون عن تقديم الخدمات وحل مشكلة الكهرباء.

وأشار المتحدث إلى أن «الأهالي مستاؤون من حرمانهم من الكهرباء، في حين تتواجد في محافظتهم أكبر محطة توليد في الشرق الأوسط، التي تنتج (3000 ميكا واط يوميا)، اضافة إلى ما تخلفه من ملوثات بيئية وصحية خطرة جدا وأمراض سرطانية وغيرها»، مشيرا الى «استعداد الأهالي لإقامة دعوى قضائية ضد وزارتي الكهرباء والبيئة، بسبب تجاهل الانبعاثات الغازية السامة وسكب فضلات الأحواض الجرثومية في نهر دجلة، كما أن الأهالي يحمّلون الحكومة المحلية مسؤولية عدم المتابعة والمطالبة بزيادة حصص مناطق واسط من التيار الكهربائي الوطني».

السماوة تهدد

من جانب آخر، نظم أهالي مناطق «آل عبس» في السماوة، تظاهرة نددت بسوء تجهيز الطاقة الكهربائية.

وأفاد مواطنون من المحافظة لـ»طريق الشعب»، بأن «الأهالي تجمعوا أمام محطة للكهرباء في قضاء السوير، واحتجوا على تذبذب تجهيز الكهرباء في منطقتهم».

وقال عدد منهم، إنّ التظاهرة تهدف لإيصال صوت أبناء المنطقة المطالبين بتحسين واقع الكهرباء، بعد أن شهدت انقطاعات متواصلة في ظل أجواء الصيف اللاهبة، مهددين بالتصعيد الاحتجاجي خلال الأيام المقبلة في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

تصعيد في ذي قار

وفي الناصرية، هدد أهالي منطقة حي الشهداء بالتصعيد الاحتجاجي بسبب انقطاعات التيار الكهربائي المتكررة في المنطقة.

وأمهل متظاهرون خلال تجمع احتجاجي نُظم في المنطقة، دائرة الصيانة «ساعات محدودة» لاستقرار التجهيز، وبمعدل اربع ساعات مقابل ساعتين انقطاع. وبخلافه سيغلق المحتجون الدائرة.

وفي السياق، وجه عدد من أهالي قضاء قلعة سكر شمال محافظة ذي قار رسالة إلى رئيس الوزراء ووزير الكهرباء والحكومة المحلية بالمحافظة حول معاناتهم من تردي واقع الكهرباء والماء والطرق.

وقال المواطنون في فيديو اطلعت عليه «طريق الشعب»، أن «واقع الكهرباء مترد، والقضاء يعاني من الظلم ويواجه العديد من المشاكل، وأن انقطاعات الكهرباء مستمرة في ظل غياب الصيانة»، داعين جميع الجهات المعنية إلى إنقاذهم من هذا الواقع.

ديالى: سنقطع الطريق الدولي

إلى ذلك، هدد محتجون من قضاء الخالص شمالي محافظة ديالى، بقطع طريق بغداد ـ كركوك الدولي والإطاحة «برؤوس وكراسي» في حال عدم حلّ مشكلة الكهرباء في مناطقهم.

وقال عمار السلامي، أحد منظمي الاحتجاج، في بيان ألقاه في وقفة احتجاجية: إن «مركز قضاء الخالص وجميع القرى يوصلون رسالة استنكارية ويؤكدون أنهم سيجتمعون للتظاهر وقطع طريق بغداد - كركوك إذا لم يوضع حل لمشكلة الكهرباء، خصوصاً في الخالص، فأوضاع القضاء متردية على مختلف الصعد».

وأضاف، ان «ما يجري هو إساءة لمدينة الخالص ولتضحياتها التي كانت سبباً في جلوس المسؤولين على كراسيهم»، متوعدا بأنه «إذا لم يتم حلّ مشكلة تردي واقع الكهرباء سنخرج بتظاهرة عارمة تسقط فيها الرؤوس والكراسي التي يجلسون عليها».

وأشار السلامي إلى أن «مطالب أهالي الخالص هي إلغاء ساعة التصفير وزيادة حصة الخالص من 100 إلى 130 ميغاواط، ومتابعة عمل موظفيّ محطات توزيع الكهرباء المسؤولين عن القطع المبرمج غير المنصف للتيار الكهربائي، ومعالجة سوء الخدمات».

تظاهرات مستمرة في الديوانية

وفي سياق الاحتجاجات المطالبة بتحسين واقع الكهرباء، خرج المئات من أهالي الديوانية في تظاهرات عارمة نددت بتراجع ساعات التجهيز، خلال الصيف.

ونظم أهالي قضاء غماس (50 كم غربي الديوانية) تظاهرة مسائية بسبب تردي تجهيز الطاقة الكهربائية. وفي وقت لاحق، جدد الأهالي تظاهراتهم احتجاجاً على الانقطاعات المتكررة والتي تزامنت مع ارتفاع درجات الحرارة. وتجمع المتظاهرون في مركز القضاء قبل أن يتوجهوا نحو دائرة الكهرباء في محاولة لاقتحامها. وقال أهالي المنطقة، أن الشباب خرجوا للاحتجاج على واقع الكهرباء المتردي في هذا القضاء، الذي يعد الأكبر في محافظة الديوانية، لكنه يعاني من تهميش واضح في توزيع الكهرباء وكثرة الانقطاعات، فضلاً عن التمييز بين مناطق غماس نفسها، حيث تحظى بعض المناطق بخط طوارئ لا ينقطع 24 ساعة، بينما يعيش الآخرون في ظلام دامس.

غضب شعبي شرقي بغداد

وتجمع عدد من أهالي منطقة الزعفرانية شرقي بغداد أمام محطة صيانة الكهرباء في شارع المعهد، مطالبين بإصلاح المحولات الكهربائية في المنطقة.

واتهم المحتجون المسؤولين المحليين في دائرة الكهرباء «بالتواطؤ مع أصحاب المولدات الأهلية لرفع أجور الاشتراكات مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة»، كما طالبوا «بتخصيص محولات إضافية لمنطقتهم أسوة ببقية مناطق بغداد فضلاً عن إبعاد الفاسدين من مسؤولي الدائرة عن المنطقة».

ومن جانب آخر، نظم أهالي منطقة القادسية، غربي بغداد، وقفة احتجاجية، طالبوا خلالها بإيقاف مشروع بناء الجسر الجديد.

واحتج العشرات من أهالي المنطقة قرب مجسر القادسية، مطالبين بإيقاف مشروع بناء المجسر الجديد، معتبرين انه يعيق حركتهم ويؤثر على جغرافية منطقتهم.