اخر الاخبار

العراق في اليوم العالمي للمتاحف

بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، والذي يصادف 18 أيار من كل عام، كتب هوا شيا مقالاً لوكالة شينهوا الصينية، أشار فيه إلى أنه ورغم مرور 21 عاماً على الاحتلال الأمريكي للعراق، فإن الجروح التي سببها النهب المبرمج للآثار والذي أعقب الغزو، مازالت نازفة، فيما يشكّل ما شُفي منها ندوباً قاسية.

حضارة عظيمة

وتحدث المقال عن حضارة العراق القديمة، والتي يعود تاريخها لآلاف السنين وتختزن كنوزاً كثيرة، وكيف أوجدت حالة الفوضى التي سببها الإحتلال، فرصاً كبيرة لنهبها وتهريبها سواء من المتاحف أو من المواقع الأثرية غير المحمية. وأضاف الكاتب بأن القوات الأمريكية كانت قد تمركزت في منطقة العلاوي وسط مدينة بغداد، حيث يقع المتحف الوطني، لكنها لم تحرك ساكناً، وهي تراه يُنهب بشكل مخطط له، من قبل العصابات والمافيات، مما أدى لفقدان ما يقارب 15 ألف قطعة أثرية، لم يتم استعادة الكثير منها حتى الآن.

وأشار الكاتب إلى أن الانسحاب غير المسؤول للقوات الأمريكية من العراق في نهاية عام 2011 قد أدى هو الآخر إلى حدوث فراغ أمني مفاجئ، أتاح فرصة مهمة لجماعة داعش الإرهابية كي تنمو وتتطور، وتسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في شمال وغرب العراق العام، 2014، ومنها محافظة نينوى، التي تعرض متحفها ومدينتا الحضر والنمرود الأثريتين، التابعتين لها، إلى التدمير وإلى نهب وتهريب العديد من آثارها التاريخية.

محاولات الاسترداد

وأكد المقال على قيام المؤسسات العراقية ذات الصلة، وعلى مدى سنوات طويلة، ببذل جهود كبيرة وبالتعاون والتنسيق مع الدول الأخرى، من أجل استعادة بعض الآثار المنهوبة والمهربة، والتي قدرتها وزارة الخارجية بآلاف القطع الأثرية والمخطوطات والكتب واللوحات الفنية اللامعة.

لكن خبراء ومراقبين عراقيين، ابلغوا الكاتب بأنه ورغم هذه النجاحات، فإن هناك تحديات كبيرة تواجه السلطات العراقية، بما في ذلك استمرار السرقات والحفريات العشوائية، خاصة في المواقع الأثرية البعيدة عن المناطق الحضرية أو في الأماكن غير الخاضعة للرقابة الحكومية، مؤكدين على الحاجة لحماية المواقع الأثرية وتقديم دعم مالي وتقني ولوجستي من الحكومة للعاملين في هذا القطاع.

سياحة أم مغامرة

ولصحيفة (مجتمع نيويورك) كتبت شارون هوكس تقريراً عن السياحة في مهد الحضارات، أشارت فيه إلى أن فكرة زيارة الآثار العراقية، التي يرجع تاريخها لآلاف السنين، ما زالت تبدو مغامرة غير محسوبة النتائج لدى الكثيرين، لاسيما حين يتم في العراق إطلاق الصواريخ من السماء للأرض أو بالعكس، أو يستخدم جيران هذا البلد أرضه وسماءه أحياناً في تصفية بعض حساباتهم السياسية.

لكن الكاتبة نقلت لقرائها تجربتها الغنية في زيارة بابل وقيادة السيارة ذهاباً وإياباً من العاصمة، والتمتع لستة أيام في مشاهدة المواقع القديمة والثمينة واللقاء بالسكان الكرماء والودودين.

كما شددت الكاتبة في تقريرها على أن زيارة هذه المواقع التاريخية يساهم كثيراً في دراسة تاريخ العالم وفهمه، لأن وسط العراق هو المكان الذي ببساطة ابتدأ منه التاريخ، قبل 6-7 الاف سنة وعلى الأراضي الخصبة في بلاد ما بين النهرين. وأشارت إلى أنه وقبل الإنجازات المصرية واليونانية والرومانية، كان السومريون في بلاد ما بين النهرين يبنون قصورًا ومعابد عملاقة من الطوب والطين، ويبتكرون القوس والقبو والعجلة والتهوية وأنظمة الكتابة وغيرها من المميزات الأساسية التي «تمت إعادة اكتشافها» لاحقاً. ورغم ما تعرضت له المتاحف العراقية في بغداد والناصرية، من تخريب ونهب، فإنها ما زالت تضم مجموعة متنوعة رائعة من التحف التي تعّد من أقدم الأشياء على وجه الأرض.