اخر الاخبار

هوعبد الجبار احمد المشايخي النجار (1917 – 1976) ولد في منطقة الفلاحات في جانب الكرخ ببغداد، لقب بالنجار كونه يعمل في النجارة، وقدعمل في مدينة الكاظمية نجارا متجولا يدفع عربته مخترقا شوارعها وازقتها بحثا عمن يحتاج اليه في اصلاح ما انكسر من ابواب او قطع أثاث،

عمل لفترة موظفا في مديرية النشاطات الطلابية بجامعة بغداد. كان شاعرا شعبيا مبدعا ترك وراءه بصمات فنية رائعة لم تنسها الاجيال على مر الازمان والعصور، ويعتبر من اهم شعراء الاغنية البغدادية المعروفين في العراق في ثلاثينييات القرن الماضي وفي تأريخ الاغنية العراقية. بدا يكتب الاغنية البغدادية الشعبية وعمره لم يتجاوز الثانية عشرة عاما، لقد غنى المطربون العراقيون المشاهير من اشعاره اجمل الاغاني التي امتازت بالجمال و الرقة و الاصالة و البساطة المتلائمة مع روح العصر يقول جبوري النجار في لقاء صحفي قبل وفاته: (اصبحت متخصصا في نظم عشرة انواع من الشعر الشعبي وهي الابوذية و السويحلي و الموال و النايل و الدارمي والعتابة و نصوص الاغاني و المربعات و الركباني و الحداء) ومن الجدير بالذكر ان المطربين (شخير سلطان، وناصر حكيم، وعبد الامير الطويرجاوي، وحسين المسيباوي، وعباس المسيباوي، وغريب ارحيمة، ومسعود العمارتلي، وحضيري ابو عزيز، ومحمد عبود النجفي) غنوا من نظم الشاعر جبوري النجار قبل تاسيس الاذاعة العراقية اي منذ كان الغناء في المقاهي.

وكتب لمطربي جيل الزمن الجميل (ناظم الغزالى، وحضيري ابو عزيز، وداخل حسن، ووحيدة خليل، ولميعة توفيق، و زهور حسين، ومائدة نزهت، وغادة سالم) اجمل اغانيهم وقال في نفس اللقاء: (لقد احببت جميع المطربين، ولكنني معجب كل الاعجاب بالمرحوم ناظم الغزالي وذلك لاتقانه اللغة العربية وصوته الشجي ولقد نظمت له اغلب اغانيه التي هي اليوم ثروة فنية من الاغنية العراقية المنتشرة في انحاء العالم) ومن الاغاني التي نظمها جبوري النجار لناظم الغزالي اغنية (ما ريد الغلوبي، ميحانة ميحانة غابت شمسنا الكمر ما جانه، طالعة من بيت ابوها، فوك النخل، يم العيون السود ما اجوزن انا، تصبح على خير، شرد اقدم لك هدية بعيد ميلادك يا حبي يامرحبا بالزارنا). لقد لعب جبوري النجار دورا اساسيا في الشهرة والنجومية التي حصل عليها المطرب ناظم الغزالي في منتصف الخمسينات عندما وصلت شهرته للافاق في الاغاني التي سجلتها له شركة جقماقجي، ولعب ايضا دورا مهما رياديا في تطوير الفن الغنائي العراقي بشكل عام قال ابنه الكبير ستار عنه في لقاء صحفي (كان الفنانون يزورون والدي وهم المطرب ناظم الغزالي وعباس جميل وهاشم الرجب ورضا علي وفي يوم من الايام جاءت المطربة زهور حسين الى بيتنا ولم تجد والدي وقلنا لها انه في مقهى منصور القريبة من بيتنا وذهبنا حيث وجدت ابي يلعب الدومينو، وقال لها والدي: (عيني زهور شكو)، قالت له: (اريد تكتب لي اغنية جميلة) فكتب لها (خالة شكو شنهو الخبر دحجيلي فدوة رحتلج ليش ما تكليلي).

كان يتقاضى ثلاثة دنانير عن كل اغنية ثم اصبحت فيما بعد عشرة دنانير، واصبح والدي نائب رئيس جمعية الشعراء الشعبيين وعضو نقابة الفنانين العراقيين وقال: لم يكرم ابي ابد ولا عائلته ولم يزرنا اي فنان منذ 4 /10 /1976 وهو يوم وفاة والدي) كتب لناظم الغزالي: ريحة الورد ولون العنبر خايف عليها تصبح على خير ميحانه ميحانه أحبك واحب كلمن يحبك. سبع ليالي ماريده لغلوبي طالعة من بيت ابوها فوك النخل يم العيون السود شرد اقدملك هدية.

لم يكن جبّوري النجار شاعر صدفة أو عابر سبيل على مضمار الفن في العراق. بل كان صانعا لتأريخ مجد عراقي ورسولا من رسل الإبداع وإن يكن ذلك من خلال غيره.كتب الكثير من الأغاني للعديد من ابناء جيله من المطربين الكبار. ولازالت الناس تتغنى بما كتب حتى يوما هذا عراقيا وعربيا دون ان يتعرف عليه الكثيرون شأنه شأن اغلب المبدعين من الكتّاب. أمام الكم الكبير من أغانيه العظيمة منها (سمراء من قوم عيسى)) لحن من كلماته كبار الملحنيين انذاك امثال ناظم نعيم، واحمد الخليل،وخزعل مهدي وغيرهم.. الذكر الطيب للشاعر جبوري النجار الذي ترك وراءه ثروة فنية رائعة لم تنسها الاجيال على مر الازمان والعصور.

عرض مقالات: