اخر الاخبار

أصدر الاستاذ الدكتورعبد الرزاق مطلك الفهد عام 2001 كتابا في تاريخ مدينة قلعة سكر تحت عنوان(قلعة سكر-1873-1958-دراسة في الحركة الوطنية والاجتماعية في الغراف) وهو كتاب توثيقي في تاريخ قلعة سكر والرفاعي والمدن المجاورة وتاريخها الاجتماعي والتربوي والسياسي,وتواريخ أعمدتها السياسية والاقتصادية والفكرية والتربوية.

ولا يوحي عنوان الكتاب بالجهد الكبير الذي بذله المؤلف الفاضل في التنقيب عن اصول الحرف والاشياء والظواهر(اول عامل بناء وأول عامل نقل وأول ممرضة وأول سائق سيارة ..الخ),ولا يوحي عنوان الكتاب بالتفاصيل الرائعة التي وثقها الاستاذ المؤلف بالشعر عن احداث المدينة التاريخية ومفاكهات الشعراء وطرائفهم مما يجعل الكتاب مصدرا سياسيا واقتصاديا وأدبيا وتربويا ,ولا يمكن لباحث في تاريخ هذه المدينة  وأدبها من الكتابة دون الرجوع الى هذا الكتاب الشامل النافع.

من رجال المدينة الافذاذ الشيخ بدر الرميض ,شيخ بني مالك , الذي شارك السيد محمد سعيد الحبوبي في حرب الشعيبة وعاد الى عرينه بعد هذا ليقاوم الاحتلال الانكليزي,وكان كريما مضيافا كتب لولده حسن منشدا:

حسن يبني تلكه الضيف حي بيه

عسى زاد البخيل سموم حي بيه

منهو الجمع ماله وراح حي بيه

بخيت اللي حفظ عرضه من الرديه

وعندما انتصر بدر الرميض على القوات الانكليزية التي هاجمت مضيفه ودحرها هزج منشدا وسط اهله:

هاي الدار داري منزل الخطار

وكل طالع شمس بيها نهبش ادغار

هل ترضون يا رفاكه تنزل الكفار

يزيود أطي الحد لو لاله؟

وعند وفاة الشيخ بدر  قال مهوال عشيرته هازجا:

 الجود أمغرب الله وياه

ممثلا بدرا بالجود كله الذي غادر أهله ومضيفه الى رحاب الخالق العظيم.

ومن شعراء قلعة سكر البارزين الشاعر عبد المحسن علي الخطاب الذي كان يكتب الفصيح والعامي والملمع ومن قصائده قوله:

 الناس مو كلهم سوه كلمن حليبه وذاته

هذا الذي يوفي الوعد هذا الذي خان العهد

هذا الذي كلبه ا نمرد  ابداء الهوا وحلاته

ومنهم الشاعر عبد الامير الحيدري الذي اشتهر بغزلياته واخوانياته ومنه قصيدته الفريدة:

يأأخوتي قد دهتني شر حادثة

أرجوكم تسكتون وأحجي القضية

عيناي قد نظرت حوراء سافرة

تشبه البدر التام من يشع ضيه

ومن قصائده الرائعة قوله:

اني رأيت اليوم آنسة

وسط الشريعة تموج وتروي بالجود

كأنها قمر ليل التمام بدا

 النحر والوجنات  والمبسم شهود

كلمتها لم تجبني عندما سمعت

دارت وجهها بغيض وتغشت أردود

شافهتها قائلا هل عندك خبر

درب الطبيب منين وصفيلي العجود

قالت فما تبتغي ياضيف قلت لها

كرميني يم ايزار حبه من الخدود

قالت وراءك عني لا تقاربني

فشله وكباحه أعليك وأعليه منكود

أجبتها أنني لا أبتغي دنسا

لو شبكه لو..غرزة أنهود

قالت ترانا عيون الناس

قلت لها بالفجر ما مش ناس وأعيونج السود

رقت لحالي حنانا عندما سمعت

وكفت لي كالت عجل يا صايود

هرولت آنئذ قصدي اعانقها

لاح آنه فاين شيب يتوجه وينود

ومن شعراء القلعة الكثير من رجالاتها حتى لتحسب أن الشعر عندهم يجري مجرى الماء,ولنا وقفة أخرى معهم ومع المؤلف الفاضل.