اخر الاخبار

الاحساس الذي يمتلكه طالب القرغولي استثنائي جدا كأن يكون هذا الاحساس الذي يشبه النهر المتدفق في روح الملحن المستمد من انسيابية وجمال المفردة الشعبية بدلالاتها ورمزيتها في روح النص والشاعر ايضا هذا النهر الخالد الشفافة ضفافه ،المطعمة امتداداته بطين الحري يسير وتتهادى موجاته كالمعاضد الفضيه.. لاحدود او نهايات لها..

هذا الاحساس المشتعل في روح الملحن كالوتر ..يمنح كلمات الاغاني بعدا اخرا عاطفيا او وطنيا..تتجلى من خلال النص لاسيما نصوص زامل سعيد فتاح المفتونة مناخاتها بشفافية العشق الجنوبي ..وعذوبة مفرداتها وجمالية لغتها والتي تمنح الملحن جذوة العشق هذه والجذور ..الانتماء للارض..للعراق..للماء..الماء الذي اصبح جزء من هوية الجنوب.. التي رافقت كل شعر زامل سغيد فتاح وكأن طالبا استلهم او استدعى الحانه من عمق المفردة ودلالاتها عند زامل لذا كانت ثنائية زامل وطالب مبنية على الصور الشعرية التي دفعت طالب لتلحين مجموعة الشاعر المگير وقصائد من مجموعاته الاخرى

وفي قصيدة هذا انه وهذاك انت يلتقيان هما  هنا...

شفت موجاته ياموجاته مثل امعاضدك فضه

تتهادى وي جاري الماي هلولة فرح غضه..

الصوره الاولى مرئية الموجه..المعاضد الفضه المتلألأه المزدانة بالغزل والعشق والترافة.. الثانية تذهب لمحاكاة الاذن ..هلهولة فرح غضه..الاشتغال على حاستي النظر والسمع..

بين ما يلحنه طالب هو عملية استلهام لروح النص مصاغا بحب واشتياق طالب وبين مشاعره التي يريد ان يطعم بها الاغنية او يوشم عطرا على جسدها وهو يجسد الواقع الذي انطلق من مفرداته وظلت تسكن روحه تمنحه الفضاءات الواسعة والتامل والعذوبة في اللحن..

الى الروح الشاعرية التي يمتلكها ويتعامل معها بشعور ينم عن الصرخة لكنها باطار غنائي طربي هويته حزن الجنوب والانتماء..

عرفتك وردة القداح برد الصبح جفلها

من حبك هويت الگاع والماي اليغازلها..

شفت بعيونك ابلادي السهل والهور والوادي..

هذا الحلم الذي ياخذ طالب الى منابع الابداع والجمال..يشكل انتماء الملحن ليس لبناءه اللحني فحسب وانما يتماهى مع روح النص..فهل طالب يلحن تجليات زامل ام ارهاصاته..وعذاباته واحساسه بالوطن والحنين والعشق..

هذه الاغنية الاحب لطالب والتي لم يعطها لاي مطرب..رغم محاولة كريم منصور وامكاناته الجميلة..

طالب تسكنه روح اخرى لكنها بافقين، او بدائرتي اشتغال عجيبتين، احدهما ان يلحن والاخرى ان يغني هو كل اغانيه قبل المطربين .. معتمدا على صوته المميز والذي يستطيع ان يغني الجمل الطويلة.. بامتدادات ونهايات عذبة:

هواك انت يذكرني بفرات ودجله يوميه

مثل گلبي ومثل گلبك تلاكن صافيه النيه

هواك انت ورد اخضر يمطر وفه وحنيه

هواك انت شتل عنبر يفيض بغير منيه

ومن حبك غناي انه تعلمته وهذاك انت..

لنعود بعدها الى بداية النص / الاغنية:

هذاك انت يمر طيفك واشوف امالي لو شفته

كبرنه وكبرت الدنيه بهوانه وكل حلو عرفته

عرفتك جوري لو قداح

عرفتك طير من يصدح

ومن حبك غناي آنه تعلمته وهذاك انت

هذه المقارنات بين الانا والانت مرة تجسد الحب والاخرى الوطن الحلم الذي يكبر ليصبح الدنيا كلها..

اي غناء هذا الذي تفوح منه رائحة الماضي وجذور الماء والوطن والارض والعشق الذي لاينتهي..هو يمنحنا عشقا وعاطفة لاحدود لهما تنطوي تحتها مسافات الزمان والمكان ليشكلا الوطن والحياة والجمال..