اخر الاخبار

الشاعر ناظم السماوي، ذلك الوهج الشعري الذي تختزنه الذاكرة والغارق بانسانيته وشعره واخلاصه ونضاله وكما يقال ينحت بالحجر ويرسم الاشياء كما يشتهي وبمصداقية ومن التراث ينهل كثيرا  وينتمي اليه متوجها صوب الحداثة وان كان محافظا على شكليات القصيدة ويعتبر المضمون والمعاصرة هي الحداثة ومع اعتزازه بنفسه ونتاجه لثقته بهما تشغله قضيةّ المبدأ كثيرا واذ تعلّم من حياته وسجنه في ،نقرة السلمان، وترحاله ابتداءا من الكويت الذي استقر فيه مع والده وقتا وحتى اصداره الديوان الشعري الاول وهجرته القسريّة من مدينته السماوة واستقراره في بغداد تقريبا وعمل في الاذاعة والتلفزيون معدا ومقدما لبرامج الشعر الشعبي ولازال بعمله الاذاعي في برنامج، توالي الليل. وحتى اصداره هذه المجموعة الشعرية، (بس يامطر)، وفي خلال تلك الفترة تعرف على الكثير من الملحّنين والمطربين، وكتب الكثير من النصوص الغنائية وعمل فاحصا في لجنة فحص النصوص، كتب الكثير من القصائد الغنائية والنصوص .. حيث كتب لاغلبية المطربين والمغنين العراقيين وكما اظن وحتى للعرب  وما اجملها (ياحريمه ودوريتك) والكلام يطول عن هذا الموضوع. والشاعر يقف متالما من اثر طعنات الاحبة والزمن والاصدقاء . والشاعر قامة شعرية معروفة  وحاضرة في المشهد  الثقافي العراقي . وهو المتمسك بارضه وناسه وانتماءه وسماوته التي ولد فيها والذي يعاتبها بهجرته القسرية وبحرقة اذّ يقول:

اجداوه جديّت العشك منكم جداوّه..،

،وانبعتّ وانه ابرخصّ مبيوع ياليل السماوه،،

وبعد هذا ومتابعته ومنذ السبعينيات كان عليّ لزاما ان اشير اليه وبقدر عالي  من الكتابة لاهميته وتاثيره في الوسط الشعري الذي يواجه به المتلقين ومن المتلقين من القراءّ والمثقفين والمعجبين وهو المستانس بحضورهم ومعانقا اياهم بسروره وشعره واطلالته... بعد ان عاصر الكثير من الشعراء ومنهم على سبيل الذكر الشاعر،زهير الدجيلي وعريان السيد خلف وكاظم الكاطع ومجيد الخيون واسماعيل محمد اسماعيل واغلبية الشعراء المحدثين والقدامى اضافة الى الشاعر الكبير رائد الحداثة مظفر النواب الذي عاصره والتقاه  في المواقف والمعتقلات والسجون  والقائمة تطول ولاني محدد بالكتابة عن مطبوعه الشعري، بس يامطرّ، قدر المستطاع وبانطباعات ورؤى نقدية وملاحظات عامة اجد من الافضل ان اكون جادا في الكتابة وباختصار.عن المطبوع المتحدث عنه. واذ يعبرّ الشاعر ناظم السماوي ،ابا اوراس، عن مكنوناته بمصداقية ودراية من حيث يقول:

،،احجايات الك جوّه الكلب ماتنتهي..،

ولا كلبي منّ عدها اعتذرّ..!

وسويّت اديّه بسّ الك مركّب اكرنفّل بالبحّر..

وبّس يابحّر..رسيني كافي يابحّر..!

ان مفردّة بّس تعني الكثير ورغم محبته يجدّ المحبّ واعدا لكنه  وبالمعنى ،بسّ، يعني في المحب فيه تقصير ، لولة، كما اعتقد.. والشاعر السماوي تمتد تجربته الى اكثر من خمسين عاما وهو الشغوف في نهله من التراث كثيرا ليرفد به اغلب قصائده ابتداءا من الامهات وغناء الحاصودات والعاشقات واذ انتمى الى تلك المحطات والمشاهدات ليوظفها في مشروعه الابداعي الواقعي المقنّع دائما..،

،الوطن نكطّة ضمير وعشّك حّد الموت.

الوطن باب الفرح نكتبله عالحيطان..،

،نلتملّه ابمناجلّ فلحّ غباّشه..،

ان صرخة ضميره التي ينطق بها بالصورة والمعنى هي ظاهرة واضحة لتجلياته المعهودة  ومن معاناته التي ينطق بها كان مدخلا لاغلب قصائده التي تنطق بالمعني الاصّح لعشقه واخلاقه وتربيته وما اختياراته الا نموذجا لذلك:

،انا دمعة عيوني اتحيّر العين..،

،على الياهو اليجي وكّل اهلي غيّاب..!

اراهن  والحزّن يلبسني قمصان..،

بّس قمصان صبري بروحي تنهاب..،

ان هذا النوع الخالص من صبره الذي يؤثث لمستقبله الشعري مع وعيه وثقافته يشكل غنائية خاصة وموسيقى وكم نلتجا اليه عند شعورنا برغبة الاصالة في الكلام والغناء..

انا دفيتك ابذاك ليل الشته البارد..من شفّت طولك رجّف..!

هذي اخلاق البلابل اتسمّع الناس الغنه ابكّل الفصول..

حتى لو تنسجّن باقفاص الغرفّ،،!

 ان هكذا التفاتات تعبيرية وتصورية تعني ثقافة الشاعر في الاختيار الدقيق الجميل المنصّف في التعبير والاطراء..، والشاعر وكما تشاهد ينتقل بنا من محطة لاخرى لنجد تذوقه واهتماماته في الكثير من الامور ومثلا في تجواله  في مدينة الامام علي عليه السلام ،النجف، وفي  سوك الحويش تحديدا يستذكر وجود خطوة الشاعر الراحل الكبير،عبدالحسين ابو شبع،، تلاحقه مستذكرا اياه في هذه القصيدة الرائعة..،

،،عزتنّي وبجّت كّل الحياطين..،

،تذكرتك منارّه بسوك الّحويّش..

وجهّك يرسم الشارع عناوين..،

ورجعّت ابمستحاي ابيّن البيوت..،

، وتسترتّ ابعباتك والعرقجين..،

ان الشاعر بمثل هكذا احاسيس موّثقة صوريا يكون قد اسس لمملكته الشعرية  منهجا  يحتفي به الاخرون ربما يتخذه البعض خطوة صحيحة في نوعية الكتابة الشعرية المطلوبة والشاعر لايجد فاصلا بينه وبين من يحب..،

،بينك وبين الكمر ماكو ابد فاصل..،

اهو ايعيش ابسما وانت بارض بابل..،

واني على ثقه سوف تبقى ايها الشاعر النبيل الحميم رمزا عراقيا وشعريا متميزا بين المبدعين حقا..

عرض مقالات: