اخر الاخبار

على الرغم من الجهود المبذولة لمكافحة تجارة وتعاطي المخدرات، لا تزال هذه الآفة تتنامى بشكل مستمر، وهي تتغذى على شبابنا، حتى وصلت الى أروقة المدارس والجامعات في المحافظات التي تعد السوق الأكبر لبيعها بمختلف الانواع. بينما أكد ناشطون طلابيون ان الوضع لا يسر، وطرق المكافحة غير فعالة.

وأكدوا أنّ هؤلاء التجار والموردين لا تتم محاسبتهم أو معاقبتهم، فهم يحظون بحماية الفاسدين والمتنفذين، واصبحوا اقوى من القانون والدولة.

تعتيم وتكتم مستغربان

وفي هذا الشأن، يقول سكرتير فرع البصرة لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق حافظ الجاسم، إن آفة المخدرات “ما زالت تتفاقم بشكل مستمر على مستوى التعاطي والتجارة، لتصبح المحافظة سوقا كبيرا لبيع المخدرات بأنواعها. وهذا الانتشار جعلها تنتقل الى القطاعات التعليمية في وزارتي التربية والتعليم”.

وأوضح الجاسم لـ”طريق الشعب”، قائلا: “تظهر بين الفينة والأخرى أخبار حول وجود مخدرات في المدارس والجامعات، وهناك حركة قوية في الجامعات ويتم استخدام آليات معينة استهدفت الطالبات تحديداً”، لافتا الى انه “في الجانب الاخر لا يوجد اي تصريح رسمي من مديرية تربية البصرة او قائد شرطة المحافظة حول انتشار المخدرات في داخل المدارس والجامعات، وحتى الاعلام لم نلحظ ايضا انه يسلط الضوء او يظهر هذه الحالات. انما هناك تعتيم وتكتم على القضية”.

واكد ان “الجهات المعنية وخاصة الشرطة المجتمعية في البصرة، تبذل جهودا كبيرة بالتعاون مع المنظمات المدنية والمجتمعية، لمكافحة هذه الافة التي عصفت بشباب البصرة، ورغم ذلك فان عملية مكافحة المخدرات في المحافظة، لا ترقى لمستوى الطموح وحجم الازمة الذي نعيشه، فالحملات والتوعية شيء مهم لكنها غير كافية. المطلوب هو رسم استراتيجية وخطة متكاملة لحصاد نتائج واقعية متقدمة”.

وخلص الى ان “المخدرات تدخل للعراق بطرق عديدة وكثيرة، وان محاولات السيطرة على دخولها عبر المنافذ الحدودية لا تجدي نفعاً؛ فسطوة الفاسدين والمتنفذين هي السبب الرئيسي بعدم السيطرة على الامر”.

دورها معدوم

وفي السياق ذاته، ترى الطالبة زهراء وسام، ان “عملية مكافحة المخدرات في الغالب تقتصر فقط على بعض المنشورات والتوصيات والندوات، وهذا غير كاف، بل نحن بحاجة الى خطوات فعالة في التعامل القانوني والأمني الحقيقي، للحد من هذه الظاهرة”.

وأشارت في سياق حديثها لـ”طريق الشعب”، الى ان “الطالب اليوم معرض للوقوع في هذا الفخ، والمساهمة بنقلها الى المدارس والجامعات، وفي الحقيقة نستغرب هذا التكتم الإعلامي على هذه القضية المهمة، ربما سبب ذلك هو لتجميل صورة هذه المؤسسات واخفاء التردي والواقع المزري”.

وشددت وسام على ضرورة إيجاد وتعزيز عمل المصحات ومراكز علاج الادمان على المخدرات، فهي مراكز مهمة لتأهيل المتعاطين وشفائهم من الادمان، وتعد واحدة من طرق القضاء على هذه الافة ومكافحتها، وعلى الرغم من دورها المهم الا انها غير متوفرة، وان وجدت فدورها معدوم وضعيف جداً.

واوضح ان “تاجر المخدرات بمجرد القاء القبض عليه يتم الافراج عنه بعد حين. وفي بعض الاحيان تتدخل قوات مسلحة خارج سياق الدولة، لحماية تاجر المخدرات”، مستشهدا على ذلك بما “حدث قبل اربعة شهور في محافظة البصرة، حيث نشب صدام مسلح بين فصائل مسلحة بالقصور الرئاسية وبين القوات الامنية التي القت القبض على احد التجار، وهرب الى تلك القصور لحماية نفسه”.

تبدأ من الاسرة

من جانبه، اكد  عضو فرع اتحاد الطلبة بقضاء الشطرة، احمد عبد الكريم، ان “تعاطي وتجارة المخدرات في الشطرة، تنامت بشكل كبير وغير مسبوق. وللأسف الشديد لدينا طالبات على مستوى الدراستين المتوسطة والاعدادية وقعن في هذا الفخ، ويتم ضبط العديد منهن وهن يتعاطين مادة الكريستال والكبتي... والخ”، موضحا أن “الامر كذلك بالنسبة للشباب فمدارسهم اصبحت منفذا للمتاجرة، ويتم البيع ـ للأسف ـ في داخلها”.

وتابع قائلا لـ”طريق الشعب”: “لدينا ندوات خاصة بهذا الامور بالتنسيق مع الامن الوطني والشرطة المجتمعية لإقامة ندوات تثقيفية وتوعوية في المدارس والجامعات للتحذير من مخاطر هذه الظاهرة”.

واسترسل عبد الكريم مؤكدا ان “ظاهرة تعاطي وتجارة المخدرات موجودة في كل مناطق قضاء الشطرة، سواء داخل المدارس ام خارجها، والتي هي جزء من المجتمع. لذلك نجد من المناسب أن تبدأ محاربة هذه الآفة من داخل الاسرة”.