اخر الاخبار

قطع مواطنون في بغداد مسافات طويلة، مشيا على الأقدام، لغرض الوصول الى وجهتهم، فيما توقفت حركة سير المركبات في الشارع تماماً، وسط عجز شرطة المرور عن تدارك الزحام.

واضطر عدد من المواطنين الى مساعدة رجال المرور في تنظيم حركة السير.

ورصد مراسل “طريق الشعب”، أعدادا كبيرة من الطلبة، وهم يعبرون الشوارع الغارقة بالمياه مشياً على الأقدام، لغرض الوصول إلى جامعاتهم أو منازلهم، فيما عجز طلبة الجامعات عن العودة إلى منازلهم، إلا في ساعات متأخرة، وتوقف شبكة حجز سيارات النقل عبر الانترنت بسبب الزخم الهائل.

 تصريحات ثبتت صحتها

وقبل أيام معدودة، حذر المتحدث باسم أمانة بغداد، من موجات أمطار قد تتسبب بغرق الشوارع مجدداً.

وعزا السبب إلى الطاقة الاستيعابية للعاصمة.

ونقلت وكالة بغداد اليوم، عن المتحدث باسم الأمانة محمد الربيعي قوله إن “أمانة العاصمة بغداد ليس لديها أي مشكلة في الخطوط، فهي نظيفة ولا مشاكل فيها، لكن لدينا مشكلة في الطاقة الاستيعابية”.

وأضاف “هذا يعني ان بعض شوارع العاصمة بغداد، ستغرق بمياه الامطار”، وهذا ما حدث بالفعل نهار أمس.

وتسببت الأمطار، أمس، بطفح مياه المجاري، نتيجة لعدم استيعاب شبكات الصرف الصحي، في ظل تغافل الجهات المعنية عن اعادة تأهيل هذه الشبكة، بما يتناسب مع الطاقة الاستيعابية للسكان.

غرق معظم الشوارع

وتناقل مواطنون نشر فيديو قصير لمسؤول لم تتأكد “طريق الشعب” من عنوانه الوظيفي، قال فيه: ان بغداد لن تغرق هذه السنة، بعد اكمال تنظيف المجاري، لكن ادعاءه ذهب مع أول زخة مطر لمدة ساعتين.

وذكر مواطنون من مناطق مختلفة في العاصمة بغداد، لمراسلينا ان أغلب الشوارع الرئيسية والفرعية في مناطقهم تعرضت للغرق، كما أن المياه وصلت الى منازلهم.

وعبّر المواطنون لـ”طريق الشعب” عن استيائهم من الحالة التي وصلت اليها العاصمة بغداد، بفضل قوى المحاصصة والفساد التي تحكم البلد منذ التغيير.

وقالوا ان تلك القوى وزبانيتها يتحملون هدر ثروات البلد وما يشهده من مأساة على مختلف الصعد.

وبالعودة الى المتحدث باسم امانة بغداد، فقد قال في حديث لـ”طريق الشعب” في وقت سابق، ان “شبكات الصرف الصحي في العاصمة بغداد قديمة جدا ومتهالكة، ومصرّفات الانابيب الناقلة لمياه الامطار والمياه الثقيلة غير معزولة عن بعض”.

واضاف ان “أمانة بغداد يتوجب عليها في المستقبل عند وضع الخطة الاستراتيجية أن تفرز شبكة الصرف الصحي لمياه الامطار عن المياه الثقيلة مثلما كانت في الثمانينات، حيث ان هذا الخلط في الـ20 عاما الاخيرة، سبب الكثير من المشاكل من بينها التلوث البيئي”، بحسب قوله.

ويضيف الربيعي، ان “كميات الامطار المتساقطة، توازي استيعاب شبكات الصرف الصحي الحالية.

ويلفت الى ان التخصيصات المالية لدى أمانة بغداد تعد “جيدة” بالنسبة لشبكات الصرف، لكنها لا تناسب المشاريع الاستراتيجية، موضحا ان هناك مشاريع آنية مثل تنظيف الشبكات والخطوط الناقلة، والتي لا تحتاج لتخصيصات مالية ضخمة ولكن مشاريع توسعة المجاري التي باتت حاجة ضرورية خاصة بعد زيادة عدد السكان، فانها تحتاج لمبالغ كبيرة لا تتوفر حاليا.

فيما انتشر مقاطع فيدوية وصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي نقلت فيها معاناة المواطنين في مختلف المحافظات مع هطول زخات المطر منذ صباح يوم امس.