اخر الاخبار

تعاني مدينة الموصل بعد انتهاء تحريرها من داعش الارهابي والى الان، من نقص في الخدمات والبنى التحتية بشكل ملحوظ، كبقية المحافظات العراقية الأخرى، وكان للنظام الصحي فيها الحصة الأكبر.

وفي هذا الصدد، أشّر متحدثون قابلتهم «طريق الشعب»، تراجع مستوى الخدمات التي تقدم في المستشفيات والمراكز الصحية في المدينة.

يشار الى انه تم تدمير اثني عشر مستشفى حكوميا من أصل أربعة عشر، كما تعرض ستة وسبعون مركزًا صحيًّا للقصف من أصل ثماني وتسعين في عموم مدينة الموصل.

وكانت هذه المدينة مشهورة على مستوى العراق بمستشفياتها العملاقة، ومعروفة بأطبائها المهنيين والمحترفين والمختصين. وتضم أهم المستشفيات الحكومية بسعة 4600 سرير قبل حزيران 2014. لكن عدد الأسرَّة انخفض بعد التحرير عام 2017 إلى 1700 سرير مخصصة لـ3.7 مليون إنسان في عموم محافظة نينوى.

عمال الخدمة من فئة الأطفال!

 ويلاحظ علي الجيرازي، يعمل في التحليلات المرضية في مستشفى السلام التعليمي، ان «هناك تواجدا للأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الخمسة عشر كعمال نظافة داخل المستشفى»، مشيرا الى انهم «يقومون بتنظيف أجهزة طبية خطرة جدا وتحتوي على فايروسات عديدة، بينما يفترض ان يقوم بهذا العمل أشخاص متخصصون»، واصفا هذا المشهد الذي يراه يوميا بأنه «مستفز جدا».

ويضيف في حديثه مع «طريق الشعب»، ان «اجورهم تكون بحدود المئة وخمسين الف دينار شهريا، وفي بعض الأحيان لا تعطى لهم».

ويبين ان «مستشفى السلام التعليمية هي الأولى في الموصل من ناحية التأسيس، اضافة الى حجم الاقبال من قبل المواطنين عليها، ورغم ذلك الا انها تعاني من نقص حاد في كافة الخدمات».

فوضى

ويوضح ان «المستشفى في فوضى تام. ولا توجد عناية بالحدائق الخارجية، كما لا تتوفر مياه فيها، حتى في الحمامات»، لافتا إلى «وجود بعض المبادرات، لكنها ضعيفة، تكاد لا تلاحظ».

وبسبب الوضع العام السيئ داخل المستشفيات وعدم السعي لتوفير خدمات ترضي المراجعين، جعل المواطنين المقبلين عليها في حالة من التوتر والعصبية، وهذا ما يجعل هناك جوا غير مريح في التعامل بين المرضى والأطباء، بحسب ما بين الجيرازي.

أين دور الوزارة؟

بدوره، علّق الناشط في مجال حقوق الانسان علي البياتي، بشأن عمالة الأطفال في المؤسسات الحكومية، قائلا ان «هذه العمالة تخالف اتفاقية حقوق الطفل التي صادق عليها العراق، إضافة الى أنها تخالف الدستور العراقي الذي يعطي أهمية للطفل في قوانينه».

ويحث البياتي في حديثه لـ»طريق الشعب»، وزارة العمل على ان «تأخذ دورها الحقيقي في مراقبة هذه المؤسسات، ورصد الانتهاكات الموجودة، ورفع دعاوى ضدها، إضافة الى تفعيل دورها بالبحث عن أسباب وجود هذه العمالة ومحاولة التنسيق مع وزارة التربية لضمان وجودهم في المدارس».

قطاع صحي متهالك

ويتحدث الناشط في محافظة الموصل قاسم يعرب، عن الواقع الصحي، قائلا انه «قطاع متهالك وهش وخدماته ضعيفة».

ويشير في حديثه لـ»طريق الشعب»، الى ان «الصيدليات والمستوصفات والمستشفيات الحكومية عاجزة عن توفير ابسط العلاجات للمريض، ما يدفعهم الى شرائها من القطاع الخاص»، لافتا إلى ان «هذا عبء مادي يقع على كاهل الفرد في الموصل الذي يعاني من الفقر وسوء الخدمات». وبشأن امراض القلب، يوضح انه «لا توجد اجهزة خاصة ولا كوادر طبية مختصة، حيث يضطر المريض الى الذهاب الى اقليم كردساان لتلقي العلاج في ما يخص أمراض القلب»، متابعا ان «هناك افتقارا لأجهزة الإشعاع الخاصة بمرضى السرطان وغيره».

شح التخصيصات المالية

وعلى صعيد متصل، يقول مصدر من صحة نينوى، رفض الإفصاح عن اسمه، ان «هناك عددا من المستشفيات قيد الإنشاء، تتراوح نسب الإنجاز فيها إلى بين 20 الى 80  في المائة، منها المستشفى الألماني العام ومستشفى البتول في الجانب الأيمن من المحافظة، ومستشفى الطب الذري ومصرف الدم ومستشفى الطب العدلي والطوارئ الذي تحتوي على مائة سرير، وأيضا مستشفى معهد الصحة في الجانب الأيسر»، مضيفا ان «مستشفى الثلاسيميا اكتمل بنسبة كبيرة، ولم يبق سوى تجهيزها بالأجهزة الطبية، وتم قبل أيام افتتاح مستشفى ابن الاثير».

ويتابع الحديث مع «طريق الشعب»، انه «تم بناء العديد من المراكز الصحية داخل المدينة والأقضية والنواحي، وحاليا سيتم هدم مستشفى ابن سينا التعليمي وبنائها من جديد»، لافتا الى ان «هذه المستشفيات دمرت بالكامل اثناء تحرير مدينة الموصل».

وعن التحديات التي تواجه المستشفيات الحكومية، ذكر المصدر أنها «تشكو قلة عدد موظفي الخدمة بنسبة كبيرة قياسا بكثرة المراجعين والمرافقين».

ويزعم أنه رغم هذه الأعداد الكثيرة الا ان النظافة في المستشفيات تصل الى ثمانين في المائة.

ويشير الى ان «هناك نقصا في عدد الأجهزة الطبية، وهذا يعود لعدم صرف موازنة العام الحالي، ونحن بانتظار موازنة 2023، لتوفير النقص في الأجهزة».

وخلص الى أنه «رغم كثرة المراجعين مع وجود نقص بالتخصيصات المالية الا ان اغلب المستشفيات تحت الانجاز تقدم خدمات جيدة، برغم انها ليست بمستوى الطموح».