نقل مواطنون يحاولون الحصول على بطاقاتهم الوطنية معاناتهم بسبب الروتين وضعف الإجراءات ومعوقات كثيرة تحول بين طلبهم وتلبيته، فيما أكدوا أن بعض المشاكل تتعلق بالأجهزة والإنترنت وهي تؤرق الموظفين أيضا، وتحد من قدراتهم على الانتاج وتمشية مصالح المواطنين. ورغم أن الحصول على البطاقة في وقت سابق كان لا يتجاوز اسبوعين تقريبا، لكن الأمر اصبح يستغرق حاليا أشهرا طويلة وفق ما يؤكده عدد ليس بالقليل، منهم من نقل شكواه عبر “طريق الشعب”، ودعا إلى معالجة الأمر.
شكاوى المواطنين
ويشكو العديد من المواطنين من معوقات تواجههم من أجل الحصول على البطاقات الخاصة بهم، وتتمثل بالروتين وأسلوب التعامل وغيرها من القضايا.
وقال المواطن علي مجيد (من مدينة الصدر)، أن “هناك تعاملا غير مريح من بعض الموظفين في دائرة البطاقة الوطنية، ويضعون الكثير من الخطوات السلبية أمامنا مع تصرفات متعالية ونرجسية مع المراجعين لا مبرر لها أبدا”.
وبيّن مجيد لـ”طريق الشعب”، أن هؤلاء الموظفين وعند سؤالهم عن سبب تصرفهم بهذه الطريقة يجيبون بكلمات محدودة مثل “مو يمي” رغم عدم اطلاعهم على أوراق المعاملة، بينما هناك آخرون جيدون ويساعدون المراجعين، لكن الأسلوب السيء للبعض ينتج الكثير من المشاكل للأسف، لافتا إلى أنه “في السابق كانت معاملة البطاقة الوطنية لا تتجاوز مدة أسبوع واحد وبعدها يتم استلامها، لكن الآن وجدت العكس أنا وعائلتي فقد قدمنا من تاريخ 10 / 5 / 2022 وحتى الآن لم نستلم أي بطاقة، وبعد مراجعة الدائرة لثلاث مرات، كانوا يجيبون بأنها لم تطبع وسيتم الابلاغ عبر رسالة على تطبيق (الواتساب) بحالة الانتهاء من طباعتها”.
فوضى مزعجة
من جانبه، نقل المواطن حسين سلمان (من سكنة الكرادة)، معاناته عندما راجع إحدى مديريات البطاقة الوطنية لغرض الحصول على بطاقة جديدة.
وأوضح سلمان لـ”طريق الشعب”، أنه “عند المراجعة يعاني المواطنون من عدم التنظيم من قبل الدائرة المعنية، بحيث تكون طوابير المراجعين مكتظة وأن البناية ليست بالمستوى المطلوب، إضافة الى عدم وجود المصاعد الكهربائية في البناية، ما يرهق المواطن عند مراجعة الدائرة، خصوصا للمرضى وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يقولون أنهم لا يحظون بأي اهتمام في مراجعات الدوائر، ناهيك عن الروتين الإداري القاتل الذي أصبح مصدر قلق لكل من يريد مراجعة دائرة حكومية”.
ويشدد سلمان على أن الدائرة التي راجعها “تتعامل بشكل محترم مع المواطنين، ولا توجد أية حالات للفساد لكن ما أشرت إليه هو هم كبير، ويتعب المراجعين بشكل كبير جدا، فضلا عن التأخر بإصدار البطاقات حيث تتأخر ما يقارب 10 اشهر لاستلامها وهذه كارثة كبرى، بحيث موعد استلامي يوم 24/4/2022 بينما حتى اللحظة لم أتسلم بطاقتي”.
أما المواطن محمد سعيد (من سكنة ذي قار) فيشيد بجهد الموظفين عند مراجعته، لكنه يقول أن هناك مشكلة كان تعيق عملهم وهي “سوء خدمات الإنترنت في الدائرة وقدم الأجهزة التي يعلمون عليها كالحاسبات وغيرها”.
تعليق رسمي
وقبل أسابيع قليلة مضت، أظهر مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وزير الداخلية وهو يوبخ العاملين في الدوام المسائي بدائرة البطاقة الوطنية في مديرية أحوال مدينة الصدر، حيث كان يخاطبهم على عدم جديتهم بالعمل، ويقول (حلوا مشاكل الناس.. أنتم دوامكم المسائي إسقاط فرض).
من جانبه، قال مدير شعبة العلاقات والاعلام في مديرية البطاقة الوطنية، الرائد حاكم عيسى عديل، ان “الاجراءات المطلوبة للحصول على البطاقة تتمثل بسحب استمارة، وهي متاحة على الموقع، تملأ من قبل المواطن وتجلب مع المستمسكات الأصلية للفرد والحضور عند الدائرة المعنية لإدخال هذه البيانات”.
وأضاف عديل لـ”طريق الشعب”، ان “البطاقة هي مستمسك رصين يحمل خصائص أمنية تكاد تكون مستحيلة على التزوير والتلاعب، وتعتبر انعطافة كبيرة في التحول من العمل الورقي وما يشوبه من مشكلات كبيرة الى العمل الإلكتروني الذي قضى على مشكلة تشابه الاسماء وعلى الروتين المقيت الذي انهك المواطنين”، معتبرا مشروع البطاقة الوطنية “الحجر الأساس للحوكمة الإلكترونية الذي تعمل الحكومة على تحقيقه خدمة للصالح العام”.
وعن التأخير في إصدار البطاقات، أكد عيسى ان “الخلل حصل بسبب عدم توفر المادة الخام لهذه البطاقات ولكن بعد إقرار وتأمين المبالغ المخصصة للتعاقد من قبل الوزارات المعنية انتهت الازمة وستعود الأمور إلى نصابها”.