اخر الاخبار

وسط دعوات لتمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا وقانونيا، تسعى النساء إلى الاعتماد على أنفسهن في قطاعات الحياة المختلفة، وقطاع العمل بصورة خاصة، لمساعدة عوائلهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد وانعكست سلبا على واقع حال اغلب الاسر العراقية.

هناء خبازة

ففي قضاء بلد محافظة صلاح الدين، تروي المواطنة هناء العبيدي وهي أم لأربعة أطفال تجربتها لـ»طريق الشعب» بفتح مخبز وما تطمح إلى تحقيقه في المستقبل بالقول: «أجبرت على العمل في بداية الأمر خبازة في داري لتزويد أهالي المنطقة في تنور من الطين صنعته بنفسي، وذلك بسبب قلة الوارد المالي لزوجي من عمله كبائع للخضار في سوق بلد».

وتنوه العبيدي إلى أنها تمكنت أخيرا مع اخواتها الثلاث من فتح مخبز يعمل في ساعات محددة من النهار، بعد الاقبال غير القليل من أهالي المنطقة على شراء خبزهن.

وتفيد انها تحرص مع اخواتها على الاعتماد على تنور الطين في العمل لتجهيز الخبز الحار، الأمر الذي جعل لمخبزها أفضلية خاصة لدى أهالي المنطقة فضلا ان العمل بتنور الطين يرفع عنها تكاليف شراء الغاز، والاعتماد على جمع الحطب الذي هو متوفر بكثرة في بساتين القضاء.

وحول تحديات العمل للمرأة في المناطق الزراعية، تشير العبيدي إلى ان «النساء في المناطق الزراعية عادة ما يفضلن العمل في اماكن عمل قريبة من بيوتهن، وذلك لكثرة الالتزامات التي تقع على عاتقهن، فضلا عن ان الكثير من النساء في المناطق الزراعية غير متعلمات».

وتطمح العبيدي الى توسيع عملها وفتح معمل خاص لصناعة المعجنات والأكلات السريعة.

ريما صانعة لمساحيق التجميل

ولم يقتصر مساع المرأة في الاعتماد على أنفسهن بخلق فرص العمل على النساء في المناطق الزراعية، اذ تمكنت ريما اياد (32 عاما) من صناعة مساحيق تجميل خاصة بالنساء من مواد طبيعية متوفرة محليا مستغله مواقع التواصل الاجتماعي للترويج عن منتجاتها.

وتقول ريما لـ»طريق الشعب» «منذ حوالي عام، بدأت عمل ماسكات طبيعية (مقشرات بشرة)، للاستخدام الشخصي، كون مستحضرات التجميل التجارية كانت تهيّج بشرتي فضلا عن كونها باهظة الثمن، لذلك عملت ماسكات وصابون من المواد الطبيعية، مكونة من (الشوفان وماء الورد والحليب)».

وتطمح ريما ان يكون لها معرض لمستحضرات التجميل خاص بمنتجاتها، خاصة وأنها تلقى دعم وتشجيع من قبل عائلتها وصديقاتها.

وتلفت ريما خلال حديثها إلى ان «فرص العمل للمرأة في القطاع الخاص والعام قليلة وان المحسوبيات والواسطات تلعب دورا في الاختيار بعيدا عن أسس الكفاءة والتخصص».

سارة بائعة للعسل

وفي منطقة الكرادة وسط بغداد تمكنت سارة فلاح من فتح محل لبيع العسل الطبيعي وبمختلف الأنواع.

وتقول سارة لـ «طريق الشعب» إن زوجها كان يعمل كعامل توصيل لاحد شركات بيع العسل، وبسبب قلة الوارد المالي الذي يحصل عليه سعت إلى مشاركته في العمل لتحسين واقعهم الاقتصادي.

وعن اسباب اختيارها العمل كبائعة للعسل تفيد ان زوجها يمتلك من الخبرة الشيء الكثير بأنواع العسل وفوائده بحكم عمله في الشركة، فضلا عن كثرة علاقاته بأصحاب بالمناحل، الامر الذي يسر عليها فتح محل خاص بها لبيع العسل.

وعن طموحها تشير إلى انها ترغب بتطوير عملها والحصول على سيارة تمكنها من التنقل وتوصيل طلبات الزبائن، فضلا عن توسيع مكان العمل وتطويره.

وتلفت سارة إلى انها تحاول الحصول على قرض ميسر بغية انشاء منحل خاص بها، مشيرة إلى ان «أغلب قروض العمل غير ميسرة وان إجراءاتها معقدة خاصة في جانب توفير الكفيل الذي تشترط ان يكون موظفا حكوميا».