بدأ يوم أمس ملايين الطلبة والتلاميذ عامهم الدراسي الجديد في مدارس تعاني من مشاكل لا عدّ لها، أبرزها نقص المناهج الدراسية واكتظاظ الطلبة في الصفوف ومعاناة الأهالي في تغطية احتياجات دراسة أبنائهم.
منظومة فقيرة ومتهالكة
يقول الاكاديمي علي إبراهيم: ان «مشكلة المدارس أصبحت عصية على الحل في ظل اهمال قطاعي التربية والتعليم، واصبحنا نسمع ونقرأ ارقاما مأساوية في هذا الجانب».
ويضيف إبراهيم خلال حديثه مع «طريق الشعب» ان «البنية التحتية للمدارس متهالكة جدا، ولا توجد عمليات ادامة لها او تجديد، كما تعاني تلك المدارس من مشكلة ازدواج الدوام وثلاثيته، بسبب قلة الأبنية المدرسية وكثرة اعداد الطلبة، وبالتالي يؤثر ذلك بشكل مباشر على طريقة التدريس وجدواها». وبحسب تصريح لوزير التربية علي خلف الدليمي، فإن عدد المباني المدرسية هو ١٦ الفا، حيث ان هذا لا يكفي، وهناك حاجة ماسة لحوالي ٩ الاف مدرسة إضافية لفك ازدواج الدوام وتقليل الضغط عليها.
وبالعودة الى ابراهيم، فان «أبرز مشكلة حالية هي عدم وجود مناهج دراسية كافية للتلاميذ والطلبة» لافتا الى ان «عودة الدوام الحضوري بعد انقطاع طويل، كشف مدى النقص في المدارس؛ فهناك مشاكل تبدأ من الابنية، ثم الاحتياجات اللوجستية وصولا الى غياب اهم عنصر في التعليم، وهي الكتب».
طلبة بلا كتب
وشكا الطالب رياض علي (اسم مستعار) في مدرسة المتميزين بالرصافة الاولى، من عدم تسلمه كل الكتب الدراسية في ظل انطلاق العام الدراسي الجديد. وقال رياض لـ» طريق الشعب» ان هناك « نقصا كبيرا للكتب. تسلم كل منها ثلاثة مناهج او اربعة، وعندما سألناهم عن موعد تسليمنا النقص، اكدت إدارة المدرسة ان علينا الانتظار لشهرين حتى تصل الكتب، او نقوم بشرائها او نسخها او قراءتها على الانترنت».
واضاف رياض، ان «مواد اللغة العربية والاجتماعيات والتربية الاسلامية غير موجودة، وهذا سيربك الدراسة وعملية التحضير والامتحانات الشهرية»، فيما وصف الامر بـ»المأساة المريرة التي يدفع ضريبتها الطلبة والاساتذة، على حد سواء».
وأكد الطالب «وجود عدد كبير من طلبة المدارس غير قادرين على شراء الكتب بسبب الفقر ومحدودية الدخل، وهذا سيولد عبئا اضافيا على عاتق الاهالي».
واشار الى ان المدارس الأهلية جهزت تلاميذها بالكتب كاملة مقابل المال، بينما القطاع الحكومي يصعب عليه حل هذه المشكلة المزمنة.
مشكلة أزلية
من جهته، قال محمد حسن، وهو أب لطالبة في مرحلة الاعدادية: إن «اعلامنا بنقص المناهج من قبل المدرسة ليس بالأمر الجديد، لأنه اصبح سياقا معتادا، ويتكرر كل عام».
ويؤكد حسن خلال حديثه مع «طريق الشعب»، ان الاهالي يقومون في كل عام «بشراء الكتب من شارع المتنبي والمكتبات بسبب يأسهم من المدارس».
وفي أغلب الاحيان، تصل الكتب الى المدارس في نهاية الفصل الاول او مع بداية الفصل الثاني، مضيفا ان «نقص الكتب يؤثر علينا، وهذا يحدث حتى في مدارس المتميزين، فما بالك مع بقية المدارس الاعتيادية».
وخلص الى ان الاهل يحملون المسؤولية الى وزارة التربية «لأنها وفي كل سنة دراسية تقوم بإهمال هذا الموضوع، بينما تقوم المدارس الاهلية بتسليم طلبتها كتبا جديدة عبر بيعها للطلاب بـ ٥ ـ 10 الاف دينار عن كل كتاب».