اخر الاخبار

يتحدث مواطنون عن تكرار سيناريو تأخر رحلاتهم الجوية من مطارات ايران، مقابل صمت غريب من قبل الجهات المختصة العراقية، وتتكرر هذه الازمة عادة في الزيارات المليونية الى مدينة كربلاء، وهذا يجعل بعض الشركات غير الرصينة تدخل على خط النقل، بمساعدة عدد من الفاسدين في مطار بغداد الدولي ومطار النجف، وبالتالي تصبح الأعباء كبيرة على المواطنين العراقيين والإيرانيين.

الفاسدون يتدخلون

وفي الأسبوع الماضي، تكرر تأخير طيران احدى الشركات النقل الإيرانية الى بغداد والنجف، بحجج غير معروفة حسب ما نقله مواطنون لـ”طريق الشعب”. وقال احد المواطنين الذي طلب عدم كشف اسمه، انه كان قد حجز تذكرة سفر من طهران الى بغداد على متن طائرة تابعة لشركة ata  لكنه فوجئ في يوم السفر بتعطل الرحلة لمدة 6 ساعات بحجة وجود خلل فني في الطائرة.

ويضيف المتحدث، انه علم ان مطار بغداد الدولي سبق وان الغى السماح لطائرات هذه الشركة من الهبوط في المطار، لكنه سمح لهم مرة أخرى، بعد تدخل جهات متنفذة، وهذا ما نقله عدد من العاملين في مطاري بغداد وطهران.

وتابع، أنه “خلال فترة تأخرنا لمدة 6 ساعات، قام موظفو مطار طهران بجلب وجبة غداء سريعة، لوجود حالات مرضية كثيرة وكبار سن وأطفال، لكنه اعرب عن استغرابه لعدم حضور ممثل الشركة وتوضيح سبب التأخير”.

ويقول المواطن، ان “الطائرة عادت ونقلت المسافرين، الى بغداد، لكنه لا يعلم اذا كانت هذه الطائرة فعلاً فيها خلل فني، ام لا”. ويضيف متسائلاً: “هل يعقل ان يجري اصلاح الخلل الفني وان تحلق الطائرة مباشرة، دون ان تجري تجربتها على الأقل”.

يذكر ان عددا من المواطنين طلبوا تقديم شكوى الى مطار بغداد الدولي، لكن موظفين داخل الصالة نصحوهم بعدم الاقدام على ذلك، كون المتنفذين لن يحركوا ساكنا. 

الخلل ليس بجديد!

ونقل مواطنون اخرون لـ”طريق الشعب” ان رحلات سابقة تأخرت لنفس هذه الشركة، كان آخرها في وقت احداث المنطقة الخضراء، بحجة وجود حظر تجوال، لكن طائرات أخرى أقلعت ووصلت الى المطار بنفس وقت الاحداث، دون أي تأخير.

اعطال أخرى في طائرتنا!

وسبق لمسافرين عراقيين أن تحدثوا في آب الماضي عن وجود عطل فني تسبب فى تأخر إقلاع طائرة الخطوط الجوية العراقية المتوجهة من أنقرة إلى بغداد، وسط توالي الإخفاقات لادارة الخطوط الجوية دون حلول.

وفي وقت سابق بحزيران الماضي، قال مواطنون في مقطع فيديو مصور تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي ان “الخطوط الجوية العراقية حجزت تذاكر لعدد كبير من المواطنين في مطار صبيحة باسطنبول ثم قالت ان الطائرة قبطت”، وأضافوا ان “موظفي الشركة تركوا المسافرين في المطار ولم يعالجوا وضعهم”. 

الشركة لم تنفِ ما حصل، وقالت في إيضاح اصدرته انه تم “تشكيل لجنة تحقيقية للوقوف على ملابسات الحادث ومحاسبة المقصرين في حال ثبت وجود تقصير”. لكن أي نتائج تذكر لم يسمع بها المواطنون كما جرت العادة. 

لجنة تحقيق.. وبانتظار النتائج

وبعد ان كشفت وثيقة سربت قبل ايام الى مواقع إخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي وجود أكثر من 20 طائرة معطلة على أرض مطار بغداد الدولي، وأنها لم تخضع للصيانة والإدامة لفترات طويلة، في مؤشر جديد على الفساد وهدر المال العام في البلاد، قررت وزارة النقل، الاحد الماضي، سحب يد مدير عام الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية لمدة شهرين على خلفية التحقيق في قضية الطائرات العاطلة عن العمل.

ووفقا لكتاب صادر عن الوزارة جاء فيه: إن الوزير وافق على سحب يد موسى مدة لا تتجاوز 60 يوما لضمان سير التحقيق.

ويعترف الكتاب بعدم خضوع الطائرات العاطلة للصيانة والادامة، بالإضافة الى عدم حسم موضوع طائرتي جمبو وطائرة (B737-700) مضت عليها 3 اشهر وهي جاثمة في أرض المطار، بعد تسلمها من شركة (فلاي بغداد).

ولنا ان نتساءل: هل سحب يد المدير العام اجراء كاف في قضية حساسة وخطرة كهذه؟ وهل الامر جديد حقا؟ وكيف يفسر الإهمال المتعمد للناقل الوطني، وعدم متابعة موضوعه بشكل جدي؟ ولماذا تأخرت الوزارة في اتخاذ إجراءاتها، رغم علمها بوجود هذا العدد الكبير من الطائرات المتوقفة عن العمل؟

ان اللامبالاة هذه تدفع للسؤال بالحاح عن حقيقة ما يقال من ان وراء هذا كله رغبة بعض الجهات المتنفذة في “إعادة هيكلة” الخطوط الجوية العراقية، وبالتالي خصخصتها. 

عقود فاسدة

وفي شباط الماضي، كانت رحلات شركة الخطوط الجوية العراقية من مطار بغداد قد تعطلت بسبب إضراب طياري المطار عن العمل، احتجاجا على ما وصفوه “الفساد في الشركة”.

وأكدوا في بيان: أن عقود الفساد “نخرت الشركة وتسببت في هدر ملايين الدولارات لصالح جيوب الفاسدين، ولم يتم اتخاذ أي إجراء من الحكومة”.

وإلى جانب تردي الخدمات الأرضية أو التي تقدم على الطائرات، وعدم إحترام المواعيد، وتخلف مستلزمات الضيافة، حسب عشرات التقارير والشهادات، تعّد مشكلة الفساد، الذي اتهمت وتتهم به مفاصل عمل الشركة من أبرز المشاكل الداخلية لها.

وفيما بقي التساؤل مشروعاً عن السر وراء عدم إيفاء الشركة بشروط السلامة التي تفرضها المفوضية الأوربية، عززت التغييرات العديدة لمسؤولي الشركة بسبب تهم تتعلق بالفساد، ما تناقله الكثيرون حول ذلك. 

سوء خدمات

وينقل مسافرون لـ”طريق الشعب” عن سوء الخدمات المقدمة في مطار بغداد الدولي مثل عدم نظافة المرافق الصحية، وضعف الانارة في صالة الاستقبال، مع عدم احترام المسافرين اثناء فحص جوازاتهم، بينما يجري تكريم المواطنين الذين لديهم علاقات مع موظفين في المطارات، وهؤلاء يحق لهم ان يسافروا على متن أي طائرة حتى اذا كان لديهم حقائب اكثر من الوزن المحدد، وتفتح لهم صالات المطار المخصصة للمسؤولين وغيرها من الامور.

واضاف المتحدثون عن ارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية المتوفرة في المطار، وان اسعارها تتجاوز المألوف في أي مطعم او مقهى يقدم وجبات باهظة الاسعار، وعلى سبيل المثال فأن سعر قنينة الماء بـ1000 دينار، بينما سعر كوب القهوة يتجاوز الـ3000 الاف دينار.

في الاثناء يتحدث مراسل “طريق الشعب” الذي سافر مؤخراً الى اربيل على متن الخطوط الجوية العراقية، عن عدم نظافة جانبي المدرج المخصص للهبوط والتحليق، وان أي مسافر يرى حجم الخراب والنفايات المتكدسة بالقرب من مطار بغداد، يشعر بأسى بعد مشاهدة نظافة أي مطار دولي في أي دولة مجاورة.