اخر الاخبار

ينظر المواطن ياسر الجلبي إلى أعلى بناية مجاورة لشقته في مدينة بسماية الجديدة، متأملا عبارة مكتوب عليها باللغة الانكليزية “Dream City”  ، وتعني بالعربية مدينة الأحلام. لكنه سرعان ما يحوّل ناظريه نحو المساحات الخضراء أمام شقته، والتي تحولت إلى “جرداء” بسبب عدم إدامتها من قبل الشركة المسؤولة عن رعاية المزروعات والصيانة داخل المدينة، فيتبدد الحلم ويتحول إلى كابوس! 

واقع حال

يخرج الجلبي خرطوم مياه من شقته ليرش المزروعات. وبهذا الصدد يقول أن “الأمر أصبح واقع حال، صرنا نعتمد على أنفسنا في إصلاح الوضع بعد ضعف مستوى الخدمة المقدمة من الشركة، التي من المفترض ان تكون مسؤولة عن إدامة الحدائق ورعايتها”.

ويضيف أن “المدينة تفتقر لمستشفى يناسب الزيادة الحالية في عدد السكان، والتي وصلت إلى 100 ألف نسمة. كذلك تفتقر لمحطة وقود “، مبيناً أن “المستوصف الصحي لا يلبي طموح المواطنين، ويحتاج الى جهود أكبر”. 

جملة مطالب

من جانبه يقول حيدر أبو نرجس، وهو أحد سكان المدينة، أن “أبناء بسماية يطالبون بفسخ العقد مع (شركة عراقنا) للجباية والصيانة، العاملة في المدينة، وجلب شركة أخرى بديلة أو مجموعة شركات”، مشيرا إلى أن “الشوارع حالياً بلا تخطيط، ومستوى الإنارة ضعيف داخل المدينة، ولا توجد منظومة إشارات مرورية، وهناك حوادث سير تحصل بين فترة وأخرى، وكل ذلك يقع ضمن مسؤولية الشركة”.

ويوضح في حديث صحفي أن “سكان المجمع (B) لا زالوا يعانون عدم تفعيل منظومة الغاز، رغم مرور فترة طويلة على افتتاح المجمع. فالسكان اليوم يعتمدون على قناني الغاز، وهذه لا تتناسب مع البناء العمودي”، لافتا إلى أن “هناك معاناة مع فواتير الماء والكهرباء، التي يأتي بعضها بمبالغ خيالية لا يقوى السكان على سدادها، سيما أن معظمهم من ذوي الدخل المحدود”.

ويطالب أبو نرجس أيضا بافتتاح جامعة ومدارس مهنية داخل المدنية، فضلا عن إنشاء الطريق “الموعود” الذي يربط المدينة بمركز العاصمة، وفتح فروع لمصرفي الرافدين والرشيد، لتسهيل إجراءات دفع أقساط الوحدات السكنية. 

الشركة في قفص الاتهام

ويبدو أن تغيير شركة الجباية والصيانة هو المطلب الرئيس لسكان بسماية. ويدعم المواطن أبو إيفين هذا المطلب. ويقول أن “هناك قصورا واضحا في عمل الشركة. فالواضح للعيان وجود إهمال للطرق والحدائق. وهناك من يعبث، وهو ليس من ذوي الاختصاص، في منظومات المصاعد ويقوم بربطها بطريقة عشوائية، وهو ما تتحمل مسؤوليته الشركة”.

ويلفت أبو إيفين في حديث صحفي، إلى أن المجمع الذي يسكنه، ومجمعات أخرى، انقطعت عنها المياه قبل فترة بسبب عدم وجود “قاطع دورة”، ما اضطر الشركة إلى جلب مركبات حوضية لتزويد السكان بالمياه.

وعن مبالغ الجباية، يبيّن أن الشركة تتقاضى 20 ألف دينار شهريا من كل شقة، بعد أن رفض السكان المبلغ الذي فرضته عليهم في بداية عملها، والبالغ 30 ألف دينار، معتقدا أن “الشركة، وكنوع من التعويض عن خفض المبلغ، صارت تمنع كوادرها من تنظيف ممرات البنايات، ما اضطر السكان إلى الاعتماد على أنفسهم في هذه المهمة. كما انها تغاضت عن أغلب شروط العقد المبرم مع الهيئة الوطنية للاستثمار”.

أما الحاجة أم علي، فتجد أن “هناك نوعاً من التقصير أو عدم دراسة الأمور بما يتناسب مع زيادة عدد سكان المدينة”، موضحة أنه “لا توجد أعداد كافية من المحال التجارية والأسواق. فهذه المدينة تضم مركزا تجاريا واحدا (مول)، وفرن صمون واحدا، وكل ذلك لا يناسب الزيادة السكانية”.

وسبق أن نظم أهالي بسماية وقفات جماهيرية عدة احتجاجا على تردي الخدمات، طالبوا فيها بعودة “شركة هانوا” الكورية إلى المدينة لإكمال عملها، مع إلغاء العقد مع “شركة عراقنا”، وتغيير مكتب المتابعة الخاص بالهيئة الوطنية للاستثمار.

وكانت هيئة الاستثمار قد أعلنت أخيرا، عن “تسليم المدينة مباني المركز الصحي الثاني وثلاث حضانات أطفال لذوي الاحتياجات الخاصة”، مبينة في تصريح صحفي ان “المركز سيقدم خدماته لشريحة كبيرة من ساكني المدينة، وسيدار من قبل دائرة صحة الرصافة الثانية. وأن ما يميزه هو استحداث صالة لعمليات الولادة، فضلا عن موقعه في البلوك (A8) الذي يوفر العناء على المرضى البعيدين عن المركز الصحي الأول”.

كما وجهت الهيئة في 14 آب الفائت، الوزارات والمؤسسات والجهات ذات العلاقة باستلام واشغال البنايات التابعة لها في المدينة، لإدامة تقديم الخدمات للسكان بالنظر إلى التوسع الحاصل في أعدادهم. وأعلنت أيضا عن استئناف المفاوضات مع “شركة هانوا” لإنجاز ما تبقى من الوحدات السكنية.