اخر الاخبار

ضمن سلسلة حلقات برنامج “يحدث في العراق” الذي يبث عبر صفحة الحزب الشيوعي العراقي على فيسبوك، بتنظيم من
قبل المركز الإعلامي للحزب، ناقش البرنامج في حلقة يوم السبت الماضي، موضوع المشاكل والمعوقات امام الشباب،
وعدم الاستفادة من الطاقات والموارد الشبابية، عبر استضافة عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي محمود
سعدون، والناشطة المدنية نور الهدى سعد والأستاذ هشام النفاخ، وحاورهم الزميل الإعلامي بسام السينمائي.
المحاصصة قبرت طموحاتهم
*المركز: نتحدث اليوم عن معايير تمكين الشباب، هذا الامر اثبت مصاديق كثيرة واوصل بعض البلدان الى الريادة في
مجالات ابداعية كثيرة، ماذا عن تمكين الشباب في العراق؟
*محمود سعدون: كل دول العالم هناك تبني لمطالب الشباب وتطوير كفاءاتهم، وهناك دول في العالم يقودها شباب، بينما في
العراق لا يوجد وزير او حتى وكيل وزير من الشباب، بالتالي الشباب في العراق يعاني من ظروف سياسية واقتصادية
واجتماعية أدت الى تراجع هذه الفئة وتهميشها قبل وبعد العام 2003.
بعد تغيير النظام الدكتاتوري كان المطلوب من الماسكين في السلطة ان تكون هناك خططا منهجية واضحة في مسألة تمكين
الشباب لكن للاسف لم يحدث هذا الشيء، فالنهج المتبع في ادارة الدولة هو بالاساس نهج المحاصصة الطائفية الذي أدى الى
تراكم وتزايد مشاكل الشباب في قضايا الفقر والبطالة وتعمق الفرز الطبقي. ما انتج في المحصلة الاخيرة حركات احتجاجية
ابتداء من 2011 وتتويجا في انتفاضة تشرين الباسلة التي فرض بها الشباب واقع جديد.
ضعف تمثيل في المؤسسات
*المركز: في موضوع تمكين الشباب نريد ان نتحدث عن الفرص التي حصل عليها الشباب بجوانب معينة، بعد 2003 دخلنا
في صراع حول كيفية تمثيل الشباب، على سبيل المثال الشباب بذلوا جهودا كبيرة لكي يكون لهم تمثيل في البرلمان للمشاركة
في القرار السياسي، من اين تنبع الرغبة في ابعاد الشباب؟
*نور الهدى سعد: موضوع الشباب والمشاركة في العملية السياسي، طرح على الساحة السياسية في العراق ما بعد 2003،
بحسب دراسات الامم المتحدة فان نسبة الشباب في العراق تقريبا 65 في المائة من نسبة السكان، مع ذلك فان الشباب العراقي
يعاني من مشاكل عديدة اجتماعية واقتصادية، الى جانب جانب موضوع التمثيل السياسي داخل مؤسسات الدولة. لدينا
البرلمان ولدينا وزارة الشباب والرياضة المختصة بتعبئة طاقات الشباب، وكذلك البرلمان من الضروري ان يكون هناك
تمثيل سياسي للشباب داخل هذه المؤسسة باعتبار ان الشباب مؤثرون داخل المجتمع وشريحة كبيرة في داخله، مع ذلك نعاني
من ضعف التمثيل الشبابي داخل المؤسسة التشريعية او خارجها.
وفي موضوع التمكين، هناك منظمات مجتمع مدني محلية وخارجية تعمل على تمكين الشباب سياسيا خاصة ما بعد
احتجاجات تشرين وظهور طاقات شبابية هائلة واحزاب ناشئة بقيادة شبابية وكذلك شابات، لهذا كل منظمات المجتمع المدني
المحلية والدولية حاولت ان تكرس جهودها على موضوع الشباب، خاصة بعد تمكن المنتفضين من اسقاط حكومة عادل عبد
المهدي. مع ذلك نعاني من مشكلة داخل السلطة التشريعية وهي ضعف تمثيل الشباب داخل هذه المؤسسة، ولكن هناك جانبا
جيدا بعد تخفيض سن الترشيح من 35 الى 28 سنة، اصبح الشباب قادرين على الترشيح والدخول الى قبة البرلمان.
ان الشباب حاليا لديهم افكار ورؤى حداثوية والأحزاب داخل السلطة تشعر ان هذه الأفكار خطرة جدا وتهدد مصالحهم
السياسية.
الحكومات تحاربهم!
*المركز: ما الذي يدفع الى عدم تمكين الشباب في العراق؟
*هاشم النفاخ: اعتقد ان من يحارب الشباب هي الحكومة العراقية، نحن لدينا شباب مبدعون ومتمكنون في عدة مجالات سواء
سياسية او اقتصادية، لكن المعضلة الكبرى تتمثل في الحكومة العراقية فمنذ عام 2003، إذ أن جميع الحكومات التي جاءت
لم توفر امكانيات او تساعد الشباب، على سبيل المثال عندما يكون هناك مسؤول في وزارة الشباب والرياضة فهو لا يمثل
الشباب جميعا بل يمثل شباب الحزب الذي ينتمي اليه، وهنا تكمن المشكلة بأن الاحزاب والحكومات التي تمسك بالسلطة لم
تمكن الشباب وانما فئة معينة تابعة لهم. فالشاب الباحث عن فرصة معينة عليه الانتماء الى حزب متنفذ، وان يقدم تنازلات،
وبالتالي الحكومة العراقية تمثل المعضلة الكبرى على مستوى المناصب. اما في الجانب الاقتصادي فالحكومة حصرت هذا
الامر فقط بالتعيين، على سبيل المثال فأن الكثير من الشباب يتجهون الى الانتساب الى القوات الامنية او الى المليشيات من
أجل الحصول على راتب شهري، بالتالي تمت عسكرة المجتمع.
اعتقد ان الشباب موجودون في الساحة ولديهم امكانيات كبيرة، والمنظمات الموجودة حاليا تعمل على تمكينهم ولكن الحكومة
هي من ابتعدت عنهم واغلقت الابواب أمامهم بالتالي نتج عن ذلك احتجاجات تشرين ولغاية اليوم نحن نشاهد سلسلة من
الاحتجاجات تخرج بين فترة واخرى، وذلك بسبب ان الحكومة اغلقت الابواب امام الشباب.
المركز: في بلد يملك الكثير من الثروات ما الضرر في ان يكون الشباب متحكم في جزء من ارادة هذه الثروات؟
محمود سعدون: الشباب هم القادرون على صنع عملية التغيير، واذا توفر الوعي والقدرة على فهم الواقع بصورة صحيحة
يتولد الرفض لسياسات السلطة التي تعمد على تغييب الوعي بصورة ممنهجة، ابتداءً من المراكز التعليمية وصولا الى
الجامعات، بهدف صناعة جيل مغيب الوعي وغير مهتم بالواقع الذي يعيشه، منجذبا لقضايا ثانوية لا تصب في مصلحته.
عندما يكون الشاب واعيا ويفهم ما يدور في واقعه سيشكل تهديدا لهذه السلطة، ويهدد بقاءها ومصالحها. المشكلة لديهم ليست
في تمكين الشباب وانما في ادامة سلطتهم والمحافظة على مصالحهم الضيقة.