اخر الاخبار

احتفل العالم يوم الجمعة 12 آب باليوم الدولي للشباب، الذي كانت قد أقرته الأمم المتحدة منذ العام 2000 لتسليط الضوء على دور الشباب في تقدم المجتمعات، وسماع أصواتهم واحتوائهم وإنقاذهم من الفقر والجوع، فضلا عن تعليمهم.

أما في العراق فقد مرت هذه المناسبة مرور الكرام. إذ لا يزال الشباب العراقيون يعانون التهميش الحكومي وضياع الأحلام والآمال، ويرزحون تحت وطأتي البطالة والفقر. 

أزمات لا تتوقف

يقول المواطن محمد الأسدي، وهو من كربلاء، أن “الشباب العراقيين يعانون التهميش وعدم الاهتمام منذ عقود. فقبل 2003 ذاقوا مرارة الحصار والحروب، وبعد التغيير لم يتحسن حالهم أبدا”، مضيفا في حديث صحفي قوله، أن “الأزمات السياسية والأمنية والصحية والاقتصادية لم تتوقف. وكل ذلك انعكس على واقع الشباب وسلوكهم”.

ويتابع قوله أن “الكثير من الشباب صار يلجأ إلى المخدرات والسرقة. فأغلب شبابنا يتخرجون من الجامعات ولا يجدون وظيفة أو فرصة عمل تعينهم على توفير متطلبات الحياة الصعبة، في حين ترعى دول العالم الأخرى شبابها وتهيئ لهم سبل الحياة الكريمة”. 

طاقات متجددة

“لم يقتصر تهميش الشباب على الذكور دون الإناث، فكلا الجنسين لهما نصيب مشابه”. هذا ما تقوله الشابة تبارك مجيد، من بغداد. لكنها تعرب عن أملها في أن تكون هناك “التفاتة حكومية للشباب، وأن يجري دعمهم والارتقاء بإمكاناتهم، فضلاً عن توفير بيئة صحية ساندة لهم، باعتبارهم طاقات متجددة قادرة على العمل والإنجاز”.

وتضيف في حديث صحفي قولها: “أتمنى ان يكون للشباب صوت مسموع ومؤثّر، لتغيير الواقع وتوفير حياة كريمة لهم وللأجيال اللاحقة. كما أتمنى أن توفر فرص عمل لهذه الشريحة، تحول دون لجوئها إلى الطرق غير القانونية كتعاطي المخدرات أو السرقة أو حتى الإرهاب”. 

الدولة لا تسمعهم

وفقا لرئيس “مركز العراق لحقوق الإنسان” علي العبادي، فإن “الشباب العراقيين، على مستوى العمل السياسي، يعانون التهميش وعدم سماع الدولة أصواتهم”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا أن “البلاد شهدت تظاهرات مطلبية كثيرة سقطت فيها مئات الشهداء والجرحى من الشباب، وبالرغم من ذلك لم تنفذ الحكومة مطالب المتظاهرين”، مشيرا إلى أنه “لا تتاح لأغلب الشباب العراقيين فرص عمل، خاصة الخريجون الذين يقدرون بالآلاف، وذلك بسبب عدم وجود برنامج حكومي حقيقي لاحتواء هذه الشريحة”.

ويدعو العبادي إلى “ضرورة الاهتمام بالشباب من خلال إتاحة الفرص لهم على مستوى القرار السياسي، وتطبيق برامج الأمم المتحدة المعنية بهم، فضلا عن وضع الخطط الحقيقية لاحتضانهم وتوفير سبل الراحة لهم وتعزيز دورهم في الحياة. فهم ثروة وطنية مهمة”.  

هدف للكوارث والأزمات

“في الوقت الذي يُعدّ فيه الشباب الشريحة الأكثر قدرة على بناء الدول والمجتمعات واستقرارها، يكونون في المقابل الحلقة الأكثر استهدافا خلال الأزمات والكوارث، والأكثر استغلالا من قبل المجاميع التي تستهدف السلم وحقوق الإنسان” – بحسب عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان علي البياتي، الذي يؤكد في حديث صحفي، أن “مناقشة مشكلات الشباب ووضع الحلول لها، وإشراك هذه الشريحة في القرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني، أساس لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تتبناها الأمم المتحدة”.

وينوّه البياتي إلى أن “نسبة الشباب في المجتمع العراقي تصل إلى 60 في المائة. وفي الوقت الذي يمكن فيه أن يكون الشباب سببا لتحقيق التنمية المستدامة وبناء الثروة الاقتصادية، يمكن أيضا في حال إهمال دورهم وطموحاتهم أن يكونوا سببا للدمار والخراب، وهدفا لمجاميع التخريب والعصابات”.   ويؤكد أن “الشباب العراقي اليوم بلا خطط حقيقية للاهتمام بهم. وعلى الرغم من وجود وزارة الشباب والرياضة والعديد من المؤسسات الحكومية المعنية بالشباب، إلا أن الحكومة تفتقر إلى سياسات عملية للاستفادة من هذه الشريحة واستثمار طاقاتها الكبيرة وتوفير متطلبات تطوير قدراتها، ومنحها حقوقها وجعلها جزءا من مقومات بناء الدولة”.