اخر الاخبار

مرت تسعة شهور على اجراء الانتخابات النيابية، لكنها لم تكفِ مجلس النواب وقواه السياسية المتنفذة لبدء الاعمال الحقيقية لمجلس النواب مثل تشريع القوانين ومراقبة الأداء الحكومي وتشريع الموازنة، في حين غابت الوعود التي قطعت اثناء الحملات الانتخابية عن الأداء البرلماني، منذ لحظة أداء القسم الدستوري.

ويتحدث شباب لـ”طريق الشعب” عن خيبة أملهم بالنواب الشباب الذين وصلوا الى قبة مجلس النواب، لكنهم لم يلتفتوا الى القضايا الشبابية التي اوصلتهم الى ما هم عليه الآن.

ناظم سياسي عاجز

وتقول الشابة بسمة رياض في حديث لـ”طريق الشعب”: ان “جميع الجلسات التي عقدت حتى الآن لم تتناول في الواقع قضايا تخص الشباب. انهم فشلوا في انتخاب رئيس الجمهورية،  شعور محبط جدا ان نرى مجلس النواب بعد 8 شهور على الانتخابات وهو لم يقدم شيئا، سوى الانشغال بتقاسم الكعكة، تاركا القضايا المهمة التي تنعكس سلبا على واقع المواطن البسيط”.

وأضافت رياض ان “المسؤولين بغالبيتهم اثبتوا من خلال التجربة انهم لا يعيرون المواطن اي اهمية، ويقدمون مصالحهم الخاصة على مصالح الشعب والبلد، فالشباب وكبار السن هم ضحايا الفاسدين”.

وتابعت “ادركنا وبعد مرور 18 عاما ان المنظومة السياسية اصبحت عاجزة عن تلبية متطلبات وحاجات الناس، وتحقيق تطلعات الشباب او على الاقل توفير فرص عمل لهم او تطويرهم وتنمية مهاراتهم”.

وعن المطلوب، أكدت الشابة بسمة رياض أنه “لا بد من تشريع قوانين تخدم مصالح شريحة الشباب، والقضاء على البطالة، وايجاد سوق عمل لهم، لتمكينهم اقتصاديا، عبر تنويع القاعدة الاقتصادية للبلد، حتى تتمكن الدولة من استيعاب العدد الهائل من الخريجين سنويا”.

تمسك بنهج المحاصصة

وتحدث الشاب احمد سعد لـ”طريق الشعب”، عن عجز مجلس النواب عن أداء مهامه بالقول: ان “البرلمان وبعد مضي تسعة شهور، عجز عن انتخاب رئيس الجمهورية وبالتالي تكليف رئيس الوزراء، والسبب في ذلك ان الكتل المتنفذة لا تزال متمسكة بنهج المحاصصة والفساد، وهذا الصراع تنعكس اثاره سلبا على المواطن البسيط”.

وخلص الى ان على البرلمان ان “يؤدي واجبه الحقيقي فالناس التي انتخبت النواب كانوا يتطلعون الى عمل لانتشالهم من واقع صعب وظروف معيشية صعبة، وأعتقد انها فرصة يجب عليهم ان يغتنموها جيدا، لأجل اعادة ثقة الشباب بالنظام السياسي قبل فوات الأوان، والاهم من كل هذا تجنيب المواطن الانعكاسات السلبية للصراع السياسي، وهو ما لا يحدث بكل تأكيد”.

لم يقدم أي جهد

وتحدث الناشط الشبابي علي هاشم، لمراسل “طريق الشعب”، ويقول: “إن البرلمان لم يقدم أي جهد طيلة الفترة الماضية، غير قانوني حظر التطبيع والدعم الطارئ المالي. أنا أقول إن الدورة الحالية ليس لها وجود أساساً”.

ويضيف هاشم، ان “المنظومة الأساسية فاشلة من أساسه، ومجلس النواب جزء من هذه المنظومة، ناهيك عن انه لا يمتلك غطاء شعبيا وهو قد تجاوز على المدد الدستورية، لذا من المفترض ان يجري حله”، متسائلاً “وهنا ما هو البديل، في حال لم تتحقق مطالب الناس في التغيير كون أية انتخابات تعود بنا الى ذات نهج التوافق، تمثل تراجعا، وان الحل ليس بحل البرلمان وحده، إنما يجب تغيير المنظومة السياسية الفاشلة المسيطر عليها من قبل عدد من العوائل الحاكمة”.

لا يمثل الجميع

وقال إبراهيم محمد، وهو أحد شباب انتفاضة تشرين، إن “وجود البرلمان من عدمه لا يمثل شيئا، لعدم وجود أي تغيير. ولم نر أي فرق في الشارع العراقي”.

واضاف محمد، “حتى لو جرى استثناء بعض الشخصيات التي تمثلت في مجلس النواب عن طريق انتفاضة تشرين، لكنهم ليس بإمكانهم ان يفعلوا شيئا، كون هذا البرلمان لا يمثل جميع المواطنين. والتمثيل الحالي هو للمصالح الشخصية وللفئات الحاكمة فقط”.

وزاد بالقول: ان شرعية مجلس النواب منقوصة، لذا ان افضل الحلول السلمية تكون عبر حله وإعادة الانتخابات، وفق المستلزمات التي تؤدي للتغيير المطلوب.