اخر الاخبار

أضحى قطاع التعليم في العراق مهدداً بالضياع، بعد جملة من الخروقات والمشاكل التي واجهته في الفترة الماضية.

ويحمل معنيون ومتابعون المنظومة السياسية المتنفذة، مسؤولية تدني مستوى هذا القطاع، بسبب استخدامهم السيئ للسلطة، واعتبار هذا الملف “غنيمة” حصلوا عليها، واستغلوا مواردها لمصالح ضيّقة.

وبعد سلسلة من الفضائح ومنها تسرّب الاسئلة ومن قبلها المدارس الطينية ونقص الكوادر التدريسية ونقص الكتب والقرطاسية والرحلات وفقدان المختبرات وغيرها الكثير، طفت على السطح تسريبات تفيد بتفاقم حالات تعاطي المخدرات والتحرش الجنسي بين أوساط طلابية في المدارس والجامعات.

وتسعى “طريق الشعب” الى تسليط الضوء على هذه الظواهر ضمن تقاريرها في هذه الصفحة.

فصل محاضر

وقررت مديرية تربية الديوانية فصل محاضر بعد إثبات التحقيق معه انه ابتز إحدى طالباته، وقيامه بالتلاعب بدرجاتها الامتحانية.

وتناقلت وكالات الانباء كتباً رسميّة صدرت عن المديرية.

وكانت “طريق الشعب” اطلعت على تسجيل مسرّب يظهر قيام مدرس بابتزاز طالبته عبر مكالمة هاتفية.

قصة تحرش

وفي السياق تحدثت نور قاسم عن آلامها ومعاناتها التي تعيشها في الجامعة بعد رفضها الانصياع لرغبات أحد الأساتذة.

وقالت نور في حديث مسجل، اطلعت عليه “طريق الشعب”: تحملت بصبر تحرش الأستاذ بي منذ مرحلتي الجامعية الأولى، ولم أتجه للشكوى تجبنا لإثارة المشاكل، وحفاظا على سمعتي ومستقبلي”.

وتضيف “بدأت قصتي منذ المرحلة الأولى في الجامعة، حينما كان أحد الأساتذة يبتسم لي باستمرار، حتى أوقفني في إحدى المرات، وسألني عن مرحلتي الدراسية، ثم رحّب بي وأخبرني بأنه أستاذ في القسم، ومستعد لمساعدتي في كل ما أحتاج إليه وطلب رقم هاتفي”.

وتضيف “لقد بالغ بحرصه عليّ، وصوّر لي الحياة الجامعية أشبه بغابة، وأنه سيكون المنقذ والمساند لي بحكم علاقاته داخل الوسط الجامعي، لذلك أخذت الموضوع بحسن نية، لكن بعد فترة وصلتني رسائل منه في منتصف الليل، وقد كانت رسائل تحرش صريحة (...). غيرت رقم هاتفي وابتعدت عن أي نوع من التواصل معه”.

الهدف.. الحصول على الشهادة

وتتابع قاسم حديثها: “كنت أعتقد أنه سيخجل مني عندما يراني من جديد، إلا أنه تحدث معي وأخبرني بأنه يرغب في علاقة عاطفية بيننا فأجبته بالرفض القاطع. ومنذ تلك اللحظة بدأ يستخدم شتى أساليب الإهانة والتجاوز أينما يراني، حتى وصل به الأمر الى أن يبحث عن قاعتي الامتحانية لكي يزعجني ويؤثر على إجابتي في الامتحانات النهائية”.

وتواصل بالقول: “هذه التصرفات استمرت لسنتين حتى وصلت الى المرحلة الثالثة، وهي المرحلة التي تضاعفت فيها معاناتي بسبب تدريسه لإحدى المواد فيها، وفي أول محاضرة له قال لي بالنص: (هذه السنة لن تري النجاح)، وهذا ما حدث بالفعل، اذ ظهرت النتائج وكنت راسبة بثلاث مواد دراسية، بضمنها المادة التي يدرسها”.

وحول أسباب عدم توجهها لرفع شكوى ضد الأستاذ المذكور، لدى رئاسة الجامعة، تذكر نور قائلة: “كنت خائفة من خسارة شهادتي الجامعية أو التعرض لمزيد من المشاكل في حال فكرت باللجوء للشكوى، وهذا ما نصحتني به عائلتي، لذلك كان خياري الوحيد هو الصمت والصبر حتى أنتهي من الجامعة وأحصل على الشهادة.”

الجامعات تتعامل بجدية

من جهته، يقر الأكاديمي عبدالله الربيعي، وهو أستاذ في إحدى الجامعات الأهلية، بتفاقم الظاهرة، ويقول في تصريح صحفي اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “الجامعات العراقية تتعامل بجدية حقيقية مع الشكاوى التي تقدم لها بهذا الخصوص، وهذه الظاهرة موجودة بالفعل، ففي القسم الذي أعمل فيه كتدريسي تم فصل أستاذين خلال سنة واحدة، بسبب شكاوى قدمت من الطالبات اللواتي تعرضن للتحرش والابتزاز، وأرفقن الشكوى بدليل يثبت هذا الادعاء”. ويشير الربيعي، إلى أن “المشكلة لا تكمن بالإجراءات أو بجدية الجامعات في التعامل مع هذا النوع من القضايا، بل بسبب الطالبات أنفسهن، فالطالبة التي تتعرض لهذا الموقف تلجأ للصمت بسبب التربية الشرقية المحافظة التي علمت النساء على السكوت عن المتحرش بدعوى الخوف من الفضيحة والحفاظ على السمعة، وكذلك هناك جهل بالقانون وبالإجراءات، وبالتالي فإن الطالبة أحيانا تعتقد أن لجوءها إلى رفع شكوى ضد الأستاذ سيعرضها للرسوب، ولكن على العكس تماماً فالجامعات لا تتهاون مع هذا الملف أبداً”.

المخدرات في المدارس

وتحدث مصدر يعمل في المديرية العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية لـ”طريق الشعب”، عن انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في عدد من المدارس الحكومية في جانبي بغداد (الكرخ والرصافة).

وكشف المصدر الذي رفض كشف اسمه، عن آلية وصول المخدرات الى المدارس، بالقول: “تتم عن طريق موردين الى بعض الطالبات والطلبة المتعاونين، ومن ثم الى المتعاطين. ويجري الترويج لها عبر السيكارة الإلكترونية “فيب” في بداية الأمر، ومن ثم يصبح التعاطي بصورة اعتيادية”. وافصح المصدر عن “وجود معلومات تؤكد تعاون ضباط ومسؤولين لتيسير وصول المخدرات الى المتعاطين في المدارس”.