اخر الاخبار

مع حلول فصل الصيف، شهدت محافظة المثنى، شأن بقية محافظات العراق، تراجعا كبيرا في تجهيز الكهرباء الوطنية، ما شكل معاناة إضافية لهذه المحافظة المنكوبة من النواحي الخدمية والاقتصادية والمعيشية.

وكشف ارتفاع الحرارة الى حوالي منتصف درجة الغليان هذه الأيام، عن ترهل واضح في عمل المنظومة الكهربائية في جميع مدن المحافظة وقصباتها. فما أن يزداد الحمل على المحولات الكهربائية في الأحياء السكنية، حتى تتعرض للعطب والانهيار.

ويبدي العديد من أهالي المحافظة عبر “طريق الشعب”،  تذمرهم من “الإجراءات الترقيعية” التي تتخذها السلطات إزاء أزمة الكهرباء منذ 2003 حتى اليوم. إذ يتكرر السيناريو سنويا، ومعه الوعود التي تقطعها وزارة الكهرباء بأن يكون هذا الصيف أفضل من سابقيه من حيث توفير التيار الكهربائي، ما بدا لهم أن ذلك كله حبر على ورق!

ثلثا اليوم بلا كهرباء

يقول المواطن عمار كامل، وهو من أهالي “حي العروبة” في السماوة، انه منذ دخول فصل الصيف، بدأ انقطاع الكهرباء يزداد تدريجيا، حتى وصل هذه الأيام إلى 4 ساعات مقابل ساعتين تجهيز، ما يعني أن الكهرباء تتوفر 8 ساعات في اليوم فقط!

أما في “حي العزل” فتبدو الأزمة أشد. إذ يؤكد المواطن قاسم محمد أن منطقتهم، بالإضافة إلى كونها منسية من ناحية الخدمات البلدية، تعاني اليوم تدهورا كبيرا في تجهيز الكهرباء الوطنية، مبينا أنه لا يوجد جدول زمني منظم للانقطاعات.

ويتحدث محمد لـ “طريق الشعب” عن تهالك محولات الكهرباء في حيهم الفقير، التي ما أن ارتفعت درجات الحرارة وازداد الحمل عليها، حتى كثرت أعطالها، لافتا إلى أن شعبة الصيانة في دائرة الكهرباء تتأخر في معالجة الأعطال، وأحيانا يستمر العطل أكثر من 10 ساعات.

جباية لقاء لا شيء!

من جانبها، تقول المواطنة إيمان (أم علاء)، أن فاتورة الكهرباء التي وصلتها الشهر الماضي، بلغت 45 ألف دينار، بالرغم من كونها لا تمتلك في منزلها مكيفا أو جهاز سبلت أو أي جهاز كهربائي يستهلك طاقة كبيرة، وليس عندها سوى مروحتين سقفيتين، معتبرة الأمر “شكلا من أشكال الفساد المالي والإداري”.

أصحاب المولدات يضاعفون سعر الأمبير

وبسبب كثرة انقطاع الكهرباء الوطنية، يضطر أصحاب المولدات الأهلية إلى تشغيل مولداتهم فترات أطول، ومقابل هذا التشغيل الإضافي يقومون برفع سعر الأمبير، حتى تجاوز الـ 10 آلاف دينار في معظم مناطق المحافظة – بحسب المواطن جبار كاظم، الذي يؤكد أن التسعيرة الجديدة شكلت عبئا إضافيا على أبناء المحافظة، الذين يقع معظمهم دون مستوى خط الفقر.

إلى ذلك، يبدي المواطن كريم محسن امتعاضه من تكرار أزمة الكهرباء سنويا تحت وطأة لهيب الصيف، لافتا إلى أن المسؤولين يرجعون المشكلة كل عام إلى أسباب غير مبررة، وهذا الموسم أرجعوها إلى تقليل واردات الغاز الإيراني بسبب عدم دفع السلطات مستحقاته، وأيضا إلى أعمال التخريب التي تطال المنظومة الكهربائية على يد الإرهابيين والمخربين.

لامتضرر غير المواطن

ويرى محسن، أنه “بين هذا وذاك، أن المتضرر الوحيد هو المواطن، الذي صار لا يثق بالجهات المسؤولة، نظرا لمماطلاتها وعدم تنفيذها وعودها”.

ويبدو من خلال تصورات المواطنين الذين التقت بهم “طريق الشعب”، أن الحلول الجذرية لمعالجة أزمة الكهرباء غير متوفرة، وحتى مشاريع الطاقة البديلة التي تتناقلها ألسن بعض المسؤولين، لا يبدو انها تغطي الحاجة الفعلية من التيار الكهربائي، سوى تغذية إنارة الشوارع!

ويعرب المواطنون عن أسفهم على المليارات الكبيرة التي أنفقت على قطاع الكهرباء، دون أن يتغير شيء على أرض الواقع، بل أن المشكلة تزداد تعقيدا عام بعد آخر!