اخر الاخبار

تنتشر في عموم المحافظات، أبنية كبيرة وواسعة، ترفع عليها لافتات كبيرة بعنوان (المنتدى الشبابي)، لديها الكثير من الأهداف، أهمها تطوير قابليات الشباب وتوسيع مداركهم الفكرية والثقافية والابداعية، لكن هذه المنتديات عانت ومنذ فترة طويلة، من غياب الدعم المالي وقلة الكوادر المتخصصة ونقص حاد في التجهيزات، ما أدى إلى توقف معظم أنشطتها وباتت أمكنة طاردة للشباب.

وتجري حالياً محاولات جادة لإحالة تلك المنتديات إلى الاستثمار، وهي خطوة رفضها أغلب من التقى بهم مراسل “طريق الشعب”، كونها ستتحول إلى منتديات ربحية، وتغيب الأهداف التي تأسست من اجلها.

“طريق الشعب” التقت عددا من المهتمين وأجرت هذه اللقاءات معهم.

قضية خاسرة

خالد الركابي، مدير مديرية شباب الرصافة، قال ان “احالة المنتديات الشبابية للاستثمار (قضية خاسرة)، فمشروع الشباب يجب ان يكون للشباب، لا ان يستثمر خارج نطاق الشباب، ويحوّل الى مول او مشروع تجاري او جامعة. وبالتالي يكون الشباب هم الخاسرون. ان استثمار المنتديات غير صحيح”.

وعن عزوف الشباب عن المشاركة في هذه المنتديات، يؤكد الركابي، ان انعدام الاهتمام فيها بسبب غياب التخصيصات المالية اذ لم يجر تطويرها، إضافة الى نقل الصلاحيات من الوزارة الى المحافظة، التي هي غير معنية بأمور الشباب. هناك حاجة جدية للمعاجلة وليس إحالة المنتديات الى الاستثمار”.

لا تتناسب مع عدد الشباب

محمد خضير المشرف الرياضي في تربية الرصافة الثانية، يقول إن “منتديات الشباب، تأسست في فترة الستينات من القرن الماضي، وتم بناء عدد قليل منها خلال الفترة الماضية، إلا أنها لا تتناسب مع الزيادة العددية للشباب حالياً، وهي تواجه إهمالاً مقصوداً ونقصاً حاداً بالتخصيصات المالية، بهدف خصخصتها او احالتها إلى الاستثمار وهذا ما سيحولها إلى واقع آخر غير الذي أنشأت من اجله”.

وتابع خضير، أن تحويل ملف المنتديات إلى إدارات المحافظات أمر غير صحيح أيضاً، لأنها لم تشهد اهتماما بالجانب الشبابي حاليا من قبل المحافظين، لافتاً إلى ان “الفعاليات في هذه المنتديات تقتصر على البنين، ومن النادر ان تشارك الشابات في أنشطتها، لهذا يجب ان تعمل الجهات المعنية على إقامة فعالية خاصة بالمرأة الرياضية والشابات”.

أمنيات بدعم الرياضة النسوية

وتشير لاعبة منتخب العراق بكرة القدم للشابات زهراء باسم، إلى الصعوبة التي تواجه النساء الرياضيات بالدخول إلى المنتديات الشبابية بسبب العادات والتقاليد او بسبب نظرة المجتمع القاصرة للرياضة النسوية.

وتضيف لـ”طريق الشعب”، ان هناك “تقصيرا في المنتديات النسوية والشبابية، مع غياب الدعم للرياضة النسوية وعدم إقامة البطولات الرياضية ولا الدوريات. امنيتي ان يجري تقديم الدعم للرياضة النسوية”.

وتحدث المشرف الفني مهدي جبار قاسم عن نجاح تجربة منتدى شباب البلديات، كونه الحاصل على التقييم الأول في العراق خلال السنة الحالية، وهو يهتم بالشباب والرواد، ويقدم خدمات للرياضيين بصورة عامة، لذلك حصل على هذا التقييم.

ويؤكد زميله المشرف الفني صادق عباس، أن عدم وجود الدعم المالي، يعد أبرز المعوقات في عمل المنتديات الشبابية وهذا يؤثر على القيام بالدورات الرياضية والعلمية والثقافية والفنية، إضافة إلى قلة دورات تطوير كوادر المنتديات والاعتماد على جهودهم الذاتية “وهذا لا يلبي الطموح”.

ويشير عباس إلى اختصار فعاليات العديد من المنتديات الشبابية على الألعاب الرياضية ككرة القدم والسلة والبرامج التثقيفية البسيطة.

وتابع ان “هناك منتديات خاصة بالنساء وهي قليلة، يقتصر عملها على دورات الخياطة والرسم والعلوم البسيطة التي تحتاجها الشابة”.

فقدان حلقة الوصل

وتقول مدربة المنتخب النسوي المدرسي أسيل غسان لـ”طريق الشعب”، ان “هذه المنتديات تأسست لغرض تقديم الرعاية الحكومية للشباب، بمختلف الفئات العمرية، وتنمية قابلياتهم الرياضية والفكرية والثقافية والفنية، وان وزارة الشباب والرياضة يجب ان تقدم دعمها لهذه المنتديات”.

لكنها تشدد على افتقار المنتديات حالياً لأبسط الأمور من المستلزمات، مثل صيانة القاعات وتنظيم البطولات والمهرجانات، وغياب الندوات التثقيفية - هناك ضعف واضح - في أداء الرياضي في الجانب الثقافي والفكري وكيفية تطوير نفسه وعقليته بسبب غياب المنتدى، كونه نقطة الانطلاق للاعبين.

وتأمل غسان، ان “تكون هناك حلول سلمية وجادة للقضاء على المعوقات السلبية التي تواجه عمل المنتديات، كونها لا تؤدي دورها بصورة صحيحة”، داعية الى تطوير الجوانب الإيجابية في المنتديات، لتجنب المعوقات وإيجاد جيل شبابي يرفع اسم العراق في كل المحافل، لكن هذه المنتديات تعاني من الإهمال وتكثر فيها الاتربة وملاعبها غير صالحها، مع تهالك مرافقها الصحية.

وتختتم حديثها بالقول، يجب ان “نجد حلقة وصل بين المنتدى والمدرسة والعائلة وكذلك تطوير إمكانيات العاملين في المنتديات”.