اخر الاخبار

زادت الازمة الاقتصادية التي مرّ بها البلد في السنوات القليلة الماضية، من انتشار الباعة الجوالين، في عموم المحافظات، ما جعلها اشبه بالظاهرة.

وبمحصلة عامة، يمكن القول ان أعدادا واسعة من العوائل تعتاش على هذه البسطيات، في ظل توقف عجلة الانتاج وغياب المعامل والمصانع وتراجع الزراعة.

«طريق الشعب» تجولت عبر مراسليها في البصرة حافظ الجاسم، وفي السماوة عبد الحسين السماوي، وفي الشطرة احمد طه، والتقت بعدد من الباعة الجوالين، ونقلوا لنا احاديثهم.

اكرم فزاع (بائع جوال في سوق الزبير بالبصرة) يقول: بين الحين والاخر تقوم البلدية والجهات الحكومية بإجلاء اصحاب البسطيات من الاسواق، وقد طالبنا مراراً بتوفير اماكن مخصصة وقانونية من قبل الحكومة المحلية، لتكون اسواقا شعبية، دون اي جدوى رغم الوعود الكثيرة التي وعدنا بها.

ويعتقد فزاع ان «اغلب الحالات التي يتم فيها توجه البلدية لإزالة البسطيات تكون بدفع من اصحاب المولات والمحال التجارية الكبيرة لغرض سيطرتهم على السوق وبالأسعار التي يرونها مناسبة، وذلك عبر تقديم الاموال للجهات المعنية بغية ازالة هذه البسطيات».

ومن سوق السماوة، يذكر المواطن محمود كاظم صاحب بسيطة: انه تخرج منذ سبع سنوات، ولم يحصل على وظيفة او عمل اخر، ما اضطره الى العمل بائعا جوالا في السوق، بالرغم من المعاناة اليومية من قبل مراقبي البلدية والشرطة.

ويقر أنه «متجاوز على الرصيف المخصص للمارة»، لكنه يعلل ذلك بسبب العوز والفقر وليس باستطاعته توفير مبلغ كبير لتأجير محل بشكل نظامي.

ويتحدث المواطن فاضل غانم عن مرارته من البحث عن فرصة عمل، كونها لا تتوفر الا في حال دفع الرشوة او وجود واسطة قوية.

ويضيف «اعمل منذ خمسة أعوام في هذه البسيطة لبيع الخضار، لأنني مضطر على ذلك بسبب سوء الأحوال المعيشية. وفي حالة حصولي على فرصة عمل اترك البسيطة بسبب الإهانة اليومية من قبل الاجهزة الامنية، اذ عادة ما يقومون بتلف بضاعتنا».

ويقول مراقب البلدية في السماوة كريم عبد، ان «هناك استغلالا من الباعة الجوالين للرصيف سببه ضعف المراقبة والمتابعة من قبل الحكومة المحلية».

ويتحدث عن ان هذه الحالة تحدث ارباكا للمارة، ومن الممكن ان تؤثر على الوضع الامني.

وفي سوق الشطرة حيث تنتشر البسطيات بشكل لافت، يقول رائد غازي، وهو خريج معهد تقني قسم كهرباء، لكنه يعمل بائع ملابس: اعمل في هذه البسطية منذ سنوات لأحصل في أحسن الاحوال على ما يسد الرمق وشراء الطعام، كون عائلتي كبيرة.

ويضيف انه تقدم بطلب لدائرة الرعاية الاجتماعية للحصول على راتب يعينه، «لكن للأسف اصبح هذا الاستحقاق فقط لجمهور الاحزاب المتنفذة».

ويتمنى غازي ان تجد الجهات المعنية الحلول المناسبة للباعة الجوالين كون عدد منهم من اصحاب الشهادات وهم قادرون على الانتاج والعطاء.

المواطن علي، يعمل ببيع الادوات المنزلية، يقول: ان «الفقر والعوز اجبرنا على افتتاح هذه البسطية كونها تلبي احتياجات عائلتي البسيطة، لكن في الفترة الماضية، عندما شهد السوق ارتفاعاً في الاسعار بسبب تغيير سعر الصرف، اثر ذلك على وضعنا المعيشي لقلة البيع مقابل زيادة اسعار السلع التي نشتريها من تجار الجملة».

وعن خطة البلدية في رفع التجاوزات يؤكد انها «عشوائية، اذ يجري نقلنا من مكان الى آخر في نفس الشارع، وان عددا من اصحاب المحال يطالبوننا بدفع ايجار للرصيف الذي نعمل عليه».