اخر الاخبار

يشكو الكثير من سكان مدينة الموصل، من سيطرة بعض الجهات المتنفذة على أراض وعقارات تابعة للدولة وللمواطنين، ويلاحظون سعي هذه الجهات في العديد من المناطق، لإحداث تغيير ديموغرافي.

ويوضح المواطنون أن العملية تتم من خلال شراء الاراضي من المواطنين المتعاونين معهم او بالتهديد، وإسكان عناصر او عوائل قريبة أو موالية لهم، وذلك لتوفير مبررات وجودهم.

عصابات متنفذة

وبحسب مسؤولين في محافظة نينوى، فإن سيطرة هؤلاء المتنفذين على العقارات، تجري بالتعاون مع عصابات من مزوري سجلات العقار، ثم يجري بيعها على أنها ملك لأشخاص، الأمر الذي يدر عليهم مبالغ مالية كبيرة، تصل إلى ملايين الدولارات.

واكد مصدر من داخل سهل نينوى في حديث خص به “طريق الشعب”، ان “هناك مسعى لإحداث تغيير سكاني في ألقوش والبلدات والمناطق الاخرى، وتغيير هويتها”، موضحا ان “سهل نينوى يضم الاكراد والعرب وكافة التنوعات الاخرى، التي تتعايش تاريخيا في ما بينها، بعيدا عن كل الصراعات. بينما يسكن ألقوش الايزيديون والمسيحيون منذ القدم. وتعتبر هذه البلدة آخر معقل للمسيحيين، ظل محافظا على هويته”.

ونوه المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، بأن معلومات تصلهم بين الحين والآخر “عن قيام بعض الاحزاب المتنفذة، ببناء بيوت وإسكان أعضائها، او شراء الاراضي في مناطقهم، لإضفاء شرعية على وجودهم”، مشيرا إلى أن “دور الشرطة الاتحادية في ألقوش مغيّب تماما”.

هجرة للشباب

وعن الواقع الشبابي، اشار في حديثه الى أن “دور الشباب مغيب تماما او أنهم ينوون الهجرة وربما هاجروا؛ لأن هناك تضييقا على حرية التعبير واعتداءات تتكرر على الشباب، وان انتهاك الحريات كبير. وفي اكثر الاحيان يتم اجبار المعتقلين بسبب الرأي، على توقيع تعهدات بالتزام الصمت. وهذه العوامل كفيلة بدفع الشباب للهجرة”.

وأشار المصدر إلى حادثة وقعت في العام 2017، حين “تمت اقالة مدير الناحية بصورة غير قانونية، تحت تأثير جهة متنفذة، علما انه فاز بحكم من المحكمة الادارية، وعند رجوعه الى الناحية لمزاولة عمله توجهت اليه قوة واعتدت عليه واخرجته بالقوة، وتم تنصيب شخصية اخرى تابعة لذات الجهة”.

وقال المصدر المطلع ان “هناك مناطق مثل برطلة وقره قوش وكرمليس يسيطر عليها فصيل مسلح، يمارس اساليب مرفوضة لإحداث التغيير السكاني، وبرطلة بالذات بيع الكثير من اراضيها، واصبح من الصعب الحفاظ عليها، بسبب ان الكثير من الناس باعت أراضيها سواء بالتهديد او بدونه”.

وتابع ان هناك جهة مسلحة “تسيطر على كامل الاراضي من بلدة باطنايا وصولا الى ألقوش، التي تخضع لسيطرة جهة مسلحة اخرى، نزولا باتجاه الموصل. وفي داخل الموصل هنالك ايضا جهات مسلحة متنوعة تسيطر عليها”.

واختتم المصدر بالحديث عن الوضع في سهل نينوى، قائلا انه “ليس بمعزل عن الوضع العام في بقية المناطق، فهو ايضا يعاني من ازمة ارتفاع الاسعار والوضع الاقتصادي فيه سيء جدا، وسط انعدام فرص العمل”.

من جانبه قال الناشط المدني (ع . ن)، لـ”طريق الشعب”، ان “سهل نينوى يشهد تواجد مكثفا لعديدا الفصائل المسلحة التي تسعى الى فرض سيطرتها المطلقة واحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة بهدف تحقيق مشاريع دولية”، مشيرا الى ان “الانطباع السائد الان في المنطقة هو سيطرة اللادولة على جميع المفاصل الحيوية فيها بفعل تأثير السلاح”.

وأضاف ان “هناك محاولات لاستهداف المسيحيين عن طريق الترغيب والترهيب تارة من خلال عرض مبالغ مالية كبيرة لقاء شراء منازلهم، وتارة أخرى بتهديدهم والتضييق عليهم لدفعهم إلى الهجرة ومغادرة المنطقة”.

واكد ان “الهدف من التغيير السكاني هو انشاء منطقة تابعة لسيطرة جهات معينة، لتأمين طريق خاضع لنفوذهم يربط بين ايران وسوريا ولبنان عن طريق نينوى”، مبينا “وجود محاولات لفرض السيطرة على بغديدا وبرطلة”.

وتابع ان “المواطنين في هذه المناطق عقدوا الامل على زيارة البابا للعراق للتدخل في منع التضييق على ساكني هذه المناطق لكن أي من ذلك لم يحدث، وواصلت القوى المتنفذة حملاتها بشكل شرس لاستهداف المسيحيين”، مؤكدا “تعرض المواطنين للابتزاز من قبل السيطرات وفرض الاتاوات، ومحاولة فرض واقع اجتماعي جديد على ساكني هذه المناطق”.