اخر الاخبار

اعتاد القطاع التربوي منذ عقود على تنظيم السفرات الترفيهية لكسر الروتين وإعطاء فسحة من الراحة للطلبة، وتزويدهم ببعض المعارف العيانية.

وشهدت السنوات الأخيرة عودة لهذا النشاط في ظل استقرار الوضع الأمني، الا إن ما يؤسف له حقاً تعرض الطلبة في العديد من هذه النشاطات الى حالات استغلال بشعة، تؤذي الطلبة، وخاصة المنحدرين من عوائل كادحة، لاسيما أثناء زيارة بعض الأماكن السياحية.

وفي تعميم مديريات التربية في بغداد والمحافظات، حددت السلطات أماكن ترفيهية معينة للسفرات، وشددت على أن تكون تلك السفرات مجانية، لكن إدارات المدارس لا سيما الأهلية استحصلت مبالغ غير قليلة من الطلبة.

مشاريع تجارية

ففي منتجع الجزيرة السياحية، شكا طلبة وطالبات في المراحل المتوسطة والإعدادية من المعاملة الاستغلالية التي تعرضوا لها أثناء ذهابهم الى هناك في سفرات مدرسية.

وتصف زهراء صلاح، الطالبة في الصف السادس الإعدادي، إجراءات إدارة منتج الجزيرة السياحي بأنها “مخجلة”.

وتقول صلاح لـ”طريق الشعب”: ان “الطلبة ذهبوا مع ذويهم في سفرات نظمتها وزارة التربية عبر مدارسها، وكانت بأسعار رمزية، فدفع الطالب مبلغ 1000 دينار فقط، و5 الاف عن كل شخص مرافق”. وتضيف انهم عندما وصلوا إلى بوابة الجزيرة “طالبونا بدفع 15 الف دينار مقابل الدخول إلى المكان المخصص للسفرة”.

وتواصل زهراء حديثها بأن كادر المنتج أبلغهم بأن المبلغ المدفوع يشمل استعمال الألعاب “كان على الجميع أن يدفع، حتى لو لم يرغب في اللعب. لكننا تفاجأنا بأن عددا من الألعاب لم تكن مشمولة بعرض الـ15 الفا، فاضطررنا الى الدفع مرة أخرى”.

وتفاجأت زهراء وزميلاتها بقيام إدارة المنتجع، مسبقا، بتسييج المكان الذي يتحركن فيه “عزلونا تماما عن التجوال بحرية في بقية الأماكن الخضراء ومنعونا من الذهاب إلى برج الجزيرة”.

ويمكن للسائحين دخول المنتج مقابل 2000 دينار للفرد الواحد، والتجول بحرية تامة في داخله “بينما شمل الابتزاز الطلبة وذويهم فحسب”، بحسب زهراء.

مبالغ هائلة للطعام والشراب

وفي “قائمة الاستغلال” التي كشفت عنها زهراء صلاح، تضيف المواطنة شيماء حيدر، والدة أحد الطلبة في الصف الثالث المتوسط، أن أسعار الأطعمة والمشروبات والحلويات تم بيعها إلى الطلبة بما يعدل أربعة أضعاف سعرها الأصلي تقريبا.

وتقول حيدر لـ”طريق الشعب”، ان “الكافيتريات باعت للطلبة ساندويتش صغيرا جدا مع عبوة بيبسي بمبلغ 5000 دينار. بينما حددت سعر قدح البطاطا الصغير بـ 3000 دينار”.

وتضيف ولي الأمر أن عوائل الطلبة صدموا بهذا “الابتزاز المخزي”.

ولا تعترض إدارات المدارس على الإجراءات الاستغلالية التي تمارسها إدارات الأماكن الترفيهية، لأنها تتلقى مكافآت جيدة من الأماكن تحدد بحسب عدد الحافلات التي تنقل الطلبة: من 100 الى 250 الف دينار عن كل حافلة ذات الـ44 مقعدا، بحسب ما أكد طلبة ومعلومون لمراسل “طريق الشعب”.

أين الرقابة؟

أحد الأساتذة تحدث لـ”طريق الشعب عمّا شاهده من أساليب استغلالية، قائلا: أن “ما تعرض له الطلبة والأهالي هو أمر مخالف للقانون دون أي جدال، حيث يتم استدراج الطلبة والإيقاع بهم لسلب ما في جيوبهم، وهم على الأغلب من عائلات محدودة الدخل”.

ويضيف أن هناك “أماكن أخرى لا تقل بشاعة واستغلالا عما يجري في الجزيرة أو السندباد لاند”.

ويقول ان “إدارة الجزيرة السياحية بررت تسييج مكان الطلبة وحرمانهم من التجوال بمحاولة الحفاظ على الفتيات الطالبات من الآخرين الغرباء. وفي الحقيقة لم تكن هناك أعداد كبيرة. كان الأجدر بالادارة أن تخصص أياما معينة للطلبة، وتجنب تلك المضايقات”.

عرض مقالات: