وهي من التحديات الكبيرة التي تواجه هذا القطاع الهام . ولها اثرها الكبير على كلف الإنتاج وإمكانية المنافسة ، والقدرة على سد الحاجات المتزايدة للمنتجات الزراعية في عالم مضطرب ، والنقص المتزايد عالميا وإقليميا في فرص الحصول على المنتج الغذائي ، كميا ونوعيا وتغذويا ، ومدى توفره في كل الأوقات المطلوبة وسهولة الحصول عليه وباسعار مناسبة .
في العراق يشكل انخفاض وحدة المساحة ( الدونم او الهكتار ) ، وانتاجية حيوان المزرعة ، وانخفاض كفاءة استخدام المياة ، مشاكل تتعاظم انعكاساتها السلبية يوما بعد اخر ، ويضاف اليها انخفاض إنتاجية العمل وما يرتبط أساسا بالاساليب المتبعة في النشاط الزراعي ، وكذلك كمية راسمال الموظف في وسائل الإنتاج والبنى التحتية في القطاع .
وكل من هذه العناوين له أسبابه ، كما المقترحات البديلة للمعالجة ، رغم ما يتوجب القول بان المدخل للمعالجة يحتاج الى سياسية زراعية متكاملة في اطار نهج عام للدولة يسعى الى تنمية القطاعات الإنتاجية والتقليل التدريجي من الاعتماد عَلى الريع النفطي .
ان انخفاض الإنتاجية يعني ببساطة ان هناك جهدا ومالا ووقتا يبذل لا يقابله مردود يعادل كمية المدخل منها في العملية الإنتاجية الزراعية ( النباتية والحيوانية ) . واستمرار هذا الوضع لا يعني الا انه استنزاف مستمر وخسران إمكانية المنافسة ، بل واحيانا حتى عدم إمكانية استرداد كلف الإنتاج ، وخصوصا بالارتباط مع التحديات الأخرى التي تواجه الإنتاج الزراعي ، وهذا وغيره قد تدفع قطاعات من الفلاحين والمزارعين عن الجدوى في الاستمرار بالزراعة !
ولتبيان أهمية هذا التحدي نشير على سبيل المثال لا الحصر الا انه عالميا قد يصل انتاج الدونم الواحد من الحنطة الى اكثر من مليونين ونصف مليون طن ، فيما في العراق يتراوح بين ٥٠٠-٨٥٠ كمعدل . وفي بعض المناطق المروية والخصبة قد يتجاوز ال الف كغم للدونم الواحد .
وان انتاج البقرة الواحدة العراقية قد لا يتجاوز ال ٦-١٠ كغم يوميا ، فيما المعدل العالمي قد يتجاوز ال ٤٠ كغم يوميا . مع الإشارة الى ان بعض أصناف الابقار المستوردة الى العراق في محطات التربية قد يكون انتاجها بين ٢٥-٣٠ كغم يوميا .
وما يخص المياه فالحديث يدور عن كفاءة استخدامها وتقنينه وتقليل الهدر والضائعات والتبخر ، .
ان معالجة عوامل ضعف الإنتاجية لابد ان يكون امام كل المعنين في القطاع الزراعي وأصحاب القرار فهو مدخل لابد منه لتحقيق خطوة مهمة على طريق سد الحاجات المتزايدة من المنتجات الغذائية ، ولاسيما الاستراتيجية منها .
المحرر