اخر الاخبار

بعدما أطلق عدد كبير من الإعلاميين والجمهور الرياضي قبل أيام، حملة شعبية نالت تفاعلا محليا وعربيا  من أجل رفع الحظر عن الملاعب العراقية، جاء قرار اتحاد كرة القدم الدولي “فيفا” مبشرا الجماهير برفع هذا الحظر.

ويستلزم القرار أن تكون ملاعب العراق جاهزة لاستضافة المباريات وفقا لمتطلبات البنى التحتية والشروط التي حددها الاتحادان الآسيوي والدولي، ما أدى إلى إيقاف هذا الحرمان وعودة الفعاليات الكروية إلى الأراضي العراقية.

حملة كبيرة وتفاؤل حكومي

وأطلق ناشطون وإعلاميون حملة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب برفع الحظر عن ملاعب كرة القدم تحت وسم “العراق بانتظار القرار” لرفع الحظر.

وخلال الأيام القليلة التي مضت، نُشر أكثر من 25 ألف تغريدة تحمل هذا الوسم في موقعيّ تويتر وفيس بوك، ودعا الناشطون من خلالها إلى إعادة المباريات الدولية لملاعب كرة القدم العراقية. 

وكتب الصحفي الرياضي علي نوري: “أطلقت حملة لدعم العراق لرفع الحظر عن ملاعبه. يجب على كل عراقي المساهمة بها. وعلى الأشقاء العرب مساندتها ودعمها”. ودعا الناشطون في الحملة أن يرفع الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” الحظر الدولي عن ملاعبنا بعد عقود طويلة لم تخض فيها المنتخبات العراقية مبارياتها الرسمية الدولية على أراضيها، واصفين ذلك بالإجحاف الكبير. 

وقال وزير الشباب والرياضة عدنان درجال في بيان طالعته “طريق الشعب”، إن “الاتحاد الدولي للعبة أعلن موافقته الرسمية على إقامةِ مباراة منتخبنا الوطني أمام نظيره الإماراتي في ملعب المدينةِ الدولي في بغداد، وهي مباراةٌ تقام ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم”. 

وبين أن “التواصل مع الاتحاد الدولي ـ مدعوما من قبل الآسيوي ـ أتى بثماره وتكللت المساعي بعودةِ المباريات الدولية إلى بغداد”.

 وبشأن العوامل التي أثمرت عن رفع الحظر، قال درجال في مؤتمر صحفي عقده لاحقا أن “هذا تم بعد أن توفرت الشروط الأساسية من حيث الأمن وحسن التنظيم والرقي في تشجيع الجماهير فهذه جميعها ساهمت بشكل كبير وخاصة في المباراتين الاخيرتين اللتين اقيمتا في بغداد. أن النجاح تحقق من الناحية التنظيمية والفنية والأمنية والإعلامية والجماهيرية التي كان لها الأثر الكبير في تحقيق هذا الحلم الذي صدر أمس”، لافتا إلى أن “موعد المباراة مع الإمارات سيكون في 24 آذار المقبل”.  

الاستفادة من المكتسبات

وفي السياق، قال الصحفي الرياضي أحمد البهادلي، أن “استمرار الفيفا بفرض الحظر على ملاعبنا في السابق خالف المنطق بعدما تجاوز العراق مراحل مهمة لأجل أن يتجاوز هذا الملف. أن الأعذار التي قدمت لم تكن مقنعة”.

وأضاف البهادلي لـ”طريق الشعب”، أن “الحملة التي أطلقناها هدفت إلى رفع الحيف عن الرياضة العراقية وإعطاء العراقيين الحق بالعودة إلى الملاعب بعد حرمان بدأ منذ عام 1979 وحتى الآن. كما أن المباريات التي استضافها العراق مؤخرا على ملاعبه أوضحت الجاهزية التامة لتنظيم المباريات”، مبينا أن “الجهات المعنية مطالبة الآن بالسعي إلى الحفاظ على هذه المكتسبات المهمة واستكمال كافة متطلبات رفع الحظر والاستفادة من التجربة المريرة السابقة”. 

وأوضح أن “التنظيم الذي شهدته المباراة الدولية الودية التي جمعت المنتخبين العراقي والأوغندي كان مثاليا، والتحضير كان على مستوى ممتاز”.

مصاعب يجب تجاوزها

من جهته، تحدث مدرب الفئات العمرية، حيدر جعاتي، عن أسباب مقلقة يجب تجاوزها، ولطالما كانت عذرا مشروعا لتأخير رفع الحظر عن العراق.

وقال جعاتي لـ”طريق الشعب”، أن الكثير من المعنيين بالجانب الرياضي “يعتقدون بأن هناك مؤشرات مقلقة حول عدم قدرة العراق على تنظيم واستضافة المباريات الدولية وهي تتعلق بالأجواء الأمنية والإدارية والتنظيمية والزحامات المرورية ومشكلة السلاح المنفلت، لكن كل ذلك يبقى مجرد مخاوف بإمكان الحكومة تجاوزها، لأن الحقيقة أثبتت بأن المباريات التي أقيمت مؤخرا على ملاعب العراق كانت مميزة. أرى أنه من المنطق أخذ هذه المخاوف بنظر الاعتبار ومناقشتها لتأمين حق العراق الرياضي وحتى يكون هذا القرار بادرة خير على الكرة العراقية والرياضيين”.

هذا وشهد قرار رفع الحظر عن الملاعب، ردود فعل شعبية كبيرة تفاعلت على مواقع التواصل الاجتماعي وطالبت بتعزيز الرياضة والارتقاء بالمؤسسات ذات العلاقة والحفاظ عليها، فيما جاءت ردود فعل ايجابية كثيرة من المحيط العربي والوسط الرياضي الخليجي، حيث شارك بعض الإعلاميين بالحملة الشعبية ودعوا إلى إنصاف الكرة العراقية من خلال مناشدات وفيديوهات نشروها على مواقعهم الرسمية.