تنتشر قرب العيادات الطبية الأهلية، سيما في الأحياء الشعبية، مختبرات صحية ومحال للممرضين والمضمدين المجازين. وقد اتسعت هذه الظاهرة خلال السنوات الأخيرة، مع ازدياد أعداد العيادات الأهلية، في ظل تراجع القطاع الصحي الحكومي. 

هذه المختبرات ومعها محال المضمدين، تستخدم مستلزمات طبية مختلفة، من حقن وقناني وأنابيب وقطن وقفازات وغيرها. وبعد انتهاء عملها في نهاية اليوم، تتخلص من كل هذه المخلفات بشكل بدائي غير خاضع للشروط الصحية. كأن ترميها في الشارع أو في الحاويات العامة المخصصة لجمع النفايات، الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة والبيئة، خاصة أن تلك المواد لا تخلو من الفيروسات والأوبئة. 

الأرصفة مكبات للمخلفات الطبية

صاحب مختبر أهلي، يؤكد لـ “طريق الشعب”، أن غالبية المختبرات تقوم بعد انتهاء دوامها برمي مخلفاتها على الأرصفة أو الجزرات الوسطية، بعد أن تضعها في أكياس بلاستيكية، مبينا أن هذه الطريقة في التعامل مع النفايات الطبية، تخالف التعليمات الصحية الصادرة عن وزارة الصحة، والتي تشدد على إتلاف هذه المواد، نظرا لخطورتها على الصحة العامة. 

فيما يذكر المضمد محمد حسن علي، أن معظم المضمدين يقومون برمي مخلفاتهم في حاويات جمع الأنقاض المخصصة للنفايات المنزلية، موضحا في حديث لـ “طريق الشعب”، أن البعض من المضمدين يضع مخلفاته في أكياس قبل أن يودعها الحاويات، فيما البعض الأخرى يرميها مباشرة من دون أي معالجة احترازية. 

ويتابع قائلا: “في كل الأحوال أن هذه المخلفات خطيرة على الصحة، كونها ناقلة للأمراض، وفي حال رميها في الأماكن العامة، لن تكون في مأمن عن عبث القطط والكلاب السائبة، ما يؤدي إلى تناثرها في الطرقات”. 

ويلفت علي، إلى أن عمال النظافة معرضون في الغالب إلى خطورة هذه المواد، كونهم على تماس مباشر معها، سيما أن غالبهم لا يرتدي قفازات واقية، أو بدلات تحمي من الأمراض.

مستشفى بلا “محرقة”

من جانبه، يقول شنشول عبد حامد، أن المستشفى الاهلي في بغداد الذي يعمل فيه لا يتعامل مع المخلفات الطبية وفق الشروط الصحية، لأنه أساسا لا تتوفر فيه “محرقة” خاصة بإتلاف المخلفات، مثلما موجود في المستشفيات الأخرى. 

ويبيّن لـ “طريق الشعب”، أن المستشفى يضع المخلفات الطبية داخل أكياس سوداء “غير سميكة”، وبعدها يقوم بنقلها إلى موقع رمي النفايات في المنطقة، مشيرا إلى خطورة هذه المواد على الصحة العامة، وبشكل مباشر على صحة عامل النظافة الذي يتعامل معها. 

الأطفال يعبثون بالأوبئة!

التمريضي محمد عبود رسن، يؤكد لـ “طريق الشعب”، أنه شاهد قبل أيام أطفالا يعبثون بنفايات طبية مرمية في الشارع، منوها إلى أن هذه النفايات قد تحمل أمراضا وأوبئة انتقالية خطيرة، ما تنتقل إلى الطفل، ثم إلى عائلته. 

ويشدد رسن على أهمية أن تتخذ وزارة الصحة إجراءات رقابية صارمة على عمل المختبرات وعيادات التمريض والصيدليات، وتتأكد من انها تتخلص من مخلفاتها بالشكل السليم، داعيا إلى إنشاء محارق خاصة لإتلاف تلك النفايات، مع تخصيص حاويات محكمة لهذا النوع من المواد الخطيرة. 

إلى ذلك، تقول المواطنة ساجدة نوري، أن منطقتهم تضم الكثير من المختبرات وعيادات التمريض، وهذه في الغالب لا تتبع الشروط الصحية في التخلص من مخلفاتها، إنما ترميها في الطرقات بشكل عشوائي، ما تكون مرتعا خصبا للأوبئة والأمراض الخطيرة. 

وتدعو المواطنة، الجهات المعنية إلى إلزام المختبرات ومحال التضميد بوضع حاويات خاصة لجمع نفاياتها الطبية، فضلا عن إلزام المستشفيات الأهلية بتوفير محارق لإتلاف مخلفاتها.

كما تدعو وزارة الصحة، إلى تفعيل دور الرقابة في هذا الإطار.

عرض مقالات: