اخر الاخبار

الشهيدة خيرية حسن هاشم الصراف

نشأت الشهيدة في عائلة ينتمي أغلب أفرادها إلى الحزب الشيوعي، وقد شاركت في عمر مبكر في المظاهرة المناهضة للانقلاب الفاشي في 8 شباط 1963، وهي في عمر 16 سنة، ودفعتها جرأتها إلى مرافقة أختها الأصغر منها (سعاد) وأخيها (محمد صادق) في مستشفى الكاظمية، اللذين أصيبا بطلق ناري أثناء مقاومة الانقلاب الفاشي، وصدمت هناك من العدد الكبير من الشهداء المرميين في ساحة المستشفى في اليوم الأول للانقلاب المشؤوم.

وقد عانت الشهيدة وأخواتها وأمهن شظف العيش، عندما اعتقل كل رجال البيت (والدها وأخواها وعمها وزوج عمتها) وأصبحت العائلة دون معيل. وخلال الفترة التي أعقبت الانقلاب كانت الشهيدة تساعد بعض إخوانها في نقل البريد الحزبي، كما ساهمت بربط بعض التنظيمات الحزبية ببعضها الآخر عن طريق علاقتها بزميلات لها، لهن أخوة شيوعيون.

ورغم المصاعب أكملت الشهيدة الدراسة، وحصلت على شهادة البكلوريوس في الرياضيات، وتعينت مدرسة مطلع العام 1974 في ثانوية الكوفة للبنات. وكانت موضع ملاحقة وضغوطات وتهديدات من قبل منظمة حزب البعث في الكوفة والنجف، واستمرت تلك المضايقات بعد انتقالها إلى بغداد، وعملها في ثانوية عائشة للبنات في حي البلديات.

تواصلت الملاحقات والمضايقات من أزلام النظام المقبور لإجبارها على الانتماء للبعث، وكتبت عنها مديرة المدرسة التقارير الأمنية، كذلك تقارير أمن ومنظمة المنطقة، وتواصل الضغط عليها، ولما لم يجد ذلك نفعا، تم اعتقالها في 22\5\1980 مع أخيها محمد جعفر، وتم تغييبهما وتصفيتهما، ولم تسلم جثتاهما إلى العائلة.

مجدا وخلودا للشهيدة خيرية.

الشهيد محمد جعفر حسن هاشم الصراف:

وقدمت العائلة شهيدا آخر، هو أخوها محمد جعفر الصراف. انتمى الشهيد إلى الحزب في عمر مبكر. اعتقل في تموز 1962 في مديرية الأمن العامة ثم في سجن الموقف العام لمدة تزيد عن ستة أشهر. وعند قيام انقلاب شباط الأسود، شارك الشهيد مع رفاق الحزب في الكاظمية في مقاومة الانقلاب. ثم اعتقل ثانية في أوائل تشرين الثاني 1963 مع والده وزوج عمته، واحتجزوا كرهائن بسبب إفلات أخيه محمد صادق من الاعتقال، وتحمل حينها أنواع التعذيب على أيدي الجلاوزة ناظم كزار وعمار علوش.

ورغم المصاعب والانقطاع القسري عن الدراسة، واصل الشهيد تعليمه بالانتساب إلى كلية الهندسة عام 1966-1967، وكان من الناشطين في الانتخابات الطلابية التي فاز فيها الشيوعيون في معظم الكليات، مما حدا بالسلطة القمعية إلى إلغائها. وبعد الانقسام الخطير في الحزب الشيوعي أيلول 1967، التحق هو وأخوه محمد صادق الصراف بمنظمة الكفاح المسلح في الأهوار. وفي 24 شباط 1968 انسحب المقاتلون من الأهوار. وبعد معاناة وصعوبات جمة تمكن الشهيد، هو وأخوه محمد صادق من الوصول إلى بغداد، وبقيا متخفيين لحين صدور العفو عام 1969.

وقد اضطر الشهيد خلال فترة النضال الصعبة إلى الاشتغال بمختلف الأعمال (أعمال بناء، صبغ الدور، سائق تكسي) كما واصل رغم المصاعب التحصيل العلمي، فدرس الإدارة والاقتصاد في الجامعة المستنصرية، وعمل كمحاسب في الدوائر الرسمية. لاحقته التقارير الأمنية في المنطقة ومنظمة البعث، حيث رفض الانتماء لحزب البعث الحاكم، ولهذا تم اعتقاله في 22\5\1980 مع أخته الشهيدة خيرية، وغيب الاثنان معا.

تزوج الشهيد من السيدة نضال كاظم التميمي التي عانت كثيرا من أجل تربية أولادها، وبقيت وفية لمبادئ زوجها، متحملة شتى أنواع المضايقات، واضطرت إلى اللجوء مع أولادها إلى الدنمارك أواخر التسعينات. 

ستبقى ذكرى الشهيدين موضع فخر واعتزاز.

عرض مقالات: