اخر الاخبار

حيّت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، السبت الماضي، يوم الشهيد الشيوعي العراقي، في حفل كبير أقيم على قاعة المركز الثقافي النفطي في بغداد.

وانطلق الحفل مع عزف النشيد الوطني العراقي، بعدها دعت عريفة الحفل الرفيقة ايناس جبار، الحضور الى الوقوف (دقيقة صمت) تقديراً لتضحيات الشهداء الشيوعيين العراقيين. وفي مقدمتهم الرفاق فهد وصارم وحازم والآلاف من رفاق دربهم.

كلمة الحزب الشيوعي ألقاها عضو اللجنة المركزية الرفيق وسام الخزعلي، تناول فيها مغزى الذكرى ودلالاتها ومسيرة الحزب الطويلة، وكفاحه المجيد، وتضحياته الجمة.

وأكد الخزعلي في كلمته على أن الرابع عشر من شباط، بالنسبة للشيوعيين العراقيين، ليس مناسبةً عابرةً بين عشرات المناسبات التي حَفِلَ بها تاريخ حزبنا العريق، إنما يحمل هذا اليوم بين طياته ذكرى استشهاد القائد المؤسس الرفيق فهد، والرفيقين حازم وصارم.. الذين أرسوا ركائز حزبنا في ربوع الوطن كله. ولهم أول الفضل بما عرف عن الشيوعيين من شجاعة وثبات على المبادئ الإنسانية التقدمية، وتمسك بقضية الشعب والوطن.

نص الكلمة

الحضور الكرام 

الرفيقات والرفاق الأعزاء 

نقف اليوم بكل إجلال  واكبار، لنستحضر ذكرى شهدائنا الميامين، شهداء حزبنا الشيوعي العراقي، الذين بذلوا دمائهم وجادوا بانفسهم واسترخصوا حياتهم على طريق بناء الوطن وتحرره وتقدمه ورفاهيه الشعب.

نقف اليوم،  لنتذكر بطولة  قادة حزبنا يوسف سلمان يوسف (فهد) وحسين احمد الرضي (سلام عادل) والمئات من رفيقاتهم ورفاقهم قادة الحزب وكوادره واعضائه، الذين ضحوا بكل غال وثمين في مسيرة حزبهم الطويلة  متحدين الجلادين واساليبهم في التعذيب والخطف والاغتيال والاعدامات، عند مقاومة الاستعمار ومشاريعه، وأثناء مقارعة الدكتاتورية في العمل السري والنشاط الانصاري، ومن أجل التغيير وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، ليسطروا اسمى ايات التحدي والبطولة والاقدام في دروب النضال المفهم بالتضحيات.  

نقف اليوم، لنؤكد أننا كنا وسنبقى أمناءٌ لمبادئنا وقضايانا التي من أجلها استشهد هؤلاء المناضلون، ثابتين على درب الكفاح الوطني والأممي، منحازين  دوماً لأبناء شعبنا وشغيلته وكادحيه.

 

إيها الأحبة..

لم تمض سوى أيام، على انعقاد المؤتمر الوطني الحادي عشر لحزبنا، الذي أكد من خلاله الشيوعيون كافة، تمسكهم بحزبهم، وصيانة وحدته ومبادئه، ومواصلة النضال نحو التغيير الشامل كمحطة أساسية من محطات النضال لتحقيق الأهداف المنشودة.

ونعني بالتغيير الشامل، ذلك التغيير في النهج ونمط التفكير والممارسة،وفي الية  إدارة الدولة والحكم. وذلك لن يتحقق، من دون الخلاص من منظومة المحاصصة الطائفية والاثنية، والقضاء على الإرهاب والسلاح المنفلت، ومحاربة الفساد والفاسدين الذين استنزفوا ثروات البلد، وحرموا الشعب من أدنى مستويات الخدمات والعيش الكريم.

وأنها واضحة للجميع، حالة الاستعصاء  السياسي في اللحظة الراهنة، وما تمثله من تهديد خطير للبلد  وشعبه، سببها، تشبث القوى  المتنفذة بالامتيازات  والسلطة والنفوذ، وعدم استعدادها الفعلي لتصحيح مسار الأوضاع، وإنهاء مسلسل الأزمات الخانقة وإسها.

لهذا نرفع اليوم التغيير الشامل  شعاراً، ونحن ندرك أن أولى الخطوات صوب هدفنا تتمثل في تغيير موازين  القوى لصالح الشعب، وما يشترطه ذلك من خلق الاصطفاف السياسي والمجتمعي ، البديل السياسي القادر على إحداث التغيير الشامل المنشود، بديلٌ يؤمن بنهج المواطنة والديمقراطية وبالعدالة الاجتماعية.

ويتطلب ذلك، العمل على زيادة زخم الضغط الشعبي، وتكاتف وتوحيد جهود الديمقراطيين والتشرينيين والوطنيين والخيّرين من دعاة الإصلاح الحقيقي، وإدامة الحراك الجماهيري وتعظيم دوره، وتمكين الناس من استرداد حقوقها المنهوبة.

 

أيها الرفيقات والرفاق والأصدقاء

إن الرابع عشر من شباط، بالنسبة للشيوعيين العراقيين، ليس مناسبةً عابرةً بين عشرات المناسبات التي حَفِلَ بها تاريخ حزبنا العريق. إذ يحمل هذا اليوم بين طياته ذكرى استشهاد القائد المؤسس الرفيق فهد، والرفيقين حازم وصارم.. الذين أرسوا ركائز حزبنا في ربوع الوطن كله، ولهم أول الفضل بما عرف عن الشيوعيين من شجاعة وثبات على المبادئ الإنسانية التقدمية، وتمسك بقضية الشعب والوطن.

وإننا مدعوون لجعل مناسبة يوم الشهيد الشيوعي، حافزاً لأجل استنهاض الهمم لمنظمات الحزب واعضائه وتعزيز صلاتها بالجماهير والانخراط في الحركة الشعبية المطالبة بتغيير الواقع المزري في البلاد على طريق تحقيق شعار المؤتمر الوطني الحادي عشر لحزبنا في التغيير الشامل. 

فما ارتقى الشهيد الشيوعي إلى منزلة المضحي، إلا لمواجهته الظلم والاستبداد وسياسات التجويع والافقار، والاستغلال والتهميش والاستعباد وسلب حريات المواطنين.

وفي هذه الذكرى المجيدة نجدد الدعوة إلى كل الشيوعيات والشيوعيين غير المنظمين والبعيدين عن التنظيم  للعودة إلى صفوف الحزب والمساهمة في نضاله.

في هذه المناسبة العزيزة على قلوب جميع الشيوعيين والوطنيين نجدد العهد للشهداء الابرار لحزبنا باننا ماضون في الحفاظ على الحزب وتنميته وتطويره وتعزيز دوره ، قدما نحو  تحقيق اهدافنا النبيلة في الوطن الحر والشعب السعيد.

مجداً لشهداء الوطن والحزب والمبادئ العادلة!

مجداً لذكراهم الحية في قلوبنا!

 

فيما ألقيت كلمة عوائل الشهداء من قبل حفيد الشهيد الشيوعي محمد الخضري، الشاب محمد عادل، والتي استعرض فيها نضال هذه العائلة الشيوعية، وغيرها من العوائل الشيوعية قائلاً فيها: على طريق الشهيد محمد الخضري الآلاف من الصور والذكريات والبطولات والملاحم لشهداء بذلوا الغالي والرخيص، وهناك المزيد ممن يواصلون النضال.

نص الكلمة 

طاب يومكم يا رفاق الدرب وانتم تستذكرون شهداء حزبكم المجيد.

انه لشرف كبير ان امثّل عوائل الشهداء في ذكرى يوم الشهيد الشيوعي العراقي، وكم هو عظيم ذلك اللقب الذي حمله الآلاف على درب النضال مع رفاقهم الميامين، رافعين رؤوسهم عالياً، تواقين الى درب الحرية صوب الوطن الحر والشعب السعيد.

الحضور الكريم..

سررت كثيراً في تمثيل عوائل شهداء الحزب في قراءة هذه الكلمة، ولكني أجد من الصعوبة الحديث في كلمات قليلة عن هذا السفر النضالي الطويل وعن الملاحم البطولية.

محمد ارد اعاتبكم يالطياب/ من جور گلبي وعظم المصاب/ ذاب الگلب من الهضم ذاب/ والراس من امصابكم شاب.

بهذه الكلمات كانت (ام محمد) والدة الشهيد محمد الخضري ترثي ابنها الذي اختطفه جلاوزة النظام السابق يوم 20 آذار من العام 1970 وهو في طريقه لحضور الحفل الذي أقامه مجلس السلم والتضامن في صدر القناة لغرض المساهمة في حفل تكريم الوفد الكردي بعد عقد اتفاقية 11 آذار 1970، حيث انه لم يصل للحفل وجرى اختطافه في الطريق اليه، وتم قتله ببشاعة ووجدت جثته الممزقة في الطريق بين بغداد وبلد وفيها 18 رصاصة، ما عدا التشوهات في وجهه وجسده.

ولم تتوقف وحشية البعث عن هذا الحد في اغتيال الخضري، بل ذهب الحال الى مضايقة عائلته وذويه، وقبل ان يستشهد كان حينها قد طلب ان يطلق على المولود اسم (سلام) سواء كان ذكرا ام انثى. وحينما ولدت زوجته المولودة الجديدة، بعد أربعة اشهر على فقدانه عاشت محرومة من حنان الوالد.

وبالإضافة الى المضايقات العديدة لزوجة الخضري في حياتها العامة والوظيفية حيث كان التحقيق مستمرا معها وتم ارسال كتاب استدعاء الى المدرسة التي كانت تعمل فيها كونها معلمة. وبقيت زوجته صامدة بوجه البعث وضحت بكل شيء في سبيل تربية ابنتها سلام الخضري والحفاظ عليها.

في حين أن ابنته سلام سارت على نفس درب المعاناة، اذ استمرت مضايقات البعث لها، ومن هذه المضايقات إخفاء وثيقة القبول المركزي، لعرقلة حصولها على مقعد جامعي، وتبين فيما بعد ان الوثيقة جرى اخفاؤها في مقر الفرقة الحزبية. فيما استمر التعرض لها وهي تمارس عملها الوظيفي، اذ طلب منها مراراً ان تخرج في مظاهرات مؤيدة لحزب البعث ونظام صدام الدكتاتوري، وبسبب رفض سلام ذلك، كانت تتعرض الى المضايقات، لذلك قررت ترك الوظيفة والاستقالة، فيما لم تكف مداهمات الامن الصدامي وبدون سابق انذار.

هذا جزء يسير من سيرة احد الشهداء، وعلى طريقه الآلاف من الصور والذكريات والبطولات والملاحم، لشهداء بذلوا الغالي والرخيص وهناك المزيد ممن يواصلون النضال.

رفيقات ورفاق الشهيد الخضري الأعزاء

لم يكن يوم استذكار شهداء الحزب محصوراً في 14 شباط من كل عام بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي، فالشهداء حاضرون دوماً معنا وفي كل المناسبات، فهم الذين عبدوا هذا الطريق مرخصين دماءهم الزكية من اجل الشعب والوطن.

لتبقى ذكرى يوم الشهيد خالدة

ولكم مني السلام.

بعدها عرض فيلم لوحة الشهداء للفنان فيصل لعيبي، ويستعرض الفيلم لوحة لعيبي التي رُسمت في العام 1978، بعد قيام البعث المجرم بإعدام 21 شاباً شيوعياً، إثر تلفيقات وادعاءات مزيفة.

وقرأت في الحفل أيضا برقية الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني، والتي اشادت بنضالات الحزب الشيوعي العراقي (منشورة على الصفحة الخامسة).

بعدها القت الشاعرة حسينة بنيان قصيدة في المناسبة، استذكرت خلالها صديقتها هدى شاهين احدى الشهيدات الشيوعيات العراقيات، ليلقي بعدها الشاعر رائد الأسدي قصيدة رائعة من الشعر الشعبي، استذكر فيها صمود شهداء الحزب امام سجانيهم (القصيدتان منشورتان على الصفحة الاخيرة).

وختم حفل الاستذكار بعرض لفرقة انغام الشبيبة، عزفوا فيه مقطوعات موسيقية تغنّت بهذه الذكرى، مع اداء بعض الاغاني الوطنية للفنانين علي خيون وضرغام طعيمة.